الفَصلُ الثّاني | وجدَ البحثُ الباحِث.

84 11 7
                                    

| كلُّ شيءٍ على عجلٍ ..
المكانُ ،
والحظوظُ ،
والأبديةُ ،
كلُّها على عجلٍ