𝓟𝓪𝓻𝓽3//موآجهـة

889 169 22
                                    

إسبانيا..مدريد

.
بعد سنوات من العذاب النفسي والجسدي والحرمان من ابسط الاشياء ، قرر أن يخرج عن طوع والده ويمضي في طريقه الخاص. بعد وصول أوراق وتراخيص و عقود وعقارات والدته من جده المقيم في فرنسا . لم يكن هذا القرار سهلاً، كونه كان يعيش تحت قوانين صارمة و جبروت والده الذي يسيطر على كل تفاصيل حياته انت هذه الخطوة بمثابة تمرد على القيود التي طالما قيدت حريته...حتى ان والده، لم يكن يتوقع هذا الفعل ... دخل في حالة من الجنون. لم يستطع تقبل فكرة أن يفقد السيطرة على ابنه، ... بدأت مشاعر الخوف والغضب تتزايد داخله، دافعته إلى التفكير في أي وسيلة ممكنة لإعادته إلى المنزل حتى لو كان ذلك يعني إيذاء الأشخاص المقربين منه.

كان مستعداً لفعل أي شيء لاستعادة سلطته، ليبدأ في الخطيط لكل خطوة بعناية. كانت نيته واضحة: يجب أن يعود ابنه إلى حظيرته بأي ثمن، حتى ولو كلفه ذلك تدمير علاقاته مع الأشخاص .
.
.

جالسًا على مكتبه، يتصفح طلبات الناس ورجال الأعمال الذين كانوا يتهافتون على التعرف عليه والتعامل معه. الرسائل كانت متراكنة بايمايله الخاص، ومن كثرتها لم يكن يستطيع الرد على الجميع. شعر بالتعب بينما كان يحاول بجهد التركيز على كل رد يبعثه ... قرر أخيرًا أخذ استراحة، وهو على وشك إغلاق حاسوبه ، لاحظ شيئًا غير متوقع.... وسط بحر الرسائل، برزت رسالة واحدة جذبته بشكل خاص.... كانت رسالة من والده، وهي الأولى التي تصله منذ خروجه من المنزل قبل أربعة أشهر.

توقف للحظة، تجمعت في ذهنه كل الذكريات والمشاعر التي تركها وراءه. كانت رسالة والده تعني الكثير، ليس فقط لأنها أول تواصل بعد كل هذا الوقت، ولكن أيضًا لأنها حملت في طياتها احتمال مواجهة ما كان يهرب منه. شعر بالتوتر والفضول معًا، وتساءل عما يمكن أن تحتويه تلك الرسالة

مينابولي سيفاريو،

مقاطعك لي لا تعني لي شيئًا، . لن يرثني أحد وأنا حي. ذكاؤك لن ينقذك مني، ولن أسمح لك بالقفز تلك القفزة. السوق سوقي، وأنا من يحكمه، ولن تدير ظهرك لي دون عواقب.

أرسل له صورة لأخاه الصغير، وهو عاري الصدر، مليء بالكدمات، ومربوط في حالة مزرية.

"لا تكن بخيل وتعال لإحضان والدك، يا عزيزي الصغير."

تلك الصورة كانت كافية لتذكيره بأسوأ أيامه، أو بالأحرى، بالسنوات التي عاشها بدون سند أو حامي، حيث اعادة ذكرياته المدفونة ...إتشتعل فيه جمرة التي حاول إطفاؤها طيلة هذه السنوات بجملة واحدة

"ولدة صالح وسأبقى صالح".

ومع ذلك، ذلك المشهد كان كافي بجعله غير قادر على السيطرة على نفسه، لم يكن قادرًا حتى على التفكير . هذه الذكريات والألم الذي يحمله يظل يؤثر فيه بشكل عميق

متاهة//un laberinto حيث تعيش القصص. اكتشف الآن