P1

12 5 11
                                    


" إن لم يكُن من في المرآة أنتِ ، بجوار من أقف أنا؟ "

" إن لم يكن من في المرآة أنا ، بجوار من تقفين أنتِ؟ "

" من الحقيقي بيننا؟ "

.
.
.

فتحَ عينيهِ البُنية ليقابلهُ سقفُ الغُرفة ، فرك عينيه يحاولُ الإعتياد على الضوء الآتي من النافذة .

تأفأف كما يفعل دائماً عندَما يستَيقظ ، ولكنهُ صمتَ فجأة حين سمعَ صوت أنفاس قريبٍ منه، و لكنهُ إستوعب الأمر .

نَفسُ الشيء كُل صَباح .

لم يَلتفت للمَصدر لأنهُ لا حَاجة للأمرْ ، حتّى حِين سمِع صوتاً يقُول

" الفَطور جاهِز."

لم يَرد و لم يُبدي أي رَد فعلٍ سِوى النّزول للطّابق السُّفلي ، وَقف أمامَ المائدَة يُحدق بِها فارِغة

و يَبدوا أن المنزِل كلهُ فارغّ إلا منهُ .

كادَ ينفي ذالِك حِين إستشْعر يَدين توضعَان على كتفيهِ و جسدٌ يستنِد على ظهرِه ، و تلك الأنفاسُ من جديد .

" صباحُ الخير نوا ": قال الصوت

" صباحُ الخير": رد نوا

وما إن أنهى كلامه لم يعُد للذي خلفهُ وجود .

لم يَهتم ، يعلَم أن هَذا مُجرد خَيال صنعهُ عقله ، في الواقع هوَ لم يصنعهُ ، هُو فقط أعادَ بعضَ الذكرياتِ من جديد .

ذكريات تجعل نوا يصدق أنها حقيقية .

تنهد قبل أن يخرج دون تناول أي شيء ، رغم أنهُ ألقى السلام على كل من بالشارع من جيران و رفاق و كبار يعُزهم ، كان الشارع بالنسبة له فارغ .

كل العالم كذالك .

لم يكن لديه شيء ليفعله لذا توجه للحديقة فحسب ، جلس على إحدى المقاعد الموجودة و ظل يعبث بهاتفه دون هدف وجيه .

لا مكالمات ، ولا رسائل ، حتى صفحته الخاصة فارغة تماماً ، هناك الكثير من طلبات المتابعة .

و لكنهم لا يكترثون بقبوله و لا هو يكترث ، لذا هو فقط قلّبه لبضع دقائق و أغلق الهاتف من جديد .

المطر يكاد يهطل ، لا بأس هو لا يخشى البلل ، في الواقع هو لايكترث لأي شيء
على عكس الناس اللذين تركوا الحديقة فوراً عدا عن ثنائي بعيد عنه نسبيا يرقص تحت المطر .

شَوق . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن