صرخة صدحت في أنحاء إيوليا حيث عاشت الآلهة قديما معلنة ميلاد ذلك الطفل البهي ليكتب قدره بعدها ، أورفيوس هذا هو إسمه ،من لحن أبولو الشجي خلق وبفصاحة الشعر الملحمي لكاليري قد تألق .مرت الأيام، أشهر لسنوات وصار ذلك الطفل البهي شابا يخطف الأنفاس.
شعر سرق من الليل سواده قد زينه بمشبك ذهبي لزهرة السوسن ولمعة من النجوم إستوطنت عيونه ، تلك
العيون تحمل الكثير كثقب أسود يسحبك نحوه وما عليك إلا الغوص فيه ، البشرة خمرية صافية والجسد يلتف حوله القماش الأبيض الناعم بسلاسة .
هبة الآلهة ومعجزة الفن، هو من سار وراء ألحانه الشجر والحجر وتوقفت الأنهار عن جريانها لتسرق من الزمن لحظة لتتمتع بجمال وعذوبة صوته .
ذاع صيته في إيوليا وتناقلت الأخبار حتى وصل صداها لزيوس إله السماء والصاعقة وأب الآلهة والبشر .
كان زيوس معروفا بحبه للسيطرة وبمغامراته العاطفية العديدة ولكن يبدوا أن قدوم هيرا لحياته قد غير فيها الكثير ، الأوضاع بدت أكثر إستقرارا .بعد الإنجازات العظيمة للأرجانتيون مع جاسون بن أيسون ملك أيولكس في تساليا
كانت وجهتهم التالية هي إستكشاف بعض المناطق المجهولة
ولكن العقبة الوحيدة كانت السرين ، حوراء بحرية برأس إمرأة وجسد طير تغوي الملاحين بغنائها الساحر لكي تتحطم سفنهم على شاطئ الجزر .لبضعة أيام إحتل هذا الموضوع تفكير زيوس ولكن مالبث كثيرا حتى أدرك الإجابة التي كانت أمامه طوال الوقت ، مقررا إستدعاء بعض الالهة للتشاور معهم وهو بالفعل قد اتخذ قراره .
كان الإجتماع في قمة الجبل المقدس أوليمبوس حيث تواجد قصر زيوس العظيم ذو الواجهة
الزجاجية لتنعكس أشعة الشمس الذهبية بطريقة منظمة ودقيقة مطابقة زوايا محددة من المكان تمنحه ضياءا وبهاءا نهارا وأما ليلا فهو يتزين بقناديل شمعية فواحة ، يتوسط القصر ساحة فسيحة تعرف بالسلا أي المكان المقدس حيث تموضعت طاولة مستديرة من الذهب المصقول محاطة بإثنا عشر كرسي فضي مزين بزخارف لزهرة اللوتس على جانبيه وإسم الإله المخصص له .
يحيط السلا ستة أعمدة من الرخام البنتيلي ، توزعت على جانبيه مجموعة من الغرف التي تقودك نحو سراديب القصر ذات الطرق الملتوية والعديدة التي لا يحفظها إلا زيوس، هناك حيث الكثير من الأسرار قد عاشت .حضرت الآلهة
أثينا
هيرا
بوسايدون
أبولو
أرتميس
آريز
وتغيب هاديس لكثرة إنشغاله في العالم السفلي .
لحظات من الصمت قاطعها قدوم زيوس ليقف الجميع تحية له ويجلسوا بجلوسه على رأس الطاولة وعلى يساره زوجته هيرا.<< مرحبا بكم >> قال زيوس مكملا
<<إني قد جمعتكم اليوم لمناقشة رحلة رجالنا العظماء الأرجانتيون القادمة ، إنكم على علم بالسرين وبقدراتهم فلقد فقدنا الكثير من البحارة الأكفاء في سبيل عبور البحار، لهذا نحن بحاجة إلى خطة لتغلب عليهم >><<ولكن كيف؟ فلا أحد يستطيع مقاومة غنائهم الساحر >> تساءلت أرتميس الجالسة بجانب أخيها أبولو .
<<نستخدم نفس السلاح >>
أجابت هيرا والتي تحفظ زوجها عن ظهر قلبأومئ زيوس في قبول مشيرا بيديه للخدم لتقديم شراب النكتار، بينما يثبت نظراته نحو أبولو قائلا بصوت ثابت :
<<أورفيوس هو ورقتنا الرابحة، مع بسالة وخبرة الأرجانتيون ومهارة عزفه لن يقف شيء في طريقهم >>
تكاثفت النظرات نحو أبولو الذي كان هادئا للغاية
ليقول :
<< هو تحت أمركم >><<إذن نخب النصر >>
هتف آريز رافعا كأسه للأعلى، ليشاركه الجميع بينما يتبادلون أطراف الحديث مع الإتفاق على قرار أن تقلع سفينة الأرجو ليلة الغد .- تسرق البداية ملامح النهاية خلسة -
أنت تقرأ
خلف الكلمات
Romanceيقول توبياس وولف : لا يمكن للكتاب أن يتركوا أنفسهم خدامًا للأساطير الرسمية. عليهم أن يقولوا ، مهما كان الثمن ، ما هي الحقيقة التي يجب أن يقولوها. ⋇⋆✦⋆⋇ ⋇⋆✦⋆⋇ ⋇⋆✦⋆⋇ ⋇⋆✦⋆⋇ أعظم قصص الحب في الميثولوجيا الإغريقية تملك وجها آخر غير ذلك الذي نعرفه . الم...