part two

157 12 8
                                    


للتعليق على أي فقرة من فقرات الرواية فقط إضغطو على الفقرة مطولًا ويظهر لكم مربع التعليقات🤍

جريت لأميال بلا فائدة، لم أقدر على إلتقاط رائحتها، إجتزت كل القطعان لم أترك قطيعًا إلا ودخلته عسى أن أجدها....لكن لم أفعل، أخشى أنني منبوذ بلا رفيق.
إنهمك ذئبي ولهث بتعب، تقدم ناحية أحد الأشجار منبطحًا على الأرض بعد أن تأكد أن لا خطر متواجد حولي
" توقف روفر لا أمل بإيجادها سنكمل ماتبقى من حياتنا بدونها "  كلمته بواسطة الرابطة العقلية بيننا ليرد عليا بعوائه الخشن، يبدو أنه لم يحب ماقلته، نحن الآن أمام الحدود التي تفصل بيننا وبين البشر، يوجد حاجز غير مرئي لا يستطيع البشر تجاوزه ولا حتى العثور عليه.
غفى ذئبي على تلك الحشائش متعبًا، لكنني بقيت مستيقظا لعل شيئ خطير يحوم حولنا.

إتكأت على السور المحيط بالدرج، تنفست الصعداء، تقدم نحوي ركان متفقدًا إياي " متعبة؟ تريدين ماءًا " زفرت هوائي بخفة معاودةً حمل أغراضي " لا شكرًا لقلقك ركان أُقدِرُ هذا " مدَ يداه حاملًا عني بعضًا من أشيائي قائلًا " على الأقل دعيني أساعدكِ " نظرت إليه بإبتسامة، ركان يكبرني بخمس سنوات عندما جئت للمعبد لأول مرة كان المعلمون يسيئون معاملتي وقد كنت هشة و كثيرة البكاء، كان الوحيد الذي يحتويني بعد ذلك الألم لطالما حضنني و أشعرني بالدفئ، رغم كل المقاسي التي نعيش فيها إلا أن قلبه رقيق جدا لم تؤثر عليه البيئة التي نعيش فيها، بقيت شاردة أحدق فيه إلا أن أصدر صوت ضحكه " يافتاة مابالك "
وعيت على نفسي لأنفي له الأمر " ليس كما تظن أنا فقط تذكرت كيف كنت بجانبي طوال الوقت أنا حقا أقدر ذلك ركان " بعثر شعري بخفة مبتسمًا " أنتِ شقيقتي الصغيرة عزيزتي " شقت إبتسامة عريضة وجهي، قاطع محادثتنا ذاك الخناس جيوم صارخًا " أستبقيان هناك تتغازلان!! أسرعا وإلا قذفتكما من أعلى الدرج "  دُهِشت من صوت صراخه لأنزل بسرعة حذرة من السقوط، وضعت أرجلي على الأرض، إرتابني شعور غريب ، شعور لم تطئ أرجلي الأرض اثنى عشر سنة، أعدت إستنشاق الهواء حتى كادت رئتاي أن تنفجر، زفرت براحة كبيرة، حالي لم يكن مختلفًا عن البقية كلنا مندهشين من العالم الخارجي، تقدمتُ ناحية أيار التي تتأَمل المكان بروية، نكزت كتفها رادةً إنتباهها إلي
" نحن فقط غادرنا المعبد لبعض الوقت للتدرب وأنظري كيف حال شعورنا، ماذا لو كان هذا الشعور دائمًا ؟ "
" سأرافقك....بغض النظر عما سيحدث لكنني سأفعل لا أقدر على تخيل فراقك " تكلمت تثبت أعينها على الأَرض، كوبت وجهها أرفعه لتقابلني أعينها " مافائدة أن تبقي محبوسة خائفة أن تجربي شعور الموت؟ أنتِ في كلتا الحالتين ميتة أيار أنتِ غير موجودة لا أحد يعلم بوجودك ليس لكِ حياة أيار، أثبتِ معنى إسمك و أشرقي نفسك قبل أن تشرقي العالم برحيلك من هذا الظلام الداجن "
