" زواج مستعجل و مغامرة ثنائيّة "

16 8 3
                                    

صدم ( طارق ) و ( مَيلاء ) عندما شعرا بالأرض تهتزّ تحتهما بشدّة و كاد أحد المبنيين اللّذان كانا يقفان بينهما أن يقع جانباً عليهما فصاح ( طارق ) ب( مَيلاء ) .

- انتبهي !

ثمّ دفعها و خرج ورائها قبل أن ينهار المبني بأكمله و يصاب المبنى المواجه له ولكنّها كادت أن تقع على وجهها عندما دفعها فصاحت به بغضب :
- أهذه طريقتك في إنقاذ الناس !
- هل كنتي تتوقّعين منّي أن أرافقكِ برفقٍ بينما ينهار المبنى أو أنظر إلى عينيكِ اللوزيّتين و أقول لكِ لقد قدّر لأرواحنا المحبّة أن تترافق في طريق الرّحيل عزيزتي !
- كنت ادفعني برفقٍ على الأقل !

و بينما كان النّاس يخرجون من منازلهم و يحاولون الاختباء و الهروب ... وقفا هما يتشاجران !

توقّفت الهزّة فسارعا بالذهاب للمنزل ، وجدا ( رجاء ) و ( حكيم ) ينظران لأحد الجدران بنظراتٍ قلقة .

- لقد وصلت التّشقّقات للجدران ، منزلنا مهدّدٌ الآن بالوقوع في أيّ لحظة ! - قالت ( رجاء ) موجّهةً حديثها ل( طارق ) و ( مَيلاء ) - .

نقلا بصرهما إلى الجدار الذي كان ( رجاء ) و ( حكيم ) ينظران إليه فوجدا جزءاً منه متشقّقاً .

قال ( طارق ) مستغرباً و هو يفكّر بتمعّن :
- لم يحدث الزلزالان إلّا معنا ! مع أنّه من المستحيل أن لا يكون هناك من ارتكب ذنباً و أخفى سرّاً من الجزيرة كلّها في فترة تواجدي هنا ! و كأنّ أسرارنا ... أثقل من غيرها ، و كأن الصالحين أعمالهم لديها تأثيرٌ أكبر !

نظر ( حكيم ) إلى ( طارق ) بحاجبين معقودين محاولاً فهم مقصده ولكنّ ( رجاء ) أدركته فاستدارت ل( مَيلاء ) بعينين مفتوحتين من الصدمة :
- أيّتها ال...

لكنّ ( طارق ) قاطعها و هو ينقل نظره بين وجوههم بقلق :
- سأذهب غداً فالأمر أصبح لا يُحتمل

التفتت ( مَيلاء ) إليه بقلق :
- الأمر خطيرٌ عليك .
- و ماذا يفترض بي أن أفعل !

قاطعتهما ( رجاء ) موجّهةً حديثها ل( طارق ) :
- ( مَيلاء ) كانت تريد الذهاب معك فهي كانت الأكثر اطّلاعاً لمشاريع والديّ و استكشافاتهما و هي تحتفظ بكلّ مخطّطاتهما و لديها أجزاء خريطةٍ كانت في حقيبة أمّي عندما وُجدت مع أبي على أطراف الغابة .
- مهلاً كيف عرفتي ؟ بربّكِ هل تتجسّسين على أغراضي ! - سألتها ( مَيلاء ) غاضبة -

نظر ( طارق ) إليها بنظرةٍ حزينة :
- لن أعرّض أحداً للخطر مهما كان ! ولكن .. ألهذا ذهبتِ عندي في اللّيلة الماضية ؟

نطق ( رجاء ) و ( حكيم ) في نفس اللحظة :
- أيّ ليلة !

ضربت ( ميلاء ) رأسها بباطن يدها :
- لماذا أنت أخرقٌ للغاية !

كان يريد أن يخبرهم عن لقاءه الثّاني ب( صادق ) ولكنّه غيّر رأيه .

التفت ( طارق ) ل( ميلاء ) بابتسامة صغيرة ثمّ قال لها :
- حسناً تستطيعين الذّهاب معي...

ما يظهر على الجبينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن