" إن لم يكُن من في المرآة أنتِ ، بجوار من أقف أنا؟ "" إن لم يكن من في المرآة أنا ، بجوار من تقفين أنتِ؟ "
" من الحقيقي بيننا؟ "
.
.
.فتحَ عينيهِ البُنية ليقابلهُ سقفُ الغُرفة ، فرك عينيه يحاولُ الإعتياد على الضوء الآتي من النافذة .
تأفأف كما يفعل دائماً عندَما يستَيقظ ، ولكنهُ صمتَ فجأة حين سمعَ صوت أنفاس قريبٍ منه، و لكنهُ إستوعب الأمر .
نَفسُ الشيء كُل صَباح .
لم يَلتفت للمَصدر لأنهُ لا حَاجة للأمرْ ، حتّى حِين سمِع صوتاً يقُول
" الفَطور جاهِز."
لم يَرد و لم يُبدي أي رَد فعلٍ سِوى النّزول للطّابق السُّفلي ، وَقف أمامَ المائدَة يُحدق بِها فارِغة
و يَبدوا أن المنزِل كلهُ فارغّ إلا منهُ .
كادَ ينفي ذالِك حِين إستشْعر يَدين توضعَان على كتفيهِ و جسدٌ يستنِد على ظهرِه ، و تلك الأنفاسُ من جديد .
" صباحُ الخير نوا ": قال الصوت
" صباحُ الخير": رد نوا
وما إن أنهى كلامه لم يعُد للذي خلفهُ وجود .
لم يَهتم ، يعلَم أن هَذا مُجرد خَيال صنعهُ عقله ، في الواقع هوَ لم يصنعهُ ، هُو فقط أعادَ بعضَ الذكرياتِ من جديد .
ذكريات تجعل نوا يصدق أنها حقيقية .
تنهد قبل أن يخرج دون تناول أي شيء ، رغم أنهُ ألقى السلام على كل من بالشارع من جيران و رفاق و كبار يعُزهم ، كان الشارع بالنسبة له فارغ .
كل العالم كذالك .
لم يكن لديه شيء ليفعله لذا توجه للحديقة فحسب ، جلس على إحدى المقاعد الموجودة و ظل يعبث بهاتفه دون هدف وجيه .
لا مكالمات ، ولا رسائل ، حتى صفحته الخاصة فارغة تماماً ، هناك الكثير من طلبات المتابعة .
و لكنهم لا يكترثون بقبوله و لا هو يكترث ، لذا هو فقط قلّبه لبضع دقائق و أغلق الهاتف من جديد .
المطر يكاد يهطل ، لا بأس هو لا يخشى البلل ، في الواقع هو لايكترث لأي شيء
على عكس الناس اللذين تركوا الحديقة فوراً عدا عن ثنائي بعيد عنه نسبيا يرقص تحت المطر .