اصبح الجو غائماً وضبابياً
مثل تفكير ايمي تماماً طال صمتها قبل ان تجيب بصوت يكاد لا يكون مسموعاً
: لا اعلم ... كانت ايمي تنظر للارض ويبدو عليها التردد والحزن وعندما ربت آراتا على رأسها رفعت رأسها ونظرت إليه بعينين ممتلئتين بالدموع
كان آراتا ينظر لها بعينين براقتين كانت عينيه تُعلن عن كلمات لم يَبُح بها
بينما بدا العالم خالي من الالوان بنظر ايمي بدا لآراتا وكانه تلون لاول مرة...
عادت ايمي للمنزل بعد ان ودعته و بعد دخولها سلمت على امها والعمة هيلين ثم صعدت الى غرفتها و بعد إغلاقها الباب اطلقت العنان لمشاعرها المكبوتة واجهشت بالبكاء كانت ايمي مُحتارة لم يكن هيناً عليها ان تكون السبب بتدمير حياة إرين ولم تكن تستطيع التستر على الجريمة فلطالما كانت ايمي فتاة تحب العدل فكيف تُبقي المجرم طليق بينما الضحية محتجزة بداخل جسدها ربما تستيقظ وربما تبقى حبيسة جسدها طوال حياتها كيف لها ان تتخذ قرار مصيري كهذا وهي مازالت كطفلة مُدللة لم تنضج بعد
شعرت ايمي بانها بحاجة لوالدها لحكمته وحنانه بأن ينتشلها من هذا الهم
ولكن كيف تخبر والدها بأن إبن صديقه الذي يعتبره كأبنه مجرم لربما سيصاب بسكتة قلبية من شدة الصدمة وماذا سيحدث إن علم العم يامي الذي بدأ يمتثل للشفاء لتوه إن اخبرت الشرطة فسوف تُدمَر حياة إرين وعائلته وإن صمتت فستكون شريكة بالجريمة فزعت ايمي عندما طُرقت الباب واخذت تمسح دموعها بسرعة و بدون ردها دخل إرين فرفعت ايمي رأسها لرؤية وجهه
فقال ساخراً
: ماذا هل كنتي تبكين ؟
انكرت ايمي بإرتباك مما جعل ردها يجعل إرين يشك بأن سخريته كانت صحيحة فصمت قليلاً وبدا عليه الإستغراب والحيرة فهو إعتاد على رؤيتها قوية لم يرى دموعها قط وبعد هذا الصمت قام بإمساك معصمها وسحبها لخارج الغرفة ولكنها أبت الرحيل وقاومت بشدة فتوقف قليلاً وقال ببرود
: لنذهب لزيارة ابي وابيكِ
فذهب كلاهما للمشفى وكانوا صامتين طوال الطريق مما اثار هذا إستغراب كريستين التي إصطحبتهما بالسيارة
وبعد دخولهم المشفى اخذتهم كريستين لغرفة يامي
وعند دخولهم إبتسم إرين لوالده وذهب لمعانقته
لاحظت كريستين بان أرين لم يبتسم ابداً بالفترة الاخيرة فكانت سعيدة لان رؤية والده جعلته يبتسم
اما ايمي فركضت لعناق والدها هي الاخرى إحتضنته وحاولت إخفاء دموعها وقالت لوالدها بسعادة
: ابي إشتقتُ لك كثيراً
فرد عليها وهو يبتسم وقال
: انا ايضا إشتقتُ لكِ عزيزتي
فابتعدت عنه وإبتسمت عند سؤالها له
: هل كنت بخير ؟
فرد عليها بعد ان زادت إبتسامته عرضاً
: نعم بالطبع و سنقوم بإخراج يامي قريباً من المشفى
فتركت ايمي والدها و ذهبت للعم يامي وسألته وهي تبتسم
: عمي هل اصبحت بخير ؟
فإبستم يامي وقال
: انا بخير عزيزتي ايمي هل انتي بخير فاومئت ايمي بنعم فاكمل قائلاً هل ازعجك إرين كثيراً
فإختفت إبتسامتها وبدا عليها الإرتباك عندما نظر إرين الذي كان يجلس على جانب السرير الآخر ثم إصطنعت إبتسامة وقالت
: لا لم يزعني فنحن اصدقاء
فربت العم يامي على ايديهما وقال باسماً
: هذا جيد ابقوا هكذا دائماً مثلي انا وويليام
كان يبدو على الجميع السعادة
إلا ايمي وإرين كانا ينظران لبعضهما بطريقة اخرى
كانت ايمي تنظر لإرين بحزن وخيبة امل
اما إرين فكانت نظراته توحي بالغضب والبرود
كانت ايمي اول من خرجت من الغرفة واختفت إبتسامتها المصطنعة وتنهدت وجلست على مقاعد الإنتظار وقامت بإخراج هاتفها وبحثت عن تفاصيل الجريمة مرة اخرى وبدقة اكثر كانت تريد معرفة اسم المشفى الذي أُخذت له تلك الفتاة
