ولج يوسف إلى الغرفة بعد أن طرق ولم يتم الإذن له، فأذن لنفسه بالدخول فهي وحدها على أي حال، دلف واغلق الباب خلفه واستدار بجسده فإذا بها ممددة فوق سجادة الصلاة ويبدو أنها تغط في نومٍ عميق.تنهد بقلة حيلة، ثم حملها بهدوء وسطحها على السرير وشرع بخلع إسدال الصلاة عنها لتنام براحة أكبر فإذا بجنات تلِج فتوقفت يداه، ناظرته جنات لثانية ثم قالت بينما تنكص على عقبيها آسفة.
ـ هروح أوضة تانية.إستدار بسرعة وأوقفها قبل أن تبتعد.
ـ لأ لأ خليكِ انا كُنت نازل.أومأت ودخلت وهو خرج لكن استدار قبل أن تغلق الباب وطلب منها آملًا المساعدة.
ـ جنات ممكن تشوفي خديجة مالها؟حركت رأسها للجانب وطالعتها بقلق ثم عادت تنظر إليه سائلة.
ـ هي كويسة؟ مالها؟تنهد وقال لها متأزمًا ولتصدقكم القول إنها أول مرة من سنوات تستشعر هذا التأزم وقِلة الحيلة واليأس في كلماته.
ـ والله مش عارف يا جنات، هي طول الوقت حزينة وساكتة، وأقل حاجة بتخليها تعيط بانهيار، ودايما بتفاجئ إنها بتنام معيطة وفي علامات بتطلع في جسمها، مش عارف مالها ولا ايه اللي عامل فيها كده؟!!.أومأت متفهمة ثم طمأنته برفق.
ـ متقلقش عليها انا معاها.قال ممتنًا قبل أن يغادر.
ـ شكرًا.تبسمت في وجههِ بلطفٍ ثم اغلقت الباب واتجهت صوب السرير، تخصرت ووقفت تطالع خديجة بتفكير ومالبثت أن مالت تحاول تجريدها من اسدالها لتنام براحة لكنها تململت وتقلبت بجسدها في الإتجاه الآخر، عقفت جنات كلا حاجبيها بانزعاج وعمدت على ازعاجها وايقاظها لتتحدث فهي لن تجلس تحملق بالحائط وحدها ما وجب عليها أن تنام.
وكزة تلتها وكزة في كتفها بخفة مرفقة بهمسة.
ـ خوخة..خوخة فوقي.فتحت عينيها بتباطؤ فقابلها السقف وثانية وحل محل السقف رأس جنات ونظراتها الضيقة المضحكة فتبسمت خديجة بنعومة وتقلبت بكسل ورفعت الغطاء فوقها فنزعته جنات عنها وصاحت بضيق.
ـ لأ اصحى اقعدي معايا، مش عايزة تشوفي أنا جبتلك ايه؟نفت أثناء تثاؤبها ورفعت شعرها كعكة فوق رأسها لكي تحسن النوم دون أن يغطي وجهها ولا يلتف حول رقبتها ويشعرها بالحكة..
تجهزت جنات إلى قرصِها لكن اندفعت روتيلا من الخارج صائحة بمرح اوقفتها.
ـ انا جييييت.صوبت نظرات جنات المتعجبة وخديجة الناعسة تُجاهها واول ما تبادر إلى ذهن جنات بعد رؤية تلك البسمة أن إيان بخير فندَّى عن قلبها خفقة قوية وسألت بسعادة.
ـ إيان فاق؟استفاقت خديجة إثر سؤالها ورفعت جذعها بكسل وتنبهت حواسها وخاصةً السمع وترقبت الإجابة التي كانت بردًا على قلبها.
ـ ايوا فاق وكويس الحمدلله.
أنت تقرأ
ما كذب الفؤاد
Romantizmمن فرَّط في معية الله لا يحلم بأن تدركه سعادة، أو يُفارقه همًّا، تلك مُنغصات لا يستطيعها بشر. بقلمي ؛ هاجر الحبشي تابعوني🤍🌈