قهوة

20 0 0
                                    

عندما وصلت الى حرم الجامعة جلست بالمقعد المقابل لشجرة قسمي المميزة والتي تجلب الحظ لبعض الطلاب المرضى نفسيين مثلنا انا وامنية عمري.

"لماذا لم تنتظريني كنت على بعد خمس دقائق، اقول الحقيقة هذهِ المرة" نطقت امنية وهي تقترب مني لكي تجلس بجنابي.

"لن تصدقي من رأيت هناك" تفوهت بانزعاج.

"من؟ نحن نكره الكثير لا تجعليني احزر"

"هذه المرة شخصٌ لا نكرهه لكننا على وشك اضافته الى القائمة"

"كفي عن هذا واخبريني اني اموت من الحماس" ودفعتني بقوة.

"حسناً حسناً، انه صاحب عملية تجميل الانف" وسردت لها احداث هذا الصباح بالكامل.

"اذن اسمه سيف؟ لا يلائمه"

"حقاً؟ هل هذا ما جذب انتباهك من قصتي؟ ولكن نوعاً ما اتفق معك حتى ولو اسمه يبدو غنياً، اه لا اعلم" جادلتها قليلاً.

"بالطبع لا لكن لو نظرتِ للجانب المشرق قد تكون قصة حب من نوع اعداء الى احباء كالافلام"

"بربك، هذا الشخص ليش من النوع الذي يحب، قلبه اسود"

"اها بالضبط اسود مثل شعره الحريري وعيناه الجميلة ومعطفه السخيف الذي لا يغسله الا كل سنة" سرحت بكلامها فقررت ان اتبع عيناها حتى رأيته يمر من بعيد.

"كامل سوى ان ينقصه اخلاق" عدت لارتشاف قهوته المملة، حتى لو كنت لا افضلها لن ابقى بدون قهوتي اليومية.

"هل انا اتخيل ام انه متجه نحونا؟" قالت امنية وهي تحاول ان تتجنب النظر باتجاهه.

"ياللهي، قد تكونين محقة" لن انكر بأنني شعرت ببعض التوتر، فبالرغم من شخصيته الا ان وجهه يجعل اي فتاة تتوتر.

وبالطبع باقل من دقيقة كان يقف امامنا بتلك النظرة المتكلفة.

"اعيدي لي قهوتي" تفوه ببرود تام وكأنه يأمرني بينما يمد لي كوب ثاني متأكدة بأنه مشروبي المسكين.

"عفواً؟" لن اجعله يأمرني هكذا.

"لقد سرقتِ قهوتي وخرجتِ مسرعة لم استطع مناداتك بالوقت المناسب" تنهد بصعوبة وكأن مجرد الحديث معنا عمل شاق.

"لقد اخذته بالصدفة لماذا سأحاول اخذ مشروبك التعيس؟ بالاضافة الى انني لن اخذ هذا الكوب منك بالتأكيد لقد لوثته الان بجراثيم فمك" ياله من جريء وقح.

"هل حقاً تظنين انني سأشرب قهوة الاطفال هذه؟ انها بالكاد تسمى قهوة فاغلبها حليب، اعيديها الان" انهى جملته بابتسامته المستفزة.

"ماذا! هل تريدني ان اتظاهر بالنضوج والغموض التافه مثلك واطالب بان اشرب الطين كل صباح؟" بدأ الانزعاج يبين على صوتي.

"لقد طالت هذه المحادثة اكثر مما كنت اتصور، اعيديها"

"حسناً اتريدها بهذا القدر؟" ابتسمت بسخرية بوجهه وفتحت الكوب ورميت القهوة عليه، لقد تناثرت على وجهه الوسيم ووشاحه السخيف فقط، تمنيت لو كانت ساخنة لتحرقه لكن للاسف لا تتحقق كل امنياتك.

"هل انت مجنو-" لم اكمل سماع حديثه فاكملت طريقي الى قاعتي الدراسية.

"من اين خرجت كل هذه الشجاعة؟ فرح الشرسة" صفقت امنية لي بشدة وكنت لوهله لانسى وجودها بجانبي لقد شتت انتباهي هذا المتخلف.

"لا اعرف حقاً لكنني اكره كيف ان الجميع ينظر الي" اخبرتها بتوتر.

"من يهتم؟ ليش وكأنه سوف يذهب ليشتكي، هذا سيكون مخجلاً جداً بالاضافة الى ان لم يكن هناك الكثير من الناس" حاولت امنية حياتي بأن تهدأني قليلاً واعترف بانها بدأت تنجح نوعاً ما.

"سأذهب الان لقد اتى الاستاذ، وداعاً" ودعتها بينما دخلت لاكمل يومي، بدون قهوتي.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 04, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أحببتُ قواداًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن