ڤاسيليا باڤلوس

خطوة جَريئَة

𝒞𝒽𝒶𝓅𝓉ℯ𝓇 𝒪𝓃ℯ

الحَياة مَزيج مِن التَجارِب،لِذا لا أَظن أَن فهمها يَتعلَق بالعُمر،يُمكن لطِفل صَغير السن أَن يَمرّ بِتجَارب تَجعلهُ نَاضِجًا بِما يّكفي لفِهم الحَياة،وَأَدركتُ أَيضًا أَن البشر لا يَجلبون سوا التَعاسَة لِبعضِهم ،أَردتُ فِهم العَالم أَكثَر مِن خِلال القِراءَة قرأَتُ العَديد وَالعديد مِن الكُتب ،لَكِن مَايزالُ الغموض يجتاحُ هذا العَالَم ،وَأعتقدتُ بأَنهُ يُمكنني فهمه أَكثَر عِندما أَخرُج خَارِج مُحيطي إِلى العَالَم....

عِندها قَررتُ الهروب مِن المَنزل كنتُ أَعلَم أن أبي لن يَسمح لي ،كَان سكيرًا طَائِشًا قَررتُ الهروب عِند مَطَلعِ الفَجِر ،دون أَن يَشعُر بي أَحد لَم أُخبر أُمي لأَن الحُزن كَان سَيكون وَاضِحًا عَلى وَجهِها،لَكنني سَهرتُ مُطولًا ،وَأَنا أَكتُب لَها رِسالتي ،كُنتُ حَزينةً لأَنني سأُفارِقها لكن لستُ مُستعِدَة للبقَاء داخِل ذلِكَ السجِن ،لَستُ رَاضية وَلنْ أَرضى بحياة دَاخِل أَربع جُدران ،حَياة أَتعبتْ أُمي ،كُنا أَنا وَأَخوتي مَن نَعمل طيلَة النَهَار لِكسب مَعاش يَجعلُنا صَامدين ،لَكنني قَد غَادرتُ الآن وَسأَتمكَن مِن الكِتابَة بِشكلٍ أَفضَل وَسأُصبِح أَفضَل كَاتِبة عَلى الأطلاق أُمي أَنتظريني!

الرسالة

في الصَباح وَجدت مَارلين الرِسالة ،صُدِمَت وَراحَت تَبحثُ عَن ڤاسيليا في كُل مَكان وَأَدرَكَت عِندها أَن تِلكَ الرِسَالَة لَم تَكُن مُزحَة ،لَم يَكن شيئًا مِنها مُزحَة !
جَلسَتْ مُنهَارَة قَلِقَة عَلى أَبنتِها

أَرادَت ڤاسيليا الهروب لَيس فَقَط لأستكشَاف العَالَم ،أَرادَت إِنقاذ نَفسَها مِن الهَلاك وَهي أَكثَر مَن كَان يَعلَم أَن بقاؤها هو أَكبر هَلاك لها ،أَرادَت الهَرب بعيدًا عَن عَالمِها واللجوء لِعَالَم مُختلِف أَنه لِمَن المؤلِم أَن تَستيقظ في كُل يَوم وَالأَلَم ذاته في صَدرك ،مؤلِم جدًا كَان الحُزن وَاضِحًا في عَينيها لَم تَجد مَهربًا غَير الكِتابَة ،جَميع شَخصيات قُصتها كَانَت هي ،كَاتِبة مُتناقِضَة بِشكلٍ رَهيب!
العَالَم كَبير جِدًا ،كانت نَظرَة ڤاسيليا تِجاه العَالَم مُختلِفَة،لَم تُعطي أي أَهمية لأهتمامات غَيرها بينما كان الجَميع مَشغولًا بأَخبارِ المَشاهير وَدائِرة عِلاقاتِهم كانت ڤاسيليا مُنشغِلَة بكتابة رواية عَن فَتاة وَاجهت جَميع مَخاوفها وَاحدةً تلو الأُخرى لِدرَجة لَم يَعُد هُناك شَيئًا لِتهابُه وكانت تِلكَ الفَتاة هي ڤاسيليا ......نَعم!
جَسدَتْ نَفسها بطريقٍة ما في تِلكَ الروايَة المليئة بالأَسرار وَالكثير مِن الغموض وَالتعقيد