ذالك الغريب

6 3 2
                                    

تفتحت عينيا من الصدمه هل هذا هو المكان الذي سوف اعيش به هل من المفترض أن هولاء اولاد عمي شعرت اني اريد البكاء اريد ان ارحل قال لي عمي تقدمي اليوم عيد ميلاد ابنتي ليزا أردت أن اركض خارج هذا المكان ما هذا الذي أراه الكثير من الفتيات والشباب وملابس مكشوفه لدرجه تفضح أكثر ما تغطي ومن المفترض أن بين هولاء الأشخاص اولاد عمي وسوف اعيش معهم هذا حقا مضحك جداً وأخذني عمي من يدي وذهب الي إمرأه كانت جالسه في إحدى الزوايا وكانت تدخن وتشرب الكحول تمنيت في عقلي أن لا تكون زوجة عمي ولاكن حدث ما خفت منه قدمني لها وقال لها إني مريم وأخذت تتفحصني بشده لم أكن مرتاحه ابداً لتلك النظرات أنها لا تريحني ابداً ثم قالت لي ببرود اهلاً بكِ
أخذني بعدها عمي وأوصلني إلى الغرفه وقال لي انها غرفتي وسوف اعيش فيها مع ابنته الصغيره راكيل شعرت ببعض الغرابه لأسماء أولاده ولاكن لا أهتم علي اي حال دخلت الغرفه وبدأت أخرج أغراضي واضعها في الأماكن المحدده لي وبعدها إرتميت علي سريري ومع أن الصوت في الخارج كان مزعج  ولاكن الارهاق قد نال مني استيقظت بالقرب من الفجر كان الجو هادي جداً فتحت عيني بصعوبه وشعرت أن أحد ينام في السرير المجاور لسريري من المأكد أنها راكيل خرجت دون أن احدث اي صوت اتمنى أن لا يوجد احد بالخارج سوف ابحث عن المطبخ بمفردي اخذت ابحث عنه ها هو لقد وجدته فتحت الثلاجه ومسكت قاروره المياه وبعدها شعرت بخطوات قريبه مني نظرت خلفي وشعرت بالتوتر ومن شدته اسقط القاروره  شعرت ان جسدي يتصبب عرقا ثم قلت بخوف من انت أجاب انتي في منزلي من انتي هل انتي لصه تريدين سرقه الثلاجه واخذ يضحك انا لم اشعل النور قام هو باشعاله ومد يده لي وقال انا نوح ابن عمك قلت حسنا مرحبا ومازالت يده ممدوده لم انظر اليه وقلت له انا لا اسلم علي الغرباء ومشيت عدت خطوات متوجهه الي غرفتي ثم قال لا أتعجب من ذالك انتي ترتدين حجاب وانتي ذاهبه الي المطبخ كيف لكي أن تضعي يدكي في يدي مجتمع شرقي متخلف شعرت أني سانفجر من الغضب نظرت اليه وقلت له ليس مجتمع شرقى متخلف إنما مجتمع مسلم نحن لم ننسا ديننا كما فعلتم انتم ثم عدت الي غرفتي شعرت بالحزن لم أرتح ابداً لهذا نوح عموماً لا أريد ان ابقى كثيراً في هذا المكان صليت الفجر وارتميت علي سريري ثم استيقظت علي صوت زقزقة العصافير الرائع ثم تحدثت راكيل صباح الخير ابتسمت لها وقلت صباح الخير اتمنى الا اكون شخص مزعج بمشاركتي غرفتك فاجابتني في حقيقه الأمر لست سعيده بذالك ولاكن انا دائماً اكون بمفردي في المنزل ربما اعتاد عليكي ونكون اصدقاء شعرت بالارتياح هي فتاه صغيره لاكنني احببتها تذكرني  ب عائشه وساره  قلت لها اتمنى أن نكون اصدقاء حقا ارتديت ملابسي وهي قالت إن ملابسي جميله ومختلفة وان شعري جميل وسالتني لماذا تغطيه اخبرتها لاننا مسلمون وعلينا فعل ذالك وسوف اعلمكي كل شي في ايامنا المقبله ثم ابتسمت وقالت لي اتفقنا خرجت انا وهي وذهبنا الي مكان الافطار وجلسنا ليزا لم تنظر لي حتي كانت مشغوله بهاتفها وهى زوجة عمي كانت تاكل دون أن تحرك عيونها اظن انها امرأه مستبده اما ذالك الذي يدعي نوح أخذ ينظر لي نظرات غريبه بين الحين والآخر وقطع عمي هذا الصمت وقال مريم اليوم سوف نذهب الي جامعتك لكى ننهي جميع الأوراق ابتسمت له وقلت إن شاء الله رأيت ابتسامه جانبيه ساخره علي وجه نوح لم اهتم أنه نكره بالنسبه لي انهيت طعامي وذهبت مع عمي في حقيقه الامر هو شخص جيد قام باجراء كل مايلزم وتم تسجيلي رسمياً في كليه الطب ثم قال لي لو اردتي سوف أأخذكي لنتجول في المكان لتتعرفي عليه ووافقت بكل سرور كان يوما رائعاً احضر لي المثلجات كانت جميله جدا وأكلنا في مطعم واشترى لي بعض مستلزمات الدراسه وقام باجراء مكالمه فديو مع أبي وتحدثت معه ورأيت ساره و عائشه وكنت حقا سعيده ثم قال هل تريدين بعض الملابس قلت له لا فانا معي الكثير قال حسنا سوف نذهب الي أحد المولات يمكنكي شراء ماتريدين منه أنه يومك يا صغيرتي حقا كنت ممتنه إليه هو حقا حنون كنت اتمشى في المول عمي اختار لي فستانا جميلا وبسيطاً قال لي ما رأيك فيه قلت جميل طلب مني أن اجربه ذهبت الي غرف القياس لا يوجد صوت لا احد هنا علي ما اظن ثم فتحت الباب واخذت اصرخ ، لا اصدق ما أراه رأيت الصدمه تعلو ملامح الشاب والفتاه شعرت أن ملامح هذا الشاب مألوفة بالنسبه لي استوعبت أنني المخطأه ماكان عليا أن افعل ذالك اعتذرت لهم وخرجت مسرعه التقطت أنفاسي يا ربي ماهذا ما الذي رأيته الآن هذا مُقذذ ذهبت إلي عمي وأخبرته اني لا أريد هذا الفستان وبعدها أخذني الي المنزل ملامح ذالك الشاب أين رأيته لا اعلم قلت لنفسي كفي عن التفكير لا أهتم أين رأيته مجرد شاب حقير يا إلهي كيف يعيش هؤلاء الناس قاطعني صوت عمي وهو يقول لى لماذا انتي مصدومه هكذا أجبته لا شي انا فقط مُتعبه اليوم كان طويل جدا وبعدها بلحظات وصلنا الى المنزل ذهبت الي غرفتي بدلت ملابسي ماهذا ؟ اين تلك القلاده ؟ أنها لوالدتي أين هي لا مستحيل أن أكون اضعتها ابحثي جيدا مريم تذكري اين هي ؟ اين ؟ أشعر أني اريد البكاء الان هذا مُحزن أنها لوالدتى كيف لي ان أُفرط بها شعرت بالحزن دخلت راكيل وجدتني أبكي وسألتني ما الذى يبكيني ؟ أخبرتها اني اضعت قلادة والدتي الشيئ الوحيد الذي أمتلكه منها احتضنتني شعرت وقتها اني تحسنت قليلا وأخذتني لأن الآن هو موعد الغداء جلست علي الطاوله ثم تحدثت زوجه عمي دون أن تنظر لي وقالت هل أعجبتكي الجامعه قلت لها نعم انها جيده فقالت حسناً واكملت تناول الطعام نظرت إلي ليزا التي لا تترك هاتفها ابداً وابتسمت لها فلم تجمعنا الي الآن أي مناقشه لم تعرني اي اهتمام ونظرت في هاتفها مره أُخري لا أريد ان أفرض نفسي عليها إن شائت أن تتحدث معي أنا موجوده علي اي حال انتهينا من تناول الطعام وجلست انا وراكيل وتحدثنا كثيراً ومشطت لها شعرها شعرها جميل وهي حقا جميله ونامت وأطفأت الأنوار وأخذت انظر من النافذه اتأمل النجوم وانظر لتلك المباني المصممه بطريقه رائعه ثم جاءت سياره وخرج منها شخص ما لا أراه بوضوح ولماذا اهتم ؟ مهلاً ما هذا كان يتقيئ ثم سقط علي الأرض لم أكن أعرف ماذا عليا أن افعل ذهبت الي غرفه عمي لم يكن موجود هو وزوجته ذهبت الي ليزا قلت لها هناك شخص ما أنه مريض وسقط علي الارض أنه أحد جيرانكم علي الأغلب هيا تعالي معي لنساعده نظرت وقالت لا تتدخلي في أمور الآخرين انتي لستي في قريتك البدائيه وذهبت  وللأسف لجأت الي نوح اخبرته بما رأيته ولاكنه رفض مساعدتي لا اعلم ماذا افعل حقاً ؟ لم استطيع أن اقف دون أن افعل شيئ خرجت مسرعه نحو ذالك الشخص كان علي الارض كنت أرتجف من الخوف هايييي انت هل تسمعني فتح عيونه واغمضها مره اخري هل انت بخير اقتربت منه رائحته كريهه لابد أنه أكثر في شرب الكحول مهلاً لحظه أنه ذالك الشاب الذي رأيته في المول هل اتركه ليموت فهو لا يفعل اي شي صحيح ولاكني لا استطيع أعدت عليه السوال هل تسمعني ؟ أين هو منزلك ؟ أشار لي علي المنزل لا أريد أن ألمسه ولاكني لا اسطيع ان اتركه هكذا حرارته مرتفعه وأفرط في تناول الكحول حاولت أن أساعده حتي يقف هل سوف أدخل مع شاب غريب وأيضاً في حاله سُكْر منزله بمفردنا يا ربي اتمنى أن تمر هذه اللحظات علي خير وتمر سريعا انت افق قليلا تين مفاتيح المنزل انت اجب أين هي ؟ اخرجها لي قمت بفتح الباب ذالك الغبي تقيأ فوقي يا إلهي هذا مقرف من تين ابتُليت بذالك وضعته علي اقرب اريكه قابلتها اخذت اكتشف شقته وجدت الحمام انا حقاً خائفه ولاكن إن تركته سوف يموت ساعدته حتي وضعته في حوض الاستحمام أن حرارته مرتفعه جداً عليا أن اعيطه بعض الأدويه كيف سأغير له ملابسه لا يمكنني هذا لا يجوز أبداً ماذا سوف افعل الإنسان في ورطه الآن اخذت افتش حتي وجدت الملابس أحضرت منها ما كان في وجهي أخرجته من الحوض لا لا استطيع شعرت أنه بدأ يستعيد القليل من الوعي قلت له هل يمكنك تغير ملابسك ؟ لم يُجيب حسناً لا يوجد حل آخر اغمضت عيني وفعلت ذالك انا حزينه جداً من نفسي انا كيف لي ان حسناً لنرى ذالك فيما بعد ثم  وجدت بعض الادويه وانا ابحث عن ملابس له اتمنى أن تفي بالغرض اعطيته إياها وجعتله يتمدد علي سريره وقمت بتغطيته جيداً وقلت له أتمنى أن تكون بخير وإني قد فعلت له مايلزم حتي يأتي أحد اليك ثم ذهبت مسرعه وانا لا أُصدق ما الذي فعلته ، دخلت الي المنزل أشعر بالتوتر والحزن توجهت الي غرفتي أردت أن أتحدث مع عائشه لأُخبرها ما حدث ولاكن الوقت قد تأخر لابد أنها نائمه عليا أن أنام فغداً هو أول يوم لي بالجامعه ثم نمت من شده الإرهاق في مكان آخر
ليزا .. نوح ما رايك بتلك مريم
نوح.. لا اهتم لها
ليزا انا لم احبها ابدا ولاكن لا اظن انها تشكل خطر انا اجمل منها علي اي حال
نوح .. يضحك بستهزاء هذا ما يفكر به الفتيات وبالمناسبه هي جميله جدا
ليزا انت ترا كل الفتيات جميلات يا اخي العزيز هه تضحك بسخريه ثم خرجت من غرفته ليزا في نفسها سوف انظر إن كان غابريل في المنزل أو لا ثم نظرت من النافذه سيارته أمام المنزل لابد أنه بالداخل ذالك المتكبر لا أعلم لماذا يتجاهل فتاه جميله مثلي ؟ ولاكني لن اتركه حتي أن اجعله يقع لي في غرفه مريم استيقظت في وقت الفجر لأصلي وها هو صوت العصفور يزقزق انا اعشق ذالك الصوت بدلت ملابسى وها أنا مستعده لأول يوم دراسي تجمعنا حول السفره لتناول الإفطار وها كل واحد منا مستعد ليذهب الي الجامعه الخاصه به شعرت اني اردت ان احتضن عمي ذهبت إليه وقبلت يده واحتضنته وطلبت منه أن يدعي لي بالتوفيق في اول يوم دراسي شعرت أنه كان سعيدا جداً ولاكن كل من كانو حولي كانو ينظرون لي بضجر ولاكن راكيل فعلت مثلما فعلت وطلبت من والدها أن يدعو لها ثم تعالت صوت ضحكات عمي واحتضنها ذهب كلاً منا الي طريقه لم يوصلنا عمي لأنه كان مشغول علي اي حال الجامعه ليست بعيده عن المنزل مجرد مواصله واحده شعرت بإحساس الحريه بكوني بمفردي استنشقت الهواء أنه نظيف وقف الأتوبيس بضع ثواني ونظرت من النافذه هل ذالك الشاب هو نفسه أنها هى نفس السياره توترت كثيراً لحظه وعيني وقعت في عينه .

مريم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن