بينما كانت الشمس تميل نحو الغروب، ارتطم صندوق أحمر بالصخور القريبة من الشاطئ. انطلقت الأمواج بخفة، وكأنها تهمس بما تحمل من أسرار. قفز ليونارد بسرعة، ولحقه بيتر، لجرّ الصندوق نحو الرمال الرطبة. الصندوق ثقيلًا، لكن مع بعض الجهد، استطاعا إيصاله إلى الشاطئ.
أخرج ليونارد سكينًا كان يحمله معه، وقطع الحبال الزرقاء بسهولة. نزع الغطاء ليجد بداخل الصندوق خيامًا ثنائية، وأرجوحة قام بأخذها لنفسه دون تردد، بالإضافة إلى مستلزمات ضرورية وأسلحة. بدا الأمر وكأن كل مجموعة تلقت نفس الإمدادات، وليس فقط مجموعة برادفا. بدأ الجميع بفتح الخيام وتركيبها بحماس على الجانب الآخر، اكتشفوا شلالاً صغيرًا، يبدو وكأنه قد وُضع هناك خصيصًا ليكون ملاذهم للاستحمام وتجديد نشاطهم.
استدار الجميع في وقت واحد، ليدركوا أن الطريق أمامهم طويل وغير معروف الوجهة. منظر الغابة الكثيفة امتد بلا نهاية، وكأنها تختبر شجاعتهم وصبرهم.
نظر لوكاس إلى الجميع بنظرة مختلطة من القلق والإحباط وقال بنبرة تهكمية: "ضعنا يا جماعة."
كارلا، التي كانت تقف على مقربة، انفجرت ضاحكة بصوت عالٍ، حتى أن ضحكتها تردد صداها بين الأشجار: "لقد قمت بتعليم الأشجار بطلاء أظافري! وكل 15 خطوة كنت أترك علامة صغيرة على الأرض او اعلق ربطات شعري بالغصون. اتبعوني!"
بدت واثقة، كأن ذاكرتها قصيرة المدى كانت دليلهم الوحيد. بدأت بالسير بخفة وكأنها تميز كل شجرة وكل علامة تركتها. عادت بهم إلى المخيم حيث كانت الخيام تنتظرهم بهدوء.
كان الجو مشبعًا برائحة البحر المختلطة برائحة الغابة الرطبة. أصوات العصافير تملأ الأفق، والشمس التي توشك على الاختباء خلف الأفق تلون السماء بظلال ذهبية وبرتقالية.
ردود فعل المجموعة كانت متفاوتة. لوكاس، رغم تهكمه السابق، نظر إلى كارلا بتقدير
"أنتِ أذكى مما توقعت، كارلا. لا أصدق أنك استخدمتِ طلاء الأظافر لتعليم الطريق!"بيتر، الذي كان منهمكًا في تركيب خيمته، رفع حاجبيه وقال بنبرة خفيفة: "الآن نفهم سبب حرصك على جمال أظافرك طوال الرحلات."
كارلا رفعت رأسها، بنظرة ممتنة مشوبة بالسخرية "الجمال والقوة لا يتناقضان يا بيتر. لكن لا تنسوا أنني أفضل منكم في تذكر الأماكن."
ابتسم ليونارد بهدوء بينما كان يتمع لكل الاحاديث، لكن وجهه كان يحمل مزيجًا من القلق والترقب. بدأ الجميع بتركيب الخيم، وكانت تعابيرهم تشير إلى تعبهم
لوكاس، الذي كان يحاول نصب خيمته بإصرار ولكنه فشل عدة مرات: "أعتقد أن هذه الخيمة صنعت خصيصًا لتكون عدوتي
بيتر، الذي كان قد انتهى بالفعل من نصب خيمته،: "لا تقلق، لوكاس، ربما هناك مسابقة خفية لتركيب الخيم، وأنت الآن في المركز الأخير."
أنت تقرأ
متاهة//un laberinto
Science Fictionلأعوامٍ طويلة، رفعت العائلة صلواتها في خشوعٍ وورع، تقدم التضرعات بقلوبٍ مفعمة بالأمل، راجيةً أن تنال بركة القديس لتشمل أبناءها لكن، بدلًا من أن تهبط عليهم نعمة السماء، نزلت لعنة سوداء كليلٍ لا ينقشع، ولدت معهم روحًا شريرة كظلٍ مظلم يتبعهم أينما حلوا...