إنَّ ولَيتَ

24 6 52
                                    

تَقدمت بِبطئ مُقدِمً وَردة، كَانت المُفضلة لديها، كانت تَبتسم وتقول انها تُعيدُها لِلحياة وإن لَم تَكن ميته، ولَكِن لِما لا أرى تُراب قبرك لا يتحرك، أولم تَكن تُحييك؟ِ..

في ذَلِك اليَوم التالي جلبت كِمية مِن الزهور بِالمال الذي كُنت سأقدم لكِ به الخاتِم، خاتِمٌ كُنت سأجعلك بِه خاصتي، لطالما اخبرتيني انكِ تُريدين فَتاً يُدلِلُكِ غَافلةً عَن كوني بِقربك..

كُنتِ عَمياء، وليس كُل العُمي مِن الإبصار، لا تَرين كَم دَللتك، عِندما اخبرتِك بُحبي قُلتي وانا ايضاً ظناً مِنكِ أنه مُجرد كِلمة تُقال بين الاصدِقاء، كَسرني ذلك في تلك الليلة وجلست اُفَكِر، كَم من شَخص إعترف لكِ وظَننتيه صَديقاً لكِ..

كُنتِ بَلهاء ولَكني احبَبتُكِ لأنكِ انتِ، وما افضّل مِن مَرحلة التَقبل، تَقبلتُ نَفسَكِ واحبَبتُها غَافِلاً عَن كُرهكِ لَها..

في ذاتَ ليله اخبَرتني أن الحَياة تَسير عَكسَ عَقارب السَاعة، ولازِلتُ لا افهَم مَقصدك إلى يَومنا هَذا، لأنَني حين اراكِ انسى مَا هي كِلمة الساعَة..

لَيتكِ تَعودي وَتعود أيامنا البَهية، رُغم أن البَعض يَراها مُمِله إلا وأنها كَانت ادفئ مَراحل الدِفئ بِقربك..

ليت رُوحي تَعود، لَيتك تَعودين يا مؤنسَة دَربي، يا قَمر عَيناي..

ليت الشِتاء يَعود وتَعودين مَعه لاغطيكِ مِن بَرد اللَيل، وَهل تُغطى سَمائي مِن بَرد اللَيل ؟..

ليت الخَريف مَعك يَعود لِتَتساقَط الأشجار، غَافلاً عَن تَساقطكِ مَعها..

ليت الفصول تَعود وانتِ تَعودين وتَذبليني كَفصل الصَيف وتَنشري الإبتِسامَة في وجهي كَالربيع..

ليت وَليت وليت، ولكن لم تَكُن ليت سوا تَابِع لَإنَّ، فيا إنَّ سَيدتي ما هوَ امركِ لِليت تَابعكِ..

اشتَقتُ لَكِ، وكَان الشُوق لي قاتِلاً، أ ليس مِن طَبيعتِنا كَبشر الاشتَياق لِمَن نَحبَه، لِما اشعُرُ بِقلبي يَتفتَت ؟..

لِما اشعُرُ بِداخلي، دِمائي، كُل جَسدي، يَغلي حُرقاً، يَغلي شَوقاً ؟..

اهَذا هوَ الشَوق ؟ اهَذا هو الم الشَوق ؟ ايوجَدُ لِلشوق الم ؟!..

لا، لم يَكُن كَذلِك، اتذَكرُه مِن طُفولتي حين مَوت والداي، أشتاق لهُما اجَل، ولكِن لم يُحرق دَاخلي !..

وذَلِك الشعُور الذي كَان يَنبعِث مِن داخلي، حين أراكِ تَبتَسمين، تَعبسين، تَبكين، تَضحكين، تَفعلي اصَغر شَيء، كان يُفجِر دواخِلي..

كَان وليس الآن، حَدث ما لم يَكُن بِالحُسبان، ذَلِك الشُعور بِتلك الفَراشات ؟ اين اختَفى، اين ذَهب..

لم تَتحرَر تِلك الفَراشات، لقد ماتَت !، لقد هُلِكَت !، لقد اُستُنزِفَت طَاقتها !، وكُنتِ انتِ الطَاقَة لها، كُنتِ وليس الآن ما لم يَكُن في الحُسبان..

أين ؟، إين تِلك الخُصلات التي احبَبت لمسها، تِلك العَينان التي احبَبتُ تأمُلها ومَعرِفَة ما بِداخِلها، احبَبتُ لُغَة العيون، ولَكِنِ كُنتُ فاشِلاً فيها، احبَبتُكِ ولكِنِ كُنت فَاشِل بِلا وجودَكِ..

إين تِلك التَفاصيل التَي رُغم ذِكري لها لم تَكُن سَبَب حُبي لكِ، لم تَكُن سَبَب هُيامي بِكِ !..

احبَبتُكِ لانكِ انتِ، لِداخِلك ِ،لِمعدَنُكِ، لِحَقيقَتُكِ، لَيس لِخارِجكِ او شَكلكِ، لا لَم اكرَه وَجهَكِ او جَسدكِ، لَم اكرَه خارجَك، ولكِنه فَقط لَم يَكُن سَبب حُبي..

احبَبتُكِ لانَني احبَبتُكِ، لأنَني وَجدت نَفسي التائِهَه لديكِ، ولم اكُن بِأناني ولا غيرُ مُبالي..

دَللتُكِ، احتَضنتُكِ عِند بُكائكِ، حاولتُ دَوماً اضحَاكَكِ، واقسِم انَني لَم اكُن افعَلُها مُجبراً، بَل فَعلتها بِكُل حُب وكأن ذَلِك كَان جُزء مِني، مِن روتيني اليَومي، ولَطالما احبَبتُ روتيني اليَومي لانكِ كُنتِ جزءاً مِنهُ..

ألا تَفهمين ؟، ألا تَعلمين ؟، ألا تَرين ؟، ألا تَرين كُل اهتمامي بِك، أم انا مَن كُنت اعمى اهتَم بِنفسي ظَناً انكِ جُزءاً مِني ؟..

أم انَكِ فَقط حَمقاء، حَمقاء كِفايَة لِتقفِزينَ مِن سَطِح مَنزلَكِ تارِكَتاً كَلام كَان قَد حَلل فَراشاتي، كان قَد آلمني وبِشدَة، اهَذا هوَ مَنظُورَكِ لِلحياة، إذاً بؤسَاً لِلحياة !..

في تِلك اللَحظَة تِخيلتُكِ تَقولين تِلك الكَلِمات بإبتِسامتُكِ المُعتادَة، الحزينة تَقولين انَكِ لَم تَعودي تَرغبي بِالعَيش مُجدَداً، لا شَخص يَفهمُكِ، لا شَخص يَهتَمُ لكِ، أنكِ سأمتِ من الإبتِسام، سأمتِ من التظَاهُر بِكَونكِ بِخير، سأمتِ التَظاهُر..

خَتمتِها بِوداعاً اصدِقائي إن وجِد، لا شَخص يَهتم ؟، يفهَم ؟، ومَن انا إذاً ؟ صَديق ؟، ألم اكُن دَوماً شَخص عَزيز عَليك ؟..

ورُغم كُل ذَلِك، انا لا اُعاتِبُكِ، ولا الومِكِ، بَل اعاتب نَفسي الحَمقاء والومَها، اجَل، انا المُخطئ..

انا احبَبتُكِ، انا اردت ان تَفهمي حُبي لَكِ جَاهِلاً عَن كَونكِ اردتِ ان يَفهمَكِ احدَهُم..

وَضعتُ وَرقَة كَاتِباً عَليها شَيء بَسيط لِعزيزَة قَلبي 'اعتَذِر لِكوني انانِياً' تارِكاً قَلبي في هَذه المَدينة، تائِهاً مَعك..

قَد تَشعُر بالألَم مِن مَدينَة فَقط بِسبَب شَخص تواجَد بِها..

لِذا ومِن اجلِ قُرَة عَياني، سأُكمِلُ حَياتي، اهو الفُراق ؟ اجَل عَزيزَتي وَداعاً..

____________________

712 كِلمة..

كِيف الرِوايَة ؟

ادري اقصر وان شوت تشوفوه في حياتِكُم بس قصره يحمل معاني 'كَان دَوماً الكَلام القَصير وَصفاً كَامِلاً، وما الطَويل سِوا طَريقَة مُبتَذلَه لِوصفِ المَشاعِر'..
هي نوعاً ما مو وان شوت ومو رِواية، هي كَكلام بَسيط، ممكن تِعتبروها كمُذكِرة للبطل..

البَطل ؟ مدري انا كنت بخليه ينتحر وبيصير الموضوع كئيب جداً، فَخليته بكمل حياته، هو ما تخطاها بس حاول يتناسى..

عموماً رأيكُم عن شِبه الرِواية ذي..

ولا تَنسو وَضع نَجمَة 🤍..

كُونوا بِخير 🤍..

الغِلاف مِن صُنع unviex..

🎉 لقد انتهيت من قراءة مُنطفئ | Extinct 🎉
مُنطفئ | Extinct حيث تعيش القصص. اكتشف الآن