دقيقة..دقيقتان...ثلاث دقائق، هكذا كنت احسب الوقت وهم يمشي بينما انتظر صديقتي التي يخلو منها العيوب الا شيء بسيط واحد لا يكاد بأن يسمى عيب، وهوالوصول بالموعد المحدد والمتفق عليه مسبقاً.
- سأتأخر ربع ساعة اضافية للتو خرجت من المنزل
قرأت رسالتها النصية وانا مصدومة فانا انتظرها في المقهى منذ نصف ساعة!
نهضت لأطلب قهوتي اليومية فلا استطيع ان انتظر اكثر من اللازم هي من سيدفع في المرة الثانية."مرحبا، اود بان احصل على ايس لاتيه واحد لو سمحت"
"بالتأكيد، بأسم من؟"
"فرح"
"ياله من اسم جميل جيراني ابنتهم اسمها فرح قالوا لي بأن هذا الاسم يجلب المال والحظ الجيد، هل هذا صحيح؟"
"شكراً لكنني لست الشخص المناسب لتسأله هذا السؤال" ضحكت بوجه الباريستا كثير الكلام لماذا لا يستطيع اخذ طلبي بصمت.
ذهبت لأعود الى طاولتي الا وان رأيت شخصاً اخر يجلس في المقعد المجاور لي، لم استطع ان اميز شكله فلم ارى سوى ظهره.
تسرعت في خطواتي لاني تركت اغراضي على الطاولة فكيف لي ان اعرف بان هذا الشخص لم يسرقني ولم...اوه انه ذلك الشاب الوسيم."عفواً لكنني اظنك في المقعد الخطأ" جمعت ربطة اشجائي لكي انطق بهذه الجملة وبهذه الجرأة.
"لا، لم اخطأ" لم يتعب نفسه حتى بان يشيل عيناه من هاتفه! كم هو مغرور.
"حسناً كيف تفسر وجود اغراضي هنا؟" قلت له باستهزاء.
"لا اعير الانتباه لاشياء لا تعنيني"
يا لوقاحته! جلست بمكاني مقابلةً له وانا اتحداه بان ينظر الي ويعترف بغبائه ويذهب.
"اذهب الان قبل ان تجعل من نفسك اضحوكة فانا بانتظار احد"
"هذا مقعدي دوماً وان لم يعجبك الامر تستطيعين انت الذهاب"
كنت على وشك ان اصرخ بوجهه لولا مقاطعة النادل لي عندما وضع كوبين من القهوة امامنا.
"تفضلا، هل تريدان شيئاً اخر؟" ابتسم النادل بوجهنا لكن سرعان ما تلاشت ابتسامته عندما رأى وجهي.
"نعم، هل يمكنك أن تنادي احداً ليتعامل مع هذا المريض النفسي؟ لقد جلس امامي ويرفض تغيير مكانه!" صرخت بوجهه.
"انا اسف يا آنسة لكن اظن بأن عليك المغادرة حالاً"
"ماذا؟ ستطردونني انا؟ ماذا عنه هو؟" لم اصدق ما يحدث امامي فقط لأني عبرت عن انزعاجي هكذا يعاملونني؟ وما جعلني عصبية اكثر هو ابتسامته الشريرة وهو يتصفح بهاتفه.
"يا لكم من- لا يهم سأخرج ولن اعود ابداً" اخذت اشيائي وكوبي ورحلت وانا اشعر بكمية غضب وكره غير طبيعيان.
عندما خرجت وتوجهت نحو محاظراتي اخبرت امنيتي بأنني خرجت ولا يجب عليها الذهاب هناك.
كيف يمكم لشخص بهذه الجمال ان يكون قبيحاً من الداخل وان يتصرف هكذا؟ لكن هذا في الواقع متوقع من الوسيمين امثاله جميعهم مغرورين بدون سبب مقنع غير مظهرهم.لعل قهوتي بوسعها انقاذ هذا اليوم الفاشل، رفعت الكوب لأرتشف النعيم الا واني ابصقها فوراً! يع ما هذا القرف؟ هذا بالضبط ليس ما طلبته! قهوة سوداء؟ تفقدت كوبي بتمعن ليصدمني شيء واحد.
"سيف؟" نطقت بحيرة من امري حتى استوعبت بأنني اخذت كوب ذلك الاحمق المغرور.