4

330 34 29
                                    


مختبئ في زاوية غرفته، خلف السرير يحتضن
جسده، جروحه،يداوي نفسه قبل الخروج لرؤيه أخته صغيرته، جوهر حياته الرمادية

تجاهلها عندما دخلت لغرفته، نادت بأسمه، تظاهر بأنه غير موجود، غير عالم بأنها تراه، ترى قدمه الظاهرة كانت تحوي خط ملتهب، بلون أحمر، مرتسم بحزام أبيها.
احدهم يكذب على الأخر، كلاهما يمثل، خرجت بلا أي كلمة.

اشرقت الشمس، لم يدرك ذلك، فاشعتها لا تصل لهذه الغرفة الداخلية، ولما قد يحتاج لأشعة الشمس، لن يغير وجودها شيئاً

وقف ببطء شديد، لقد تم سحقه تماماً، مسح بانامله على شرشف السرير حتى لمس هاتفه، تفقد الساعة لازال امامه ساعة لموعد العمل

تسمر امام باب غرفته، مسح وجهه بقوة و صفع وجنتيه مرتان حتى احمرتا، ابتسم بلطف ثم خرج

سمع صوت خطوات خافتة قادم من خلفه، عرف صاحبه هذه الخطوات فنطق بهدوء

ـ صباح الخير هيلين.

همهمت بصوت ناعس، ردت عليه تالياً و عينيها شبه مفتوحة، شعرها المجعد متناثر في كل رقعة، مشعث جداً

توجهت نحو الحمام فاستغرب خمولها، شعر بعبوسها و بالحزن الذي يطغى على صوتها.
انتظرها حتى عادت

ـ هيلين ... أريد تسريح شعرك .. تعالي ألي.

مسحت عيونها المحمرة و اردفت بصوت شبه هامس

ـ ستتأخر على عملك.

ـ لن افعل، لازال هناك الكثير من الوقت، هيا تعالي.

ـ حقاً؟

اردفت بتسائل و نبرة حملت كماً كبيراً من الحنين، فابتسم اكثر لها، هتفت بحماس لكن بخفوت خوفاً من أستيقاظ والديهما، هرولت بسرعة لغرفتهما

فجلس هو على الأرض، شارد الذهن، حتى جائت هي راكضه، وضعت فرشاة الشعر بحضنه و علبة زيت الشعر التي تكاد أن تنتهي، شعر بالسعادة لحماسها

راح يمشط شعرها الكثيف جداً، مرت قرابه الثلث ساعة وهو لازال يمشطها و يرتب خصلات شعرها بمهارة

انتهى بعد فتره فوقفت هي تلمس شعرها باعجاب شديد، انحنت نحوه قبلت خده و صاحت

ـ أنت ألطف أخ في حياتي ..

ضحك قائلاً بخبث

ـ وهل لك أخ غيري؟

قهقهت بسعادة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 24, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Salvatore حيث تعيش القصص. اكتشف الآن