1: بغتةُ.

20 1 0
                                    

وسط زقزقة العصافير... والهواء البارد الذي يخرج من النافذة...
وصوت الجرس المزعج، الذي يكاد يخرق أذني
...
وهذا الرجل الذي ينظر لي.
من خلف القضبان الحديدية،
...لا اتذكر شيئاً..
انا لا اعرف من انا حتى،
لكن كل ما استطيع معرفته هو أن هذا الرجل ليس صديقاً.
..
على وجه التحديد،انا لم أرى وجهه،انا استطيع رؤية ظلهُ فقط..

..
.. لقد ذهب..
لم يقل شيئًا ، كما لو أنه ينتظر استيقاظِي.
..
اخيرًا، توقفت الأجراس عن الرنين، أنها مزعجة جداً، أشعر بآلم في صدري كلما اسمع صوتها،

..حاولت تذكر شيء لكن لم استطع،
..على الرغم من أنني لا اتذكر شيئاً، إلا أنني هادئة بشكل غريب..

..
يئست من تذكر شيء ، بدأت أتفقد المكان،
لعلي اجد شيئا ينعش ذاكرتي.
.. نظرت حولي لم يكن هناك شيء ، فقط سرير ونافذة عالية، وغرفه حمام صغيرة،
وتلك القضبان الحديدية..، حاولت النظر خارجاً،

لم اجد احد، يبدو أنها زنزانة دون حارس،
وليس هناك باب حتى؟..

،الغريب أن الجدران مرسوم عليها خطوط، كان يعد الأيام ،
يبدوا أن أحدهم كان هنا ايضا، لقد بقي هنا ايام عديدة، ما انتبهت له اكثر من رسوماته هي رسمه لا أكاد افهمها، لكنها مألوفة بشكل غريب..، هي ما جذبني أكثر،
...
انا جائعة..
لا اعرف كم مر منذ استيقاظِي..
وسط تفكيري في كيفية خروجي من هذا
المأزق..، دقت الأجراس مرة أخرى، بدأ الألم يصبح اقوى،
أنه مؤلم جدا..،
تصاعدت أصوات الأجراس وهي تتلاشى وتعود بقوة، كأنها تحاول تمزيق روحي وجسدي بلا رحمة،

..
سقطت على الأرض وانا اضع يدي
على صدري متألمة..،
وأحسست بالألم المبرح ينتشر في كل خليتي، وكأن يدي قد اخترقت صدري وتركت جرحاً عميقاً ينزف بلا توقف.

،،
في لحظة من الضعف واليأس، سمعت صوت غريب يقترب بخطوات ثقيلة ومرعبة، كأنه يتحرك كالشبح المظلم الذي يجر بجسد آخر إلى الهلاك.

..
لقد عاد..، ذلك الرجل،
أشعر بالأشتمئزاز كلما أراه..، على الرغم من انها المره الثانية التي أراه فيها،..

..
يبدو أنه يقول شيئاً ما..
لا يهمني فقط أجعل.... هذا الأجراس اللعـ.ـينة تصمت!
أنه يتكلم لكن لا اسمع ما يقول، أذني لا تتوقف عن الصفير....
لا استطيع تحمل الألم!..

...
يبدو أنه اغمي علي...،
لا أرى ظله، يبدو أنه رحل..،
أشعر بالصداع.. حاولت تذكر ما حدث...
كان يحاول أن يقول شيئاً..،لكن لم اسمعه..
عندما وقفت رأيت أنه ترك شيئاً عند القضبان الحديدية..،
...
حاولت عدم الاقتراب منه ..لكن الفضول تملكني..،
ما تركه وراءه كان صندوقًا أسود.
لم يكن بعيداً عن القضبان الحديدية .. بإمكاني الوصول إليه إذا مددت يدي ..،
كما لو أنه تركها متعمداً..
...
تمكنت من الوصول إليه .. أخذت هذا الصندوق وجلست على السرير ..،
من الجيد أن أجد شيئًا يصرف انتباهي عن صداع راسي،
كان الصندوق ثقيلاً مقارنة بحجمه..،
طريقة إغلاقه غريبة ، لكن من السهل فتحه.
ما إن فتحته انتشرت في المكان رائحة كريهة ، وكانت سوداء اللون تشبه البخور،

وضعت يدي على انفي تجنباً للرائحه..،
لم يمر سوى بضع ثوان ، حتى اختفت الرائحة..
ما كان موجوداً داخله..، طعام،
لا أعرف ما إذا كان بإمكاني وصفه بأنه طعام .. ،
لم يكن يشبه الطعام على الإطلاق .. مجرد شيء يمكن تناوله ..
....
أعتقد أنها كانت عصيدة لكنها كانت سوداء .. كانت في الصندوق ولا يوجد شيء تحتها .. وجافة جدًا..، أيضًا ، كان هناك شيء بداخل العصيدة يشبه النقاط بلون أخضر باهت جدًا..
لا أعرف ما هو ولا أريد حتى أن أعرف .. ،
..
بصراحة ، لقد تناولتها .. كنت جائعة جدًا،ومن الواضح أنها وجبة دائمة هنا.. ،
انا في زنزانة بعد كل شيء..
لا اريد التحدث عن طعمها...
...
غلبني النعاس فجأة بعد أن تناولتها ونمت..
...
استيقظت مره أخرى ، على صوت الأجراس المتدحرجة..،
لكن لم أعد أشعر بالألم في صدري..

إنه هنا.
يمكنني رؤية ظله ، بوضوح هذه المرة.
كان في راسي العديد من الأسئلة له ، لكن افضل التزام الصمت..،

من الواضح أنني فقدت ذاكرتي ، ولا يمكنني أن أسأل بتهور دون أن أعرف شيئًا. قد أكون المخطئ هنا ، والعكس صحيح أيضا ..
لدي أسباب كثيرة ...
ليس لأني أكرهه ...

ساد الصمت ، لم يقل شيئاً ، كما لو أنه ينتظرني أن أتحدث.
بلعت ريقي وقلت:
«مَن أنت؟»
لم اسمع أجابه منه، لكن بعد دقائق،
تكلم بصوت اقشعر له جسدي وقال:

« أنا الساحر الملعون في القلعة عملي هو جعل الناس امثالك يرقصون علناً أمام أبواب القلعة، وسماع الناس انينكِ الباكي، ما ستفعلينه الان لن يفيدك أبداً. »
..

«كلما عليك فعله هو معرفة خطوتك القادمة التي سوف تمحي مستقبلكِ، الواضح مثل لوحة فنية مليئة بالألغاز لحل جريمة قتل. »

بعدها سمعت صوت خطواته الراحلة..

كراهية ساحرُُ الأجراسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن