جف حبر قلمي ولم اكتفي بكتابة مئات الصفحات التي تقصك بعد. نسيت أن أتحدث عن غيرك، ونسيت أن أعبر عن أي شيءٍ آخر سواك. هل يعقل بأنك يومي وأيامي؟! أحقاً انت المضمون الوحيد في مذكراتي؟!.
قالوا " لا تلمس النار فتحرق اصابعك "، ولم يعرفوا بأن الفوانيس بداخلي...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
تحدت الأيام بطء السلحفاة في مشيها وتكاد تنتصر على العام الذي مر في بطئه ويكمن شعوري في بطئه الشديد علمي أن بعد الاربعة عشر يوم سأراه وانطلق معه في رحلة مجهولة و ستبدو الأجمل مهما كانت خفاياها.
شفت جروحي واصابتي وعادت قدرتي على ممارسة نشاطي وكانت تجربتي في استعمال السيف الجديد بعد استلامي له في اليوم الثاني عشر مختلف تماماً. سيف احترافي الصنع كفيل في ابراز قوتي ومهاراتي وتطويرها بشكل اسرع وهو ما يصنع خصيصاً لقتلة الشياطين من قبل امهر الحدادين في مجال حدادة السيوف.
اعتدت ما بعد استلامي لسيفي الجلوس عند عتبة المنزل في انتظار نداء الواجب ليحل ولكن لم يصل الغراب ويمدني بمهمتي الا في اليوم السادس عشر على عكس ما توقعت، وبمجرد استلامي لمهمتي نحو أحد القرى التي تبعد عن منطقتي الأربع ساعات قد انطلقت عقب وداع عمي وزوجته.
لا انكر التوتر بداخلي الآن وشعوري بالخوف لكني مستمرة اعبر طريقي واتبع الغراب نحو الوجهة المحددة، وخلال الاربع ساعات بدأ عقلي يصنع الاحداث المرعبة وكيف ستكون نهايتي القريبة في كل خطوة اقطعها، لكني لا اتراجع ولا افكر بالتراجع ولو أن الموت ينتظرني هناك ولو انها مهمتي الأولى والأخيرة.
وصلت لموقع مهمتي على ارض القرية الصغيرة والهادئة وارى السكان حذرين بنظراتهم تجاهي ويراقبوني بخشية فمنهم من عاد يدخل الى منزله ويكمل نظراته لي عبر النافذة ومنهم من يراقبني عبر الازقة الضيقة وقد بانت عليهم علامات الفقر الشديد والاحظ المرضى متساقطين على الطريق ومنهم من سلم امره للموت ولا يبدي اي معارضة.
مما فهمته عند استلامي للمهمة أن شيطاناً يستهدف هذه القرية ويطمع في تسلطه واصبحت عادة يومية ويتوجب علي الآن الانتظار حتى ظهوره ومواجهته، كنت أظن اني سألقى كيوجيرو مباشرةً لكن يبدو بأن الموضوع ليس بتلك السهولة حتى القاه ولا توجد مواعيد دقيقة في حياة قتلة الشياطين.
تقدمت اتفحص الطرق واحلل ما تراه عيني، وكل ما تراه هو اليأس والحزن في كل تفاصيل هذه القرية. استطيع سماع انين الكبار وبكاء الاطفال من داخل المنازل وكل ما اراه يعصر قلبي ويروي عيناي دموعاً ولكني اقاوم ابداء اي مشاعر في تلك اللحظة فأنا من ستقف لتحميهم من هجوم الشيطان.
