لغة الأزهار :||: فَتِيلُ الْحَرْب.
الفصل الثالث : لُـــــعْنةُ الضُعْفْ.
" يد واحدة لا تُصَفِقْ بل تصفع، فلا تحاول التصفيق دائما. "
____________
لم أكن لأعرف مهما تسائلت... ماذا كان موضعي في هذه الحياة؟... ما كان هدفي للأستمرارِ في العيش؟... و ما الذي كان يجذبني للبحثِ عن لا شيء؟...
إلا أنني كنتُ أترنح بين خيالين... ذاك الخيال الذي أرى فيه نفسي أقِفُ فوق خيط رفيع أنظر للجحيم أسفلي بنظراتٍ حزينةٍ استسلاما... و الخيال المعارض أين أكون أنا مجددا أقف مستقيمةً أعلى الخيط و أكون أنا كذلك الجحيم الذي أنتظر من نفسي التشجع و القفز إليه... فلقد كان منفذي بعد كلِّ شيء أوليس؟.
" هل عنفوك بأي شكل من الأشكال؟...لفظي أو جسدي؟ "... صوت فضولي اخترق محيطي المظلم...
" لا... " أجبت... " لقد كانوا يقتلونني دوما...رغم قدرتي على الوقوف مجددا الا أنني كنت أفتقد شيئا داخلي...شيئا لطالما كنت احتاجه...لطالما كنت مفتقرة له. "... لم أعرف تسميةَ ذاك الشيءِ أنذاك و لازلت... ففاقد الشيء لن يعلمَ أبدا ما فقد... فكيف سيعطي شيئا لم يعِشْهُ يوما... أوليس؟.
" هل حاولتي يوما الانتحار؟ " صوت فاشل صدر مني يؤكد صحة السؤال...
" هل بسبب تجاهل والديك فقط؟...أم هناك أسباب أخرى " توقفت للحظة، أحاول تنظيم ما سأقوله، دون شهقات أو دموع تظهر ضعفي، و تكشف طينتي.
" بلا... " تنهدت بعمق، لا أريد التحدت عن ذلك.
***المجمع التجاري... 11 تشرين الثاني 2023، العاشرة و عشر دقائق صباحا.
" بعد كلِّ شيءْ فتايلاند بلدٌ لن تعرِفَ ما أنتَ فيه البتة... قالَ لي أبي رغم لطافةِ الناس و ثقافتهم هناك إلا أنه يجب عليكَ أن تكون حذراً دوما... آخ أعتقد أنه يجِبُ علينا الذهاب للإستجمامِ يوما ما، يبدو أن بشرتي تعرضت للكثير من الضغط مؤخرا... على أيِّ تقول أمي أنهما مستمتعَيْن هناك و للكرةِ المليون يطالبونني بالإنتقال عندهم، كالعادة لا يتعبون... يبدو أن مطلعي ينقسه شيء، ما رأيك؟ " خرجَ صوتُ استيلا للواقعْ ينفضني من فرز الذكريات داخلي.
كانت تتحدث بصوتٍ هادئ في أمور شتة و هي تناظر نفسها بالمرآة بعد كلِّ توبٍ تخرجُ به من غُرْفَةِ التبديل.
على عكسي فلقد كانت استيلا شخصيةً اجتماعية، تتحدث بصوتٍ جهوري أمام الناس بدونِ الحذَرِ من سماعهم لما تنبس به... كانت الشجاعة التي كنتُ أطمحُ لها، فلِيومنا هذا كانت شجاعتي الوحيدة هي القدرةُ على الهرولة أمام عدد غفير من المواطنين رغبةَ بالإمساك بالمجرمِين... رغم إنتهاء الأمر بإفلاتهم مني... كنتُ فاشلة للأسف.. في كلِّ شيء...
أنت تقرأ
𝐅𝐥𝐨𝐰𝐞𝐫𝐬 𝐋𝐚𝐧𝐠𝐮𝐚𝐠𝐞 :||: فَتيلُ الْحَربْ
Romansaتعرفون ما الذي يجعل الإنسان يتجاوز الخوف؟!... حقيقة أنه خائف... هكذا كانت هي... فأرةً لا تُحاربُ القطط حتى لاتُمْضَغَ بدمائها... إلا أن الأمر قد سالَ من بين أناملها فرارا الآن... قد تركها و رحل إثرَ بُطْشِها و لمعةِ الإنتقام التي بدأتْ تترنح فوق حد...