في طريق خالي سوى من البعض القليل من البشر، تمشي مطأطئة الرأس تشعر بمشاعر غريبة للغاية، مشاعر خانقة لحد اللعنة
هذا الجو الممطر يزيد وضعها سوء، ويزيدها كآبة وتجهما، تبللت ملابسها كاملة، ولكنها لم تكترث أو حتى تهتم بها، ولم تكلف نفسها عناء حمل مظلة معها
سماع صوت الجرس أيقظها من غفوتها ليخرجها من عالمها الخاص ويخبرها بأنها وصلت لثانويتها بالفعل
تنهدت أريكو بصوت مسموع حمل جميع العبارات الكارهة للحياة والتي تصرخ بكم هائل من المشاعر السلبية
استسلمت في النهاية لواقعها لتدخل نحو مدرستها مُكرهةً ومُرغمة، ربما هذا أفضل من البقاء رفقة زوجة أبيها في المنزل
دقائق وهاهي تجلس في الفصل شبه نائمة كالمومياء المحنطة، أو كالحيوان الكسلان، تراقب وقع الأمطار الغزيرة على النافذة إلى جانبها
ليخطر في بالها ذاك المَرْجُ الأخضر الذي لطالما زارته في أحلامها، زحف شبح ابتسامة على ثغرها قبل أن تقف فزعة بسبب الباب الذي فُتح بقوة
مقاطعاً الجميع عن عمله أو حتى عن نومه، بل وتوقف الأستاذ عن شرحه أيضاً، نظرت أريكو بتمعن في وجه المدير المكفهر كالعادة، لسبب لا يعلمه أحد
ربما هكذا وُلد منذ الصغر، لتتنهد واضعة رأسها على الطاولة، "مجرم، كاد يقتلع قلبي من مكانه" نبست أريكو لنفسها بخفوت ثم استعدت لتغفو
لكنها توقفت أول ما نطق المدير بسبب مجيئه "لديكم طالب منتقل جديد، وأتيت لأعرفكم عليه" قال ليُوَلِّيه الجميع اهتمامه بينما ظلت أريكو على حالها
نظر المدير ناحية الباب آمرا الفتى بالدخول
دلف إلى الفصل بملامح باردة متبلدة وخطوات ثابتة ليقف بالقرب من المدير، ولا يحمل وجهه أي ذرة مشاعر أو شيء يدل على الحياة
لم يستطع أحد الحراك أو إبعاد عيونه عن الطالب الغريب، بينما هناك شيء ما التقطه أنف أريكو، لترفع رأسها بسرعة ناظرة نحو السبورة بعيون مشدوهة
بدأت تشمشم، محاولة تأكيد هذه الرائحة التي التقطها أنفها، رائحة مألوفة، لطالما اشتمتها في مكان ما ولكن عقلها عاجز عن التذكر أو عن التلميح حتى
تصنمت تراقبه بهدوء، بدى غريبا للغاية، بشرة بيضاء شاحبة كخاصة الموتى، وعيون زرقاء ذابلة لا تكاد تحمل أي ذرة مشاعر، مع هالة غريبة باردة تُجبر الجميع على الارتعاش خوفا من شيء مجهول تماماً، ومازاد الطين بلة أنه مغلف بالأسود من رأسه حتى أخمص قدميه كأنه خفاش هارب من قصر مظلم
أنت تقرأ
أحببت مصاص دماء
Acakفي أرض العالم الموازي، تتراقص همسات الحب، وترانيم العشاق، على سيمفونية الألم والعذاب، لتغرق في رمشة عين، في وادي الدماء المقدسة، فكيف يا ترى ستخرج حواء من هذه الورطة ناجية بروحها البشرية؟ وكيف لها أن تجتمع بملاكها الساقط نصفها الثاني؟!