وبعد ان وجدته نهضت وقامت باخذ حقيبتها والذهاب مسرعتاً لخارج المشفى وفور خروجها قامت باخذ سيارة اجرة واخبرت السائق باسم ألمشفى الذي كان بمدينة اوكوتاما نفس المدينة التي وقعت بها الجريمة
كان يبعد الطريق ساعتان ولكن ايمي لم تفكر بمخاطر وجودها هناك بمفردها كل ما فكرت به انها ارادت الذهاب لتصفية ذهنها والقرار بعد رؤيتها للضحية
وبينما كانت بطريقها كان الجميع في غرفة ويليام يثرثران بسعادة إلا إرين كان صامت يصطنع الإبتسامة على وجهه عندما ياتون بسيرته وايمي اثناء الحديث
وكان هو اول من لاحظ عدم عودة ايمي فخرج للبحث عنها
ولكنها لم تكن بمقاعد الإنتظار ولم تكن بالكافيتريا ايضاً فعاد إرين وجلس بمقاعد الإنتظار القريبة من غرفة والده وإتصل على ايمي اكثر من مرة ولكنها لم تُجب ثم إتصل على والدته ضناً منه بان ايمي عادت للمنزل
ولكن امه اجابته بانها لم تعد
واثناء إغلاقه للاتصال بدا عليه الغضب والانزعاج وقال بعد أن بعثر شعره بيده بقوة
: انها مزعجة جداً وبعد خروج كريستين من الغرفة سألته
: اين ايمي يجب ان نعود الآن
فرد عليها بعد أن صمت قليلاً
: انها ليست هنا
فسألته كريستين بإستغراب
:هل عادت للمنزل بمفردها ؟
فرد عليها وهو يحلاول إخفاء إنزعاجه
: لم تعد للمنزل ايضاً
فبدا على كريستين القلق واخرجت هاتفها للاتصال فقاطعها إرين بقوله
: لقد إتصلت عليها اكثر من مرة ولكنها لم ترد علي
فزاد قلق كريستين وهي تُجرب الإتصال وتأمل بأن ترد إبنتها عليها و حدث ما تمنت
فقالت كريستين بقلق وغضب
: اين ذهبتي دون إخبارنا لقد كنا قلقين انا وإرين عليكِ
فردت ايمي
: ل لقد ذهبت الى منزل ران لانها كانت حزينة جداً وسأبيت الليلة عندها لا تقلقي علي
فردت امها بعصبية اكثر من ذي قبل
: كيف تتصرفين من تلقاء نفسك بدون علمي ستُعاقبين على هذا لاحقاً صمتت قليلاً وحاولت تهدئة نفسها ثم اكملت
: ابقي بمنزلها ولا تخرجوا بوقت متأخر واعتني بنفسكِ جيدا فهمتي؟
فردت ايمي
: حسناً امي وداعاً
بدا الطريق الذي يسلكه كل من ايمي وإرين طويل بشكل غريب على الرغم من إختلاف إتجاهاتهم كان كلاهما يفكران ببعضهما ولاول مرة لم يكن تفكيرهم ببعضهم سطحي يتضمن مشاكلهم العادية بل كان اعمق من هذا بكثير
مرت الساعتين بصعوبة وبطئ شديد واخيراً وصلت ايمي لوجهتها وبعد إعطاء السائق اجرته نزلت ايمي وهي تُطالع المشفى الكبير الذي تبعد عنه بضعة امتار
وإستجمعت قواها بتلك الثواني التي وقفت بها بدون حراك ثم دخلته و توجهت فوراً لقسم الإستعلامات
وسألتهم
: اريد زيارة الفتاة التي اُصيبت برصاصة برأسها ودخلت بغيبوبة
نظرت الموضفة لها بإستغراب قليلاً ثم بحثت بالحاسوب ثم ردت عليها
: للاسف انها بالعناية المركزة لن تستطيعين زيارتها فقاطعتها ايمي بقولها
: ارجوكِ يجب علي زيارتها الامر هام جداً
فردت الموضفة بعد ان بدا الضيق على وجهها
: يمكنك رؤيتها من خلال الزجاج فحسب لا يُسمح لكِ بالدخول
فأومئت ايمي بالموافقة وبعد ان اخبرتها الموضفة بمكان غرفة الفتاة ذهبت ايمي لقسم العناية المركزة واخذت تبحث عن رقم الغرفة وعند قرائتها للرقم قرأت اسم الفتاة المكتوب بجانب الرقم
"نامي يامادا "
دخلت ايمي لممر قصير شاهدت بآخره باب و
موصد يقف بجانبه شرطي وبجانب الباب مربع كبير مغطى بالزجاج ليتمكن الزائر من رؤية المريض
فإقتربت ايمي بخطى بطيئة وشعرت بالطاقة السلبية التي مُلئ المكان بها وعند إقترابها قد رأت فتاة ذو بشرة حنطية وشعر اسود و رموش طويلة فشعرت ايمي بالأسف الشديد إتجاهها فهذه الفتاة سيذبل عمرها وروحها محتجزة داخل هذا الجسد
فقالت بحزن
: ماذا سيكون شعور والديها الآن ..
فأجابها الشرطي الذي كان ينظر لايمي بإهتمام منذ ان دخلت
: انها بملجئ ايتام ليس لديها والدان
فنظرت ايمي إليه بإستغراب فإحمر خجلاً
وقال
: لاول مرة اراكِ تزوريها
فسألته
: الم يزرها احدٌ غيري؟
فرد عليها
: لقد زارها شاب هذا الصباح
فسألته وبدا الشك على وجهها
: كيف كان يبدو؟
فأجابها بعد ان زاد خجلاً عندما إلتقت اعينهما
: لقد كان يرتدي كمامة تغطي وجهه فلم استطع معرفة شكله وكان شعره اسود يغطي عينيه تقريباً
صمتت ايمي قليلاً ثم سالته
: الم يقل لك عن اسمه ؟
: لا فقد ترك ظرف معي واخبرني بأن اعطيه لها إن إستيقظت ثم قهقه قليلا ونظر لنامي قائلاً
: بالرغم انه لايبدو بانها سوف تستيقظ قريباً ياله من شاب غريب
كانت ايمي تحاول إستجماع افكارها قبل أن تساله بتردد
: هل ربما .. كان الشاب يده مكسورة ؟
فأجابها بعد أن توسعت عيناه
: نعم كيف علمتي هذا ؟
فقالت ايمي بسرعة
: هل يمكنني رؤية ما بالضرف
فقال الشرطي بتردد اخشى انه لا يمكنك ذلك آنستي
فقالت ايمي بترجي
: ارجوك سأراه امامك واعيده مثلما كان
فرد عليها الشرطي بتردد
: ولكن .. ثم صمت قليلا بينما ايمي تترجاه ثم علت وجهه ابتسامة صغيرة وقال
: حسنا اعتقد انه لا بأس إن رأيتِه امامي فلا يمكنن رفض طلب آنسة جميلة مثلك
فاخرج الظرف من جيب سترته واعطاه لها ففتحته ايمي بسرعة وإستدارت لكي لا يرى الشرطي محتوى الرسالة وبدأت عينيها تذهب يميناً يساراً وهي تقرئ ما بداخله كانت رسالة مطبوعة وليست بخط اليد وكان محتواها..
" انا آسف حدث كل شيء بسببي كل ماكنت احاول فعله هو تجربة السلاح ف اصابتك الرصاصة عن طريق الخطأ اعتقد باني لن استطيع حمل هذا الذنب لبقية حياتي فقررت إنهائها للتكفير عن ذنبي إرين مايدا" توسعت عينا ايمي وكان يبدو عليها الفزع مما جعل الشرطي ينظر بفضول وهو يقترب لقرائة الرسالة ايضاً ولكن تداركت ايمي الموقف واعادت الرسالة للضرف وإبتسمت بإصطناع وهي تحاول ان تخفي إرتباكها
وقالت
: أخشى باني يجب أن آخذ هذه الرسالة
فقال الشرطي وبدت عليه الجدية
: لن أستطيع قبول ذلك
فقالت ايمي وزاد إرتباكها
: انه حبيبها وكتب رسالة مؤثرة جدا انا مذيعة وكنت انوي طرح قصة هذه الفتاة المسكينة في برنامجي وستكون إضافة رسالة حبيبها مؤثرة للغاية
فقال الشرطي بعد ان تردد قليلا
: ل لا استطع ان ادعكِ وقاطعته ايمي قائلتاً بسرعة
: ساذكرك ايها الشرطي لمساعدتك لي انت حقا طيب القلب ووسيم جداً هل يمكنك إعطائي رقمك لاعزمك على العشاء باحقاً
فإبتسم الشرطي إبتسامة بلهاء وبدا عليه انه وقع بغرامها وقام برد رقمه بينما اخرجت ايمي هاتفها ومثلت بانها تكتبه وشكرته واسرعت بالذهاب وما إن خرجت حتى بدأت بالركض وإختفت إبتسامتها المصطنعة وبدا عليها الذعر
وبعد ان دخلت سيارة اجرة تقف قريباً من المشفى واخبرته بوجهتها
بقت تتصل بإرين الذي كان هاتفه مُغلق
بقت تفكر وتربط الاحداث ببعضها
: إذاً إرين لم يكت ذاهبا لجامعته هذا الصباح بل كان ذاهباً لهذا المشفى لترك هذه الرسالة
وذهب لزيارة والده لتوديعه قبل أن ينهي حياته
لا يمكنني تصديق هذا هل إرين يُفضل إنهاء حياته على أن يُسجن؟ اخبرت ايمي السائق بان يُسرع وستضاعف أُجرته وكان تتمنى بان تنتقل آنياً للمكان الذي فيه إرين
بقت ايمي تستمر بالإتصال بهاتف إرين لمدة نصف ساعة ولكنه لم يجيب
ف إتصلت على والدتها وعندما اجابت امها سالتها بدون اي كلام آخر
: امي اين إرين ؟
فجاوبت امها بإستغراب
: ألن تُسلمي على أمك اولاً
فقالت ايمي وهي تحاول كبت دموعها
: امي اخبريني !
فاجابتها
: لقد خرج منذ قليل
فسالتها ايمي بعد ان زاد قلقها
: اين ذهب ؟
: لا اعلم لم يُخبرنا اجيبيني هل اكلتي جيداً بمنزل صديقتك
ولكن ايمي لم تقوى على إكمال كلامها فاغلقت الخط
مرت الساعة وشعرت ايمي بانها سوف تُجن من شدة الضغط والتوتر الذي شعرت به وعند وصولها خرجت مسرعة بعد ان دفعت اجرة السائق
و رنت جرص البيت بعجلة وعندما فتحت امها الباب لم تقل لها شيئاً بل ركضت لغرفة إرين
وتمنت عندما فتحت الباب ان تجد إرين فيها
ولكن كل ما وجدته هو هاتفه على الشاحن فقامت بأخذه وتشغيله لعلها تستدل على مكانه منه وبالفعل
وجدت رد آراتا ب حسناً فدخلت على المحادثة
" إلتقيني بعد ساعة بمنزلي"
كانت هذه رسالة إرين الاخيرة لآراتا وكان جواب آراتا ب "حسنا" فقط
فتسائلت ايمي وزاد قلقها
: بعد ساعة ؟ ه..هل كان يريد ان يكون آراتا اول من يكتشف موته ؟ فتغيرت تعابيرها لذعر شديد بعد أن استوعبت الامر بانها قد تكون تاخرت ... ركضت ايمي لخارج المنزل حافية القدمين كانت تركض بسرعة وعينيها مليئة بالدموع وهي تأمل بان لا تكون تاخرت كانت تأمل بان لا ترى إرين ميتاً وعند وصولها قد كانت الباب مفتوحة فدخلت و اسرعت وهي تصعد الدرج الحلزوني العريض المؤدي للطابق الثاني وما إن وصلت حتى بدأت تسمع صوتاً كان صوت إرين وآراتا وهم يتحدثون فإنهمرت دموعها وبدا الإطمئنان على وجهها عندما إبتسمت
وسارت مسرعة للغرفة ولكنها أبطئت عندما بدأت تسمع كلامهم بوضوح
كان آراتا يقول
: لماذا فعلت هذا ؟ إنها اختي وقبل ان يُنهي كلامه
وصلت ايمي للباب وكانت نصف مفتوحة وعندما نظرت للداخل رأت مالم تُصدقه عينيها
رأت إرين يقف قريباً من الشرفة وكان آراتا موجهاً بمسدس نحوه...
يتبع ...سؤال اليوم
:لماذا كان آراتا يوجه بمسدسه نحو إرين ؟اتمنى ان تكونوا إستمتعو بقرائة هذا الفصل سيكون الفصل الثاني بعد يومين في موعدنا المعتاد إن شاء الله ^-^
أنت تقرأ
زواج في فصل الخريف
Roman d'amourلطالما كانت الحياة وردية بالنسبة لي غمرني كل من والدي بالحب منذ ولدت مرت السنوات على هذا المنوال وكانت حياتي شبه مثالية ولكن بعد بلوغي سن العشرين و في غضون اسبوع واحد وجدت نفسي خطيبة اكثر شخص اكرهه بالعالم إرين مايدا وهنا بدأت تتلون حياتي بالحزن وال...