[ 𝑤𝑒𝑠𝑡 𝑐𝑜𝑎𝑠𝑡 ]

183 14 31
                                    

في صباح ذلك اليوم بالقرب من ساحل يوكوهاما الغربي، كان هنالك شابان يتمشيان علىٰ طول الساحل يناظرانه بصمت، حيث بدا أنهما يترقبان شيئًا ما.
و بعد لحظات، سئِم أحدهما السير تحت أشعة الشمس الحارقة فهتف بحدة قائلًا:
- أوي دازاي! دعنا نقف في مكان آخر بعيدًا عن أشعة الشمس هذه!.
- أهذا يؤذيك حقًا تشويا؟ سمعت بالفعل بأنه من الممكن أن تموت بسبب أشعة الشمس...لكن هذا سيكون موتًا مؤلمًا..
رد الشاب المدعو بـ "دازاي" قائلًا.
- كان من المفترض أن نستلم شحنة الأسلحة النارية في هذا الوقت بالتحديد، و مع ذلك فـ هم لم يأتوا بعد! أنا أقسم أنني سأفرغ ذخيرة أسلحتهم اللعينة في رؤسهم الفارغة تلك!!.
رد المدعو بـ "تشويا" بنبرة مستاءة بينما يشد علىٰ قبضتيه بغضب عارم.
- دعنا ننتظر هنا نصف ساعة أخرى، و في حال عدم مجيئهم سنعود أدراجنا و نقدم بلاغًا عن الموضوع.
قال دازاي و هو يتنهد بشكل مبالغ به دلالة علىٰ نعسه، فقد أستيقظ هو و تشويا في وقت مبكر للغاية من أجل إستلام تلك الشحنة، و لسوء حظهما فإنها لم تصل بعد.

ركل تشويا حجرًا بقوة حتى تدحرج و سقط في الماء، ممَ جعل دازاي يبدي إستياءه من ذلك، الا انه لم يقل شيئًا.
أثناء أنتظارهما كانا لا يزالان صامتين بغض
النظر عن تعليقات دازاي السخيفة من حين لأخر حول كتابه و التي لم يكن تشويا يرد عليها.
بعد مرور نصف ساعة بالفعل، لم يبرح الشابان مكانهما لكونهما يعلمان ما نوع العقوبة التي سيواجهانها لو عادا ادراجهما الآن بدون إستلام الشحنة.
- هَي أنت.
قطع حبل صمتهما صوت تشويا و هو يوجه نظره نحو شريكه.
- ماذا؟
رد دازاي و هو ينظر إلىٰ كتابه.
- أسمع...يبدو لي أن فترة أنتظارنا ستطول، ولا أرغب بأن أقضيها كلها صامتًا لذا سأسئلك سؤالًا.
قال تشويا بحدة و قد تكونت بعض قطرات العرق علىٰ جبينه التي دلت علىٰ إرتباكه الطفيف حول ما كان سيسأل دازاي عنه.
- هل ستتحدث أم لا؟.
رد دازاي بملل و هو يغلق كتابه و يلتفت إلىٰ شريكه لينظر إلىٰ وجهه.

لم يُجبه تشويا فورًا بل حدق بـه لبرهة من الزمن، ثم إلىٰ البحر الذي أمامه و قد تغيرت تعابيره تمامًا، تلك التعابير الحادة و المتغطرسة قد أختفت كليًا و كل ما كان يعلو وجهه آنذاك هي نظرة بائسة و حزينة بشكل مخفيّ، إلا أن دازاي استطاع رؤيتها بوضوح.
و أخيرًا، تحدث تشويا بنبرة متثاقلة :
- أخبرني، هل تعتقد بأنني إنسان؟.
- إيه؟.
نظر دازاي إليه بعيون متسعة قليلًا، كان مدهوشًا بعض الشيء من سؤاله، لكنه سرعان ما أسترجع تعابيره الخالية من العواطف و رمىٰ ببصره إلى البحر الذي أمامه هو الآخر..

بقيا صامتين يتأملانه بهدوء و سكينة، قبل أن يقطع ذلك الصمت قهقهة دازاي التي تحولت إلىٰ ضحكات عالية تدريجيًا، حدق به تشويا مستغرباً، و قال بإنزعاج:
- هيه!! لم أقل شيئًا مضحكًا أيها الوغد!...هذه هي آخر مرة أتحدث فيها معك بجدية...
ثم أنزل رأسه إلى الأسفل قليلًا و ضيّقَ عينيه بغضب و إنزعاج و هو يستمع إلىٰ صوت ضحكات دازاي التي لم تتوقف إلا بعد لحظات، تبعتها إبتسامة صغيرة منه و هو يميل برأسه قليلًا و يحدق في عينين تشويا، قائلًا له:
- ما سأقوله بعد قليل ليس مجاملة أو مواساة.
ثم صمت لبرهة منتظرًا رد تشويا، لكنه لم يفعل شيئًا سوىٰ التحديق بدازاي ممَ اعتبرها هذا الأخير إشارة لمواصلة حديثه، فأكمل قائلًا:
- ربما أنت إنسان، و ربما لا، لكن الشيء الوحيد الذي أنا متأكد منه هو أنك إنسانيّ...إنسانيّ أكثر مني حتىٰ..

كانت نبرته هادئة للغاية و واثقة، بينما نظر إلىٰ البحر متأملًا إياه تاركًا تشويا الذي اتسعت عيناه قليلًا قبل أن تتشكل إبتسامة متكلفة علىٰ شفتيه و هو يشاركه تأمل منظر البحر ذاك.

- أنظر! يبدو أنهم وصلوا أخيرًا.
قال دازاي بعد دقائق مشيرًا بأصبعه إلى سفينة علىٰ مضض.
- أخيرًا، ما الذي جعلهم يتأخرون بحق الجحيم؟ ما كنت لأنتظر هنا لو لا أن شحنة الأسلحة هذه مهمة للغاية.
رد تشويا و هو ينهض و ينفث الرمل عن ثيابه.

_______________________________________

معلش علىٰ السحبة هههههههههههههه
بس والله ظروف ألكترونية و نفسية و معاشية و عائلية و كل حاجة زفت ممكن تتخيلوها طاحت علىٰ راس بزر زيي فا تأخرت بس الحمدلله قدرت أنزل لكم ون شوت لثنائيّ المفضل، سكك! بس تراني أحبهم يوم كانت أعمارهم ١٦ غير كذا ما أحبهم بكل الإصدارات.
الفصل ذا مستوحىٰ من كوميك قديم شفته بس ناسيته لذا الأحداث من راسي بكل تأكيد 💅
عدد الكلمات: ٦٨٠.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 09, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝑤𝑖𝑛 𝑚𝑎𝑛 | رَجلُ النبِيذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن