الإهداء: إلى (أبي) أطال الله عمرك، أشكرك على دعمك وتشجيعك لي على كتابة هذه الرواية التى تمت بفضل الله ودعمك ومجهودي.
المقدمة: عندما يعلم الانسان حقيقة العالم ويخسر كل ما يملك امام عينه عندها يتحول الى شيء اخر بعضهم يصفه بوحش والبعض يصفه بعديم الإنسانية ولكن الكل يتفق على انه شيء لا يشبه الإنسانية ابدا شيء يمكنكم تشبيهه بشيطان
رواية الشيطان
الفصل الاول:
كان يجلس بالظلام على كرسي خشبي هزاز يُتابع نشرت الاخبار، حيث كانت المذيعة تقول :
ليلة من ليالي الشتاء البارد في 22 ديسمبر، وفي جو ممطر، حدثت جريمة في حدود الساعة العاشرة مساءً. لقد اكتشفت الشرطة جثة الصحفي كنان الذي كان مرميًّا في الشارع على الرصيف بجانب باب منزله، لا أحد يعلم من قتله! ولكنها ليست أول مرة يُقتل أحد بهذه الطريقة ودون معرفة الفاعل، ولماذا قُتِل؟!
حاولت الشرطة معرفه القاتل، ولكن محاولاتها كانت تفشل في كل مرة يُقتَل شخص.. لا أحد يعلم من قتل الصحفي.
جيرانه جميعًا أخبروا الشرطة بهذه الجملة: "لم يشاهدوا أية جريمة".
*السؤال هنا: هل الخوف جعل الجميع يقول هذا أم فعلًا لم يشاهدوا شيئًا؟
بعد عدة أيام من قتل الصحفي حدثت مشكلة في الشارع الذي كان يسكن فيه الصحفي نفسه، لكن هذه المرة دون قتل، لقد حُجز على بيت الصحفي وسيارته، ولا أحد يعلم السبب الذي جعل الشرطة تحجز على أملاكه.
*هل السبب في هذه المشكلات كلها ذلك القصر المخيف الذي في آخر الشارع القريب من المقابر من جهة الشرق والغابة المخيفة التابعة للقصر من جهة الغرب؟
*إنه قصر الشيطان، لا أحد يعلم لماذا سُمِّيَ بقصر الشيطان، هل يسكن الشيطان فيه حقًّا أم ماذا؟
♡ عام 1985 كان أصحاب القصر من عائلة معروفة مشهورة، وكانت أغنى عائلة في المدينة، لكن كانت عائلة مؤلفة من أم وأب فقط، كانت زوجته لم تنجب له أولادًا، ولا أحد يعلم سبب تأخر الحمل رغم أنهم متزوجين منذ زمن، كانت زوجته دائمًا تشعر بالحزن عندما ترى أخواتها وإخوانها لديهم أطفال، وعندما ترى أخوات زوجها وإخوانه لديهم أطفال، ويريدون تزويجه بزوجه ثانية؛ لكي تنجب له الأطفال كانت تحزن لقولهم لها بأنها عقيمة ويجب عليها أن تزوِّج زوجها بزوجة ثانية، كانت تصر على زوجها بأن يتزوج بغيرها لأنه لا أمل منها في الإنجاب وكان يقول لها على الدوام: لا.
الزوجة حبيبة: محمد أريد التحدث معك في موضوع، ممكن؟
الزوج محمد: تفضلي يا حبيبتي تحدثي وأنا أستمع إليك.
حبيبة: اليوم رأيت فتاة أعجبتني في حدود العشرين من العمر، وهي عزباء، ما رأيك أن أخطبها لك .
محمد: لا أريد الزواج بغيرك يا حبيبتي، لا أريد زوجة ثانية لكي تنجب لي الأطفال، لا أريد من أحد غيرك، أريدك أنت أن تنجبي لي طفلًا أو طفلة تشبهك .
حبيبة: لكن يا حبيبي لا أمل مني في الإنجاب، نحن متزوجان منذ تسع سنين ولم أحمل تلك المدة كلها.
محمد: أنا على يقين بالله يا حبيبتي سوف تنجبين في الوقت الذي يريد الله أن تنجبي، لا تقلقي أنا على يقين، وإيمان بقدرة الله على جعلك حاملًا (يقبل رأسها)، اليوم عندي اجتماع في مكتبي أرجوك لا تحزني إن تأخرت في الاجتماع، ولا تسمعي واحدةً من أخواتي عن موضوع تزويجي بثانية، أنا لا أريد الزواج من بعدك يا حبيبتي.
خرج زوجي من غرفة النوم ينزلُ الدرج متوجهًا إلى مكتبه الكبير، وتوجد في الصالة عائلته حيث كان ينتظرني، راما اختُ زوجي، وسامر اخُ زوجي، و رند زوجة الأخ.
راما للخادمة: أين حبيبة ؟
الخادمة: في غرفتها تبدل ملابسها .
راما للخادمة: قولي لها إننا ننتظرها في صالة القصر، ونريد التحدث معها في أمر مهم.
الخادمة: حاضر، سوف أخبرها.
سامر: ماذا تريدون منها، لماذا تريدون أن تروا وجهها؟
راما: أريد أن أزعجها، وأجعلها تحترق بأنها لا تنجب، لماذا أخي يحبها ومتمسك بها؟ لا أعلم!
الخادمة تطرق على باب غرفتي، وتقول: أن عائله زوجي تنتظرني خارجًا للتحدث معي بأمر مهم
حبيبة: حسنًا قولي لهم أنني سآتي بعد قليل.
رند: إنها لا تريد رؤيتنا حتى ينتهى زوجها من اجتماع العمل؛ لأننا لا نستطيع إزعاجها أمامه، فهو يدافع عنها في كل كلمة ضدها عندما نقولها، لذلك يجب عليك إزعاجها في غرفتها، اذهبي إليها واسخري منها هناك.
راما: نعم، أنتِ على حق، سوف أذهب إلى غرفتها وأزعجها هناك.
تدخل أخت محمد إلى غرفتي دون أن تطرق الباب وتقول لي:
راما: لماذا إلى الآن لم تأتي إلى الصالة ونحن ننتظرك .
حبيبة: كنت أرتدي ملابسي وأجهز نفسي كي استقبلكم بمظهر حسن.
راما: اممم... ما رأيك في الفتاة التى رأيتها البارحة، هل تنفع زوجتا لأخي ؟! وهل تحدثتِ لأخي عنها ؟!
حبيبة:(بحزن )ااااا...نعم هي تعجبني وتنفع زوجة لأخيك ولكن..
راما: ولكن ماذا؟ تكلمي أيتها المرأة العقيمة (بغضب).
لقد سمع محمد أخته من خلف باب غرفتي ما تقولهُ التى جعلتني أبكي بسبب كلامها القاسي والجارح..
دخل محمد الغرفة، ودفع الباب بقوة وصرخ على أخته وقال:
محمد: اخرسي، لعنة الله عليك يا حمقاء، كم أنك حقيرة! لماذا تقولين عن زوجتي بأنها عقيمة؟ وتقولين لها كلامًا جارحًا؟
راما: أخي لماذا تصرخ علي أنا؟ أنا التي تريد مصلحتك وتزويجك حتى ترى اطفالك أمامك، ويكون لك وريث لقصرك وممتلكاتك، ألا تحب يا أخي أن يقول لك طفل صغير يا بابا..
محمد (بحزن وكسرة): نعم أريد، ولكن ليس من غير حبيبة، أنا أريد من حبيبة فقط، أنا أحبها، فهي سر سعادتي.
وبعد مرور سنة إضافية على زواجنا أنا ومحمد..... وكالعادة كان القصر هادئًا، والخدم ينظفون ويطبخون، وكانتُ ارتدي ملابسي حتى انزل وأشرف على أعمال القصر كعادتي، ولكن هذه المرة كانتُ أشعر ببعض الدوار ووجع في الرأس وتقلب المزاج مع بعض الغثيان.
حبيبة: يا الله ماذا حدث لي عند الصباح... أيتها الخادمة... أيتها الخادمة...
الخادمة: نعم سيدتي...
حبيبة: أشعر أنني لست بخير وبأنني متعبة، عليك أنتِ أن تشرفي على أعمال القصر، واحضري لي كوبًا من الماء، واتصلي بالطبيب .
الخادمة: حاضر سيدتي. ارتاحي أنت، هل تريدين أن اتصل وأخبر سيدي محمد..
حبيبة: لااااا... لا تتصلي، وإذا اتصل هو فلا تخبريه بتعبي حتى لا يقلق ويتوتر وهو في عمله ....اذهبي وافعلي ما طلبته..
جاء الطبيب بعد أن اتصلت به الخادمة، وشرحتُ له عن تعبي..
الطبيب: مرحبًا سيدتي... أرجوك تسطحي على السرير حتى أفحصكِ... بماذا تشعرين، وماذا أكلتي البارحة، وهل فطرتي؟
حبيبة: أهلًا وسهلًا أيها الطبيب، أشعر بالدوار ووجع في الرأس والغثيان، لقد تناولت السمك المشوي على الغداء، وكان الغداء الساعة السابعة مساء، ولا لم اتناول الفطور بعد، أشعر بالغثيان، لا أستطيع أن آكل...
الطبيب: حسنًا... سيدتي هذه أعراض حمل وأريد التأكد من هذا ..
حبيبة بفرح: هل أنا حامل... أرجوك تأكد من أنني حامل.
الطبيب: حسنًا ... سأفحصك... يبدو أنك حامل سيدتي.
مبروك سيدتي أنتِ حامل.
حبيبة: (بدهشة ودموع الفرح) حقًّا أيها الطبيب! أرجوك قل الحقيقة، هل أنا حامل فعلًا؟!
الطبيب: نعم سيدتي أنتِ حامل... ألف مبروك.
خرج الطبيب من القصر فرحًا على هذه المعجزة، وذهب فورًا إلى مكان عمل محمد حتى يخبره بحملي؛ لأن الطبيب صديق محمد منذ الطفولة.
لقد أخبره وفرح بخبر حملي بعد انتظار وحرمان، وسارع إلى القصر ليراني ويبارك لي بالحمل ...
بعد أن أتممتُ شهور الحمل التسعة واستعدتُ ليوم الولادة التى حدثت في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حين شعرتُ بألم في ظهري وبطني، وكانت الولادة مُيسرة.
محمد للطبيب: أخبرني، هل هي بخير؟ هل المولود بخير؟ أرجوك أرح قلبي .
الطبيب:(يبتسم) هي بخير، ولقد رزقك الله بمولود ذكر، وهو بصحة جيدة، ويمكنك الدخول والاطمئنان عليها وعلى الصغير.
محمد: حبيبة هل أنتِ بخير يا عزيزتي، بماذا تشعرين؟
حبيبة: الحمد لله، أنا بخير، أنا فرحة، لقد رزقني الله بصغيري هذا، ماذا تريد أن نسميه؟
محمد: نسميه عمر، ما رأيك يا حبيبتي؟
حبيبة: جميل جدًّا يا حبيبي.
والان أشعر بمعاناة ما بعد الولادة، اعاني من الاكتئاب وألم بسبب الولادة رغم أنها كانت مُيسرة، ومعانتي من أخوات زوجي الذين يزعجونني حتى بعد أن أنجبتُ عمر؛ الوريث الشرعي للقصر وأملاك أبيه.
كانوا دائمًا كثيري الشكوى من عدم إنجابي أخًا أو أختًا لعمر.
(تبًّا هم مزعجون حقًّا) قُالتُها في نفسي وأنا ارتب غرفة عمر استعدادًا لحفل ميلاده الأول الذي أتم به السنة.
كان عمر جميلًا جدًّا عند ولادته، كان أبيض اللون بعيون عسلية مثل لون عيوني تمامًا.
كانتُ وإلى الآن غايةً في الجمال رغم أنني من عائلة بسيطة في المنطقة، لقد أحبني محمد، وأصر على الزواج مني رغم رفض أهله لي؛ لأنني من خارج العائلة الملكية المنسوب إلى تاريخ الملوك ودمهم الملكي، لكن أخذتُ قلبه وعقله، وذلك لجمالي وذكائي وطبعي الهادي وثقافتي؛ فأنا خريجة كلية التربية، وعندي بعض علوم الصحافة وعلوم بعض الأعشاب الطبية.
وبعد مرور أربع سنين على ولادة عمر الصغير أنجبتُ فتاةً اسميتها سارة، لم يكن لي أطفال سوى عمر وسارة، هذا كان نصيبي من الأطفال في الدنيا، وكانتُ سعيدة بهم جدًّا وهم يكبرون أمام عُيوني .
أنت تقرأ
الشيطان The Devil
Randomتبدأ أحداث الرواية عندما دخل الفتى قبو القصر ليجد صندوق خشبي قديم وقام بفتح ذلك الصندوق ليجد كتاب كبير بعنوان القرين