ڤوت قبل القراءة يا جميل .
___________________________________________________
دلفت إلى غرفة الصالون لتقابل ذلك السمج الذي جاء طالبًا الزواج منها بتلك الطريقه التي تمقتها بشده، فَ هي كَ باقي الإناث تريد أن تعيش قصة حُب عميقه تنتهي بالزواج وكل تلك الأحلام الأنثوية، هي تكره طرق الزواج التقليدية، تكره ذلك المصطلح الذي يُدعى بِـ"زواج الصالونات" .
ألقت نظره عابرة على هذا السمج الذي يجلس وأمامه على الطاوله باقه مِن الزهور وعُلبة حلوى يبدوا عليها أنها باهظة الثمن، ولكن إن أتينا للحق فلا يوجد حلوى في تلك الغرفه غيره، فَ هي وجدت أمامها رجل ذو ملامح شرقيه وسيمه للغايه، ليس كَ رجال الغرب كل ما به مُلون ولكنه حقًا وسيم أكثر مِن هؤلاء الرجال المُلونين، للحق فُتنت به للغايه واعجبتها ملامحه الوسيمه، ولكن حتى وإن كان أوسم رجل بالعالم سيظل تقليدي وليس بينهم قصة حب أفلاطونيه كي توافق عليه .
جلست أمامه صامته، فَ نظر لها وإبتسم قائلًا:
_عامله إيه حضرتك؟
إبتسمت بتكلف وقالت له:
_الحمدلله بخير .
إتسعت إبتسامته وقال لها بلهفة تعجبت منها:
_ممكن أسأل حضرتك سؤال؟
أجابته بتعجب:
_اه طبعًا اتفضل .
أشار للمقاعد والأريكه قائلًا بلهفة واهتمام واضح بنبرته:
_جايبين الانتريه المُدهب ده منين؟
نظرت له ببلاهه ولم تجد ما تجيب عليه به، حقًا! كل تلك اللهفة مِن أجل المقاعد؟ تبًا لكَ يا هذا فَ انت لست فقط شخص تقليدي بل وأبله أيضًا، هذا ما قالته بداخلها قبل أن تجيبه ومازالت الصدمه تسيطر عليها مِن هذا السؤال الغير متوقع:
_أفندم؟
_الأنتريه جايبينه منين حضرتك، بجد تحفه اوي وعجبني جدًا، ممكن تقوليلي على المكان اللي جايبينه منه عشان اجيب واحد لشقتي؟
أجابته وهي تضحك عليه، فَ هو ليس طبيعي، لا تُصدق أنه طبيعي، فَ أي إنسان يسأل على شيء كهذا في أول مقابله له مع الفتاه التي يريد الزواج منها:
_معرفش والله، تقدر تسأل بابا هو اللي عارف .
_تمام .
صمت قليلًا ثم قال متذكرًا:
_اه صحيح انا نسيت... أنا إسمي "محمود كامل" 27سنه، مُهندس معماري، وحضرتك؟
إبتسمت على حماقته وقالت:
_"فيروز فهمي" 24سنه، خريجة صيدله.
_طب لو عند حضرتك أي سؤال ولا حاجه اتفضلي إسألي .
_ليه إتقدمتلي ؟
كان سؤال تقليدي، ولكن إجابته لم تكن تقليدية أبدًا:
_إسمك عجبني اوي، وجزبني ليكِ .
_نعم !!
أجابها ببرود:
_والله ذي ما بقولك كدا، أصل أنا بحب الحاجات القديمه اوي، حتى سألتك على الأنتريه لأنه مِن تُراث قديم، كذلك إسمك مِن تُراث قديم بردو، ولكل شيء قديم رونقه .
للحق قد إنبهرت بحديثه، فَ هو كان يتحدث عن التُراث القديم بشغف وحب حقيقي، جعلها تشعر بإنجذاب إتجاهه، بل إنه جعلها تُعيد تفكير في إسمها الذي دائمًا كانت تكرهه لقدامته، ولأنه لم يكن على موضة ذلك العصر، قاطع تفكيرها بقوله الهاديء:
_مفيش أي سؤال عندك غير ده ؟
أجابته بهدوء:
_لأ معنديش .
_طب كويس، استأذن أنا بقى، وهستنى رد حضرتك .ذهب "محمود" ودخلت "فيروز" إلى غرفتها وظلت تُفكر في ذلك الشخص الذي وللحق نال إعجابها، إبتدائًا مِن وسامته، حتى تفكيره المُميز والمختلف، فَ هي لم يسبق لها أن رأت شخص كَ هذا مِن قبل يعشق التُراث والأشياء العتيقة، للوهلة الأولى ظنت أن لديه بازار _ذلك المكان المليء بالتحف والأشياء القديمه_ بسبب عشقه لتلك الأشياء الأثرية، فَ مَن سيتحدث عن مقاعد أثناء تقدمه لخطبة إحداهن إلا إن كان يمتلك بازارًا ووجد تلك المقاعد شيءً مهمًا قد ينال إعجاب الزُوّار .
ضحكت "فيروز" وهي تتذكر سؤاله للمرة الخامسه، وقالت لِنفسها بإبتسامه:
_طب ما أديله فرصه، وأحاول اكتشف شخصيته اكتر، للأمانه عجبني .
-------------------------------------------