٢┊قلب بشري

183 41 23
                                    

أشرقت الشمس الذهبية كعادتها لتنير ذاك القصر الأسود من كل جهاته... في غرفة كئيبة بالطابق العلوي، فُتح ذاك الباب لتدخل متسللة كلص يرغب في السرقة

اقتربت بخفة من ذاك السرير الملكي الأسود الذي يسع مملكة كاملة، المزين بساريتان ذهبيتا اللون ممزوجة بزخرفة كُحلية

أبعدت الغطاء النيلي، عن المخلوق النائم وسطه، فظهر وجهه الهادء مستغرقا في نوم عميق، ابتسمت ذات العيون الحمراء والشعر الناري

لتهز جسده بخفة "سيد دارك؟ استيقظ يا سيدي لقد حان الوقت" قالت بهدوء بينما تحرك الآخر ببطء، ليغط في النوم مجددًا

"سيد دارك ستتأخر عن المهمة يا سيدي" قالت مجددًا تحاول إيقاظه، ليفتح جفونه بانزعاج فتظهر ياقوتتاه المصبوغة بلون الدماء الأحمر القاني

"ألم أخبرك ألا تدخلي غرفتي إذا ما كنت نائماً" قال والانزعاج واضح في نبرة صوته، بينما تراجعت الصغيرة للخلف لتخفض رأسها باحترام

" آسفة سيدي ولكنها أوامر الملكة" عقد حاجباه بغضب، لما عليها أن تتدخل في كل صغيرة وكبيرة، حتى في ميعاد استيقاظه وأوامره لخدمه

استقام جالسا يبعثر خصلات شعره السوداء بكسل "سيدي عليك الإسراع لقد تأخرنا بسبب استغراقك في النوم"

قالت لينظر نحوها بسخط "ولما كل هذه العجلة لست أذكر أن هناك اليوم اجتماع مهم أو ما شابه؟" قال باستنكار

لتتنهد بقلة حيلة كانت متأكدة تماما من أنه نسي مادار في المجلس البارحة "سيدي سنذهب اليوم إلى ما خلف الحدود"

قالت ليتوقف عن فرك عيونه الناعسة، قبل أن يشهق "حقا؟!... أوه لا" نطق ليلقي نفسه على السرير بحسرة بينما هزت الصغيرة رأسها يمينا ويسارا في أسى

"لا أود الذهاب جورجيا" قال بصوت مخنوق هادء، فارتجفت أطرافها لتضغط على قبضتيها بصمت "لماذا لم يختارو غيري لهذا؟ تبا لهم"

نبس بينما تنهدت جورجيا بصوت مرتفع "لا بأس سيدي الصغير، ففي النهاية هذا من أجل المملكة"

تكور على نفسه أكثر، حاله يمزق قلبها، ولكن ما بيدها من حيلة، ففي النهاية هي ليست سوى خادمة

"سأجهز ملابسك أيها الأمير الصغير، انهض للاستحمام هيا" قالت ليضع الغطاء فوق رأسه بينما ذهبت وتركته وحيدا في تلك الغرفة المظلمة

....

" لازال لم يتجاوز الأمر بعد، أتساءل لما اختاروه هو بالضبط؟" نطقت تلك الصغيرة النارية بأسى بينما أجابها ذاك المخلوق الغريب الذي كان إلى جانبها

أحببت مصاص دماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن