𝓟𝓪𝓻𝓽6//بركــــة البجع

449 119 75
                                    

"تمتلك قصرًا خاصًا بقلبه، لكنها تسير فيه وكأنها شخص غريب"
. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..

جميع الرجال ينتظرون بفرح تلك الملابس الرسمية التي أظهرت جمال كل واحد منهم على حدا فور وصول ملكة اليوم وأميراتها و ملاحظة أحدهم دخولهم من البوابة بدأ بيتر يتصبب عرقًا. إحساس التوتر لم يكن يسيطر عليه وحده، بل أرعب جميع أصدقائه. رغم معرفتهم ويقينهم أن إيما لن ترفضه، إلا أن خوفهم لم يكن من هذا الجانب. كانوا متوترين لأنه أول رجل في المجموعة الذي أعطى دفعة للبقية للانتفاض والبحث عن فتاة يكمل معها حياته.

كانت الأنظار مثبتة على بيتر، ومن الواضح أن معدل ضربات قلبه يتسارع بشكل جنوني، وهذا ما كانوا ليعرفونه لولا تلك الساعة التي يرتديها دائمًا، والتي يعتبرها أكثر شيء مهم في رياضته الخطرة. بيتر هو هاوي تسلق الجبال، بينما إيما لاعبة باليه. التناقض بينهما لا يمكن تصوره، كأنك تقارن الزمرد بالصخر، وهذا ما جعل علاقتهما مختلفة وغريبة.

بيتر، الذي اعتاد على مواجهة المخاطر وتسلق القمم الشاهقة، كان يجد نفسه الآن أمام تحدي من نوع آخر. كانت الأنوار الساطعة وأصوات الموسيقى تعكس نبضات قلبه المتسارعة. إيما، برقتها وخفتها، كانت كالفراشة بين الحاضرين

الأصدقاء الذين تجمعوا حولهما لم يتمكنوا من إخفاء توترهم، فقد كانوا يعلمون أن هذه اللحظة ستحمل تغييرًا كبيرًا في حياتهم جميعًا. بيتر، بجرأته وروحه المغامرة، كان الملهم لهم. والآن، وهم يشاهدونه يخطو هذه الخطوة الجريئة نحو حياة جديدة مع إيما

كانت اللحظات تمر ببطء، كأن الزمن توقف ليشهد هذه اللحظة الفريدة. دائمًا ما كان يبحث عن فتاة لطيفة لا تشبهه ولا تحب نفس الأشياء التي يهواها، رغم أنه قابل فتيات من جمالهن الجبال نفسها تتزعزع، لكنه رفضهن جميعًا. لم يكذبوا عندما قالوا إن الرجل يحب اللين، ويعشق المرأة التي تعتني بنفسها وشكلها، فهي في النهاية تظل ترمز للرقة والأناقة. ولكن ماذا لو نظرنا لجانبه القديم والتفكير الذي كان يفكر به؟ بالفعل لم يغير مبادئه، لكنه أحب فتاة تحمل جمال القطط وشراسة اللبؤات. كارلا، التي كانت تشابه تفكيره الذي كان يتقبله، وكانت معجبة به.

بيتر كان شابًا يعشق المغامرات والخطر، وكانت حياته مليئة بالتحديات. لم يكن يبحث عن الاستقرار، بل كان يسعى دائمًا وراء الأدرينالين والمخاطر. لكنه في الوقت نفسه كان يبحث عن شخص يعوضه عن ذلك الجانب الخشن من حياته، فتاة تستطيع أن تجلب له السلام الداخلي، وتكون له الملاذ الذي يعود إليه بعد مغامراته.

ايما كانت تلك الفتاة التي لم يتوقع أن يقابلها يومًا. كانت تحمل في عينيها بريقًا يشبه بريق البجع، جمالها الهادئ متختلف عن جميع الفتيات اللواتي قابلهن القدرة على مواجهة الصعاب بشجاعة.

متاهة//un laberinto حيث تعيش القصص. اكتشف الآن