الجُزْء الثاني

222 22 6
                                    

سبحان الله وبحمدة سبحان الله العظيم.

----

"عِناد, هُناك مَن جاء لِزيارَتِك" قالتها إحدي العامِلات في الدار "حَقاً؟؟ مَن! هَل يُعقَل أن يَكَونوا هُم! ولَكِنّي لَم ارَهُم مُنذ مُدّة طَويلة" قالتها عِناد بٍتَعَجُب ثُم هَمَّت مُتَجِهَة بٍكُرسيها المُتَحَرٍّك لِتَري مَن الزائِر.

"أهلاً..." قالها مُتَرَدِداً, سَكَتَ هُنَيهَةٍ ثُم أكمَل "عِناد صَحيح؟؟" نَظَرَت لَهُ عِناد بٍتَعَجُب فإن ذَلِك الوَجه ليس مألوفاً بٍالنِسبَةِ لِها ثُم أجابَت بِصَوتِها الرَقيق "نَعَم هِيَ" نَظَرَ أحْمَد لِكُرسيها المُتَحَرِك بِعُمْق شَديد ثُم إستَفاق قَبل أن تَفضَحة نَظَراتُه قائلاً بِغَرَضْ التَوضيح

"أنا أحْمَد صَديق هِشّام زوج أميرة صَديقَتِك" تَغَيَّرَت مَلامِح عِناد عِند سَماعَها إسم صَديقَتِها أميرة التي غابَت بِسَبَب زَواجَّها فَلَم تَعرِف عَنها شيئاً مُنذ ذَلِكَ الحين "أميرة !؟ كَيف هِيَ؟.. هَل هِيَ بِخَيّر, أخبِرني هَل حَدَثَ لَها شَيئاً ما ؟؟" قالَت هَذِه الكَلِمات التي إنفَجَرَت في حَلقَّها مِن حَنينَها وإشتِياقَها لـأميرة

إنها بِخَيّر لا تَقلَقي." قالها أحْمَد مُجاوِباً بٍرٍفْق فَقَد قَرأ ما بَدي علي ملامِحَها مِن قَلَق, نَظَرَت لَهُ عِناد بِملامِح مُتَّسائِلة كَشَفَت ما يُريد لِسانَها أن يَقول فَأسرَّع هو موضِحاً "لَقَد كُنت أسعّي لِعَمل الماجِسْتير وقَرَرت أن موضوعهُ سَيكون عَن حَيّاة فَتَيات دُور الأيتام و كَيف يَعيشون و يَتَأقلَمون, وكُل شئ عَن حَياتِهِم و النِظام الذي يَتبَعّونُه" نَظَرَت لَهُ عِناد بٍضيق فَأحَسّ أنُه قَد أخطأ ولَكِنه لَم يَستَطيع أن يَفهَم السَبب"ماذا أهُناك خَطبٌ ما ؟؟" قالها مُتَسائِلاً

"لا شَئ. أخبِرني إذاً ماذا تُريد مِنّي ؟؟" قالتها عِناد بِنَبْرَة قاسِية "حَـ..قاً أُريد مُساعَدَتِك؟ فَقَد أخبَرَتْني أميرة أنكِ أخِصّائِية نَفسِية هُنا و تَعرفين الكَثير عَن هَؤلاء الفَتيات أكثّر حَتي مِن مُشرِفَة الدار لِذَلِك قررت أن أستَغِل خِبرَتَكِ و قَرابَتِك مِن زَوجَة صَديقي لِتُساعِديني في بَحثّي؟" أردَف

"لِماذا" قالتها عِناد بإندفاع "أعتَذِرْ لَم أفهَم ؟" قالها "أقصِد لِماذا اختَرتنا أن نَكون مَوضوعاً لِبَحثِك" أجابَتهُ "إن دور الأيتام عامةً و فَتَياتها خاصَةً في الأغلَب ما تَكّون مُهَمَشّة ولا يَهتَم بِهِن المُجتَمَع مِن أي ناحيةٍ كانَت, لِذَلِك قَررت أن أُسَلِّط بعضٍ من الضوء عليهِن بِمُناقَشَة قَضِيَتِهِن في بَحثّي" أجابِها بِعَدَم تَركيز لِما قالَتهُ ثُم قال مُنتَبِهاً "ولَكِن إعذرِيني؟ ماذا تَقصدين بِـ نَكون!؟"

أحسَّت عِناد بِأنهُ لا يَعرِف بأنها هي الأخري تَملُك نَفْس مَصير فَتيات بَحثُة, فَفَكَرَتْ لِدَقائِق هَل تُخبِره أمْ لا؟ ولَكِنَها إنتَهَت إلي عَدَم أهَمية مَعرفتُة بِذَلِك فَخَرَجَت مِن بين زِحام أفكارَها لِتَقول " لا شئ"

"عِــنــاد" - {قَلَم يَنبُض}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن