لغة الأزهار :||: فَتِيلُ الْحَرْب.
الفصل الثاني : قَضْمَةٌ خَانِقَة.
" داخلي كلام لا أفقه شيءً عن فحواه... "
_______________
11 من تشرين الثاني 2023، التاسعة و إثنى عشر دقيقةً صباحا...أمام مطعم اليرقات الساطعة... مطعم آل براون...
"واحد ميسيسيبي، إثنان ميسيسيبي، ثلاث...." بصوت خافت خلف الزجاج الشفاف هديت، هديت أصرف الهم عني كطفلة صغيرة آتيةٍ من نيويورك.
إرتفعَتْ آمالي للحظة جاذبةً إيايَ نحو باب المطعم لدخول، إلا أن مع تحطمها آخر الأمر عُدْتُ لتركيز من خلال الزجاج للعائلة الصغيرة التي توسطتْ إحدى طاولاته هناك.
حملقت بأنفاس هائجة داخلي تَقبِضُ قلبي و تحرره لوالدي و والدتي المبتسمين بتكلف هناك، لهيئتهما الواثقة و هالتهما المتطايرة بِشَرٍّ حولهما.
لم أكن أعرف بوجودهما، لو أخبرني جان بالأمر مسبقا، لما أتيت... أعتقد لهذا الأمر لم يخبرني...
أطلت النظر بهما قبل أن أنتقل لسميث المقابلةِ لهما _ حبيبة أخي و بنفس الوقت المستشارة القانونية بقسم الشرطة الذي أعمل فيه أو كنت _ كانت تجلس تحت ضغطٍ أحسست به من نظرتها المهتزة رغم الثقة و القوة المتسربة منها، و لإبتسامتها التي أحسست بحوافها ستنفجر من قوةِ إجبارها على الإرتفاع.
لم ألحظ أخي من هذا البعد و هذا ما دفعني لعدم القدرة على فتح الباب و الدخول، لم أكن خائفة، كنتُ كارهَة، حاقدة للأمل الذي لازال يدفعه لجعلي أعيش أوقاتا إضافية مع والِدَيْ بعد أن هاجرت من منزلهما لخاصته عند سِنِّ 18، لو أنه يعلم فقط ما أُجبرُ على مواجهته بعد نظراتٍ حارقة منهما فقط...
" واحد ميسيسيبي، إثنان ميسيسيبي، ثلاث ميسيسيبي، أربع..." عدتُ للعَدِّ بعد أن أحسست بتوقفي... الجحيم قبالتي و أنا قبالته، لا يفصلنا سوى أعداد كانت فتيلاً لِحرْب و نظراتٌ لو تقابلت ستكون لحظةَ إندلاعِ تلك الحرب.
أصبحت خائفة، أكره الدمارْ لكنني أتمنى لو أنه إندلع في العالم بدل داخلي...
" ماذا تفعلين؟ " صوت خافتٌ إنفجر جواري جعل مني أنتفضٌ جزئيا قبل أن أنظر للوغد المُعَضَلِ جانبي... كان يدنوا ليصل لأذني قبل أن يستقيم و يُحَمْلِقُ بوجهي بإبتسامةٍ ماكرة... وجههُ مناسب للكم... فكرت مخرجةً نفسي من دوامةِ الضياع التي تلاشت فور همسه فارطا.
" ألن تدخلي؟... أحضرت من أجلكِ الفلفل الحار. " لاحظت الكيس الورقي الذي كان يحمله حين لوح به بهدوء في الهواء، ابتسمت داخليا لفكرةِ إعادةِ التدوير الذي يحاول بها الحفاظ على البيئة... قبل أن أطرد نفس الإبتسامةِ لأن الذي يقفُ قبالتي يستحق شتماً بدل إفتخارٍ.
أنت تقرأ
𝐅𝐥𝐨𝐰𝐞𝐫𝐬 𝐋𝐚𝐧𝐠𝐮𝐚𝐠𝐞 :||: فَتيلُ الْحَربْ
عاطفيةتعرفون ما الذي يجعل الإنسان يتجاوز الخوف؟!... حقيقة أنه خائف... هكذا كانت هي... فأرةً لا تُحاربُ القطط حتى لاتُمْضَغَ بدمائها... إلا أن الأمر قد سالَ من بين أناملها فرارا الآن... قد تركها و رحل إثرَ بُطْشِها و لمعةِ الإنتقام التي بدأتْ تترنح فوق حد...