١┊ملاك مقدس وملاك ساقط

549 58 108
                                    

كنت أركض بحرية، أركض في الهواء الطلق، في المروج الخضراء الممتدة على مد البصر، الخالية من بضع شجيرات على أطراف الغابة، بينما السهول مزينة بالعشب الأخضر الرطب، ونبات الهندباء الذي يرفرف في الأرجاء بحرية بسبب الرياح

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كنت أركض بحرية، أركض في الهواء الطلق، في المروج الخضراء الممتدة على مد البصر، الخالية من بضع شجيرات على أطراف الغابة، بينما السهول مزينة بالعشب الأخضر الرطب، ونبات الهندباء الذي يرفرف في الأرجاء بحرية بسبب الرياح

تُداعب نسمات الهواء الطلق خصلات شعري الذهبية، فأستنشق عبق الزهور وكلي سعادة وسرور، سعادة غريبة، بدا وكأني لن أحس بمثيلتها سوى في هذا المكان، إنه كالجنة

ركضت متتبعة صوت خرير المياه، وحفيف الأشجار، إلى أن وصلت للوادي، تنعكس أشعة الشمس الذهبية على مياهه الصافية، فتلمع ألوان الطيف على العشب الرطب

لتتسلل الأشعة من بين أوراق الشجيرات وتزين تلك الواحة الخضراء بلمعانها الغريب، ترفرف الطيور مغنية من حولي، ليعزف لنا الوادي أحلى ترانيم الجمال

إنها لوحة فنية بديعة التصميم، لا يتمتع بها الكثيرون

جلست القرفصاء إلى جانب النهر، أنظر لانعكاسي بعجب، لم أكن أنا هي أنا؟!

فعلياً، لم استطع التعرف على نفسي سوى بفضل شعري الذهبي، وعيوني الزرقاء التي لايملك مثيلتها الكثير في البلدة، ولكن ما هذه القرون التي اعتلت رأسي من كلا الجانبين، وما تلك الأجنحة الصغيرة اللتي زينت ظهري؟

ولما أذناي بهذا الشكل الغريب طويلتان وحادتان من الأعلى؟ لم أكن هكذا من قبل، ولم أعتد نفسي بهذا الشكل، رفعت يدي أتلمس القرن فإذا بي ما وجدت سوى شعري العادي

ولكن واللعنة مالذي يحصل

"حواء...... أتيت أخيراً...... اشتقنا لكِ"

سمعت همسا خفيفا، همسا بدا كأنه لعدة فتيات يتكلمن في آن واحد، يكلمن شخصا ما، ولكن أين هن؟ ومن هذه حواء؟

"هل من أحد؟"

تساءلت ألتف حول المكان باحثة عن مصدر الصوت، فلم أجد.. لذا عدت للصياح مجدداً

"هل من أحد هنا؟ أجيبوا رجاء؟"

لم أجد رداً سوى ضحكات خفيفة لنفس الصوت المجهول، ولكنني وجدت أخيراً جواباً بعد بضع دقائق من الصمت والهدوء
"نحن أجدادك أريكو.... أم نقول حواء الرابعة"

أحببت مصاص دماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن