P2

13 5 8
                                    


تثائب بملل و هو يشتم داخلهُ ذاك الأستاذ و محاضرته ، يرغب فقط بترك القاعة و حسب

و لكنه لا يستطيع الإمتحانات إقتربت بالفعل ، لذا هو فقط بداء بتدوين بعض الملاحظات الهامة ، رفع عينيه فجأة ليراها تقف بجانب الأستاذ 

تارة تحدّق بالدرسِ بملل و عَدم فهمِ و تارَة تلتفُ داخلَ القاعةِ دونَ فعلِ شيءٍ مُحدد ، وجُودها وحدهُ يجعلهُ يَبتسم

همس لهُ صديقهُ قائلاً :

" هل المُحاضرة مُمتعة بالنسبةِ لكَ!؟ "

حدقَ بهِ و همسَ كاذباً :

" تذكرتُ شيئاً و حسب "

حدق به صديقهُ بشك ثُم إنتظرَ نهايةَ المحاضرة حتى يَستدرجهُ بالكلاَم

.

وضع كوبَ القهوَة على الطاولةِ ثم حدق به للحظات ، و نوا لم يهتمّ لنظراتهِ البته! ، هو فقط حاول قدر الإمكانِ تجنبَ النظرِ لفتاتهِ الآن!

" نُوا ، أخبرني الحقيقة! ، هل ما زلت تراها!؟ "

نظر له نُوا قليلا ثم قال:

" لا "

صديقه حدق به بهدوء ثم قال :

" قلتُ الحقيقة نوا ، أرجوك أخبرني هل أنت فعلا لا تراها؟! "

صمت نوا يحدق به للحظات ، و رُبما كان ليضعُف لولا أنه سمعها تقول :

" لا نُوا! "

توتر للحظات فكلاهما يحدقان بهِ ، وكل واحد منهما يطلب شيئاً مختلفا!

صديقهُ : " نُوا أنا هنا لأساعدك قل الحقيقة! "

فتاته : " لا تفعل نُوا ، لن أراك مجدداً "

صديقة : " هيا نُوا "

فتاته : " لا نُوا "

وقف فجأة ثم قال بصوت عالي :

" توقفا عن هذا! "

نهض صديقه و حدق به و قال :

" توقفا؟ ، إذا هذا صحيح ، ما زلت تراها! "

نظرت له هِي بإستياء ، أما هوَ فعاد خطوتين للوراء ثم ركض هارباً

صديقه صرخ مناديا إياه :

" لحظه إنتظر ! "

لكنه لم ينتظرهُ بل واصل الرَكض حتى وصل إلى منزله ، دخل غُرفته وهو يرتعش ، جلس بالزاوية على الأرض وهو يمسك رأسه بقوة!

" يُمكنني الشعُور بكِ ، أنا لستُ مجنوناً "

شَعر بيدينِ تحتضنهُ و جسَد ما يَجلس بجانبهِ ، فتح عينيه الدامعة و قال دون أن يتحرك :

" أنتِ هنا ، أنتِ بجانبي "

سمع صوت صديقه يقول بهدوء :

" كُلنا هنا نُوا "

رفع رأسه بهدوء ليرى صديقه و أمهُ و والده ، يحدقون به بإبتسامة هادئة :

" ما كان عليكَ الكذبُ علينا ، نحنُ نريد مصلحتك "

حدق بفتاته للحظات ليجدها تبتسم له بهدوء ، ثم قالت :

" إفعل ما يقولون لك ، و أنا أيضا أريد مصلحتك ، لطالما كنت أفعل ، جميعنا كذالك "

مسح دموعه و أدخل يده في جيبه يبحث عن دوائه ، أخذ حبتين في يده ثم نظر لها و لأسرته و صديقه ، أغمض عينيه و إبتلع الدواء ، مرت لحظات قصيرة جداً

حتى فتح عينيه من جديد ، وقف بهدوء هي ليست هنا

رحلت .

أمه و أبيه و صديقة ، ليسوا هنا

" أمي ، أبي "

آلتفت يبحث عنهما في كل مكان ، ليسا هنا ، لذا هو نادا على إثنين :

صديقهُ " مارت "

فتاتهُ " مِيا "

لكن لا أحد هنا ، المنزل فارغ إلا منه! ، مهجور بالكامل

خرج من المنزل يبحث عن الجميع ، لكن لا أحد هنا ، جيرانه ليس الجيران اللذي إعتاد عليهم ، ولا بائع البقالة العجوز اللذي يعزُه ، كل الناس يحدقون به بشفقة

سرعان ما تذكر كل شيء ، ذالك اليوم اللذي خسر فيه عائلته .

و اليوم اللذي خسر فيه صديقهُ المقرب .

و اليوم اللذي خسر فيه حبيبته .

نعم هو يتذكر الآن!

جميعهم رحلوا ، و ليس هنالك أحد سواه ، هو الأخير اللذي تبقى
هو الوحيد اللذي بقي منهم ، لم يكن هناك أحد معه!

هو فقط .

- النهاية -

_____________

نُوا كان فتى لديه كل شيء ، عائلة ، منزل ، جامعة ، أصدقاء ، و رفيقة مثالية ، و لكن في ليلة ما إحترق منزله ، و ماتت كل عائلته ، لم تمر فترة قصيرة حتى توفى صديقه المقرب بحادث سير ، و بعد فترة قصيرة أيضاً ، ماتت صديقته وهي تعبر الجسر ، و قطع الحبل آن ذالك

و لم يتبقى له شيء سوى ذكراهم ، و أوهام لهم تلحق به في كل مكان .

🎉 لقد انتهيت من قراءة شَوق . 🎉
شَوق . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن