بداية.

5.8K 397 116
                                    

أثناء ركضي في حديقة القصر حيث كانت الحفلة التي دعيت إليها، شعرت كأنني روح حرة، كشخصٍ يستطيع أن يقهر كل ما يريد ويحصل على كل ما يريد.
أضواء الحفلة أصبحت بعيد بينما أضاء القمر لي المنطقة، والنقاط الصغيرة التي تسطع هناك زينت السماء تجلب الشعور بالإنجاز وأن كل شيء يمكن تحقيقه بسهولة.

مرتدياً قميصاً بُني بسيط وجينز اسود وبإبتسامة على وجهي وذراعين مفتوحتين، شعرت بالرياح تضرب جسدي بينما تخطو قدماي على الأرض المرصوفة وأحياناً أستطيع سماع صوت احتكاك الحجارة الصغيرة بقدمي.

كنت اعرف ان كل خليه في جسمي ثملة لأنني شعرت بالحرارة تغمرني ولأن بصري غير واضح بعض الشيء. ولكن رغم الكحول في دمي كان ادراكي لحقيقتي لا يزال قائماً.
لأنني، كيم تايهيونغ ولدتُ في بلدة ريفية صغيرة معروفة أيضاً باسم دونكاستر يمكن القول أن حياتي كانت سيئة.

حياة لا يمكن إنكار سوءها.

وكما في كل قصص الحياة البائسة، حياتي ليست مختلفة. ففي نهاية المطاف كانت كل الوظائف التي شغلتها في حياتي تقدم راتباً قليلاً بسبب تدني مستواي التعليمي في الأساس، أي أنني أنهيت دراستي الثانوية ولم ألتحق بجامعة، لأن ذلك لم يكن أحد إهتماماتي.

وكأن ذلك لم يكن كافياً، فقد كان الرؤساء الذين تعيّن عليّ أن أتعامل معهم قساة للغاية، مما جعلني أعمل بلا انقطاع، دون وقت للراحة لتناول الغداء، ناهيك عن السماح لي بقضاء عطلات نهاية الأسبوع.

تذكرت عندما كنتُ في العاشرة أو الثانية عشرة من العمر تقريباً، عملت على توصيل الصحف إلى منازل مزينة بشكل جميل، مع حدائق مزهرة وسياراتٍ جميلة، والأسر ترتدي ملابس أنيقة جداً.
ومع وضعي هذا بقيت اتمنى عيش حياة مثلهم لكنني لم أكن قادراً على تحقيق هذه الامنية، ومع مرور الوقت صار هذا واقعي المفروض مدركاً أنني لن اتمكن من بلوغ جزءاً من حلمي الجميل.

ولأكون صادقاً لطالما كنت حالماً، أردتُ أن أجوب العالم وأرى كل ركنٍ فيه أستراليا، بلجيكا، الولايات المتحدة الأمريكية، وأن يكون لدي كتاب سفر حيث يمكنني الإحتفاظ بذكرياتي فيه.
أتمنى بكل حماقة أن أحصل على ما يكفي من المال للبقاء في فندق فخم والتمتع بمظهر غروب الشمس بينما أشرب كأساً من الشمبانيا على الشرفة المطلة على البحر.

ليس سيئاً أن يكون المرء جشعاً قليلاً، أليس كذلك؟

لأنه وإن كان كذلك فلن أهتم ولو للحظة، ما أردته دوماً منذ صغري هو أن أكون ثرياً بما يكفي لكي لا أقلق بشأن النفقات. فأنا لا أحلم بالحب كما يحلم به العديد من الناس ولا بمهنة الأحلام، فأنا في النهاية لا أفلح في أي شيء، وليس لدي موهبة في أي شيء أستطيع التقديم به.

𝐓𝐡𝐞 𝐖𝐢𝐬𝐡𝐦𝐚𝐤𝐞𝐫'𝐬 𝐅𝐨𝐥𝐥𝐲حيث تعيش القصص. اكتشف الآن