إبتسمت مع نزول بعض قطرات الماء من أعينها، إنها تذرف دموعًا، مسحتُ دموعها بإبهامي رادةً " صدقيني لن تندمي على قرار كهذا أيار، حتى لو ندمتِ سيكون أفضل من ندمك على عدم التجربة " أومئت تُبعد يداي عن وجهها، قالت بصوتها المهزوز " كيف هي الخطة أو متى سنهرب؟ " نظرت حولي أتأكد من عدم شكهم بنا، جذبتُ يدها نقترب منهم " خطتنا ستسمعينها و نحن بالقرب منهم، لايجب الإبتعاد عنهم "
إعتدلنا بوقوفنا أمامهم نتظاهر بالإستماع لتعليماتهم.
" كما قال شيخنا الأكبر البارحة لاراحة للإنسان، بعد ساعة من نزول هذا الدرج العظيم سنكمل تدريبنا بعد أن نقوم بتقسيمكم "
" إنتبهي لكلماته فهي من ستكون مقدمة خطتنا أتسمعين! " أومأت أيار تركز مع المعلم جيوم، ليست هناك خطة لكنني على الأقل أعرف طريق الهروب، لطالما صعدت فوق سور المعبد أناظر العالم من الخارج والآن سأستفيد من ذلك، الجهة الشمالية للمعبد هي بداية للصحراء بعد التغلغل قليلا سنجد عدة موجات صحراوية، الجهة الشرقية فيها عدة واحات، الغربية هي طريق يصل بين المعبد و بين المدينة أما الجنوبية فهي موقعنا، أي يقع المعبد في الوسط.
" ركان و أيار ستذهبان لجمع الماء من تلك الواحات في هذه الجهة " أشار جيوم على الجهة الشرقية للمعبد على بعض الواحات التي تبعد بعض المترات علينا.
" ماثيو روبرت أنشئوا لنا بعض المخيمات بجانب المعبد شرقًا " تصافح روبرت وماثيو، غباء
بقيت وحدي، سيساعدني هذا كثيرًا  " ماذا عن تولين؟ " إسترسلت ماري محدثةً جيوم، تحمحم جيوم قائلًا " تولين ستبقى معي "
" معك؟؟ " ردت ماري بنوع من الصدمة و الإستفهام على وجهها " أرفض هذا معلمي لم تًخلق الراحة للإنسان، أطالبك بتوضيفي " إبتسم جيوم إبتسامة مزيفة قائلًا " معكِ حق تلميذتي الصلبة، مارأيك بالذهاب لجمع الماء أيضًا "
أومأت بإنتصار بعد أن نجحت أول خطوة من خطتي، أعرف نواياه ياله من خبيث " الآن إنطلقو نحو أعمالكم لديكم نصف ساعة لتسوية الأمر " قالت ماري تحثنا على المضي قدمًا
أمسكت أيار من ذراعها أدفعها للأمام " تقدمي وأستمعي لي " قلت أهمس لها بدون لفت الإنتباه، لا أثق بأحد هنا حتى...حتى ركان...
تمثلت أيار لأمري تمشي للأمام مستعدة لإستقبال تعليماتي " ستذهبين مع ركان وأنا سأذهب لواحة أخرى بما أن جيوم إختاركم لوحدكم من ثم أضافني, سأتظاهر بجمع الماء لكنني بعدها سأصرخ طلبًا لمساعدتك فتأتين إلي وإياكِ وجلب راكان معكِ من ثم سنهرب، فهمتي؟ " قلت أتجاوزها لترد بسرعة " فهمت " إستدارت أيار تبحث عن ركان حتى لمحته " ركان!! أسرع " نادت عليه لينتبه لها ركان، أسرع ناحيتها قائلًا " أين تولين؟ ألن تجمع معنا؟ " إبتسمت له أيار تسحبه معها " نعم لكنها ستذهب لواحة أخرى حتى ننهي عملنا بسرعة أخبرتني أنها إختلست السمع للمعلمين وقد سمعت أنهم سيكافئون من ينجز عمله بوقت قصير "  همهم ركان لها يمشي بجانبها.

ضوء القمر || moon lightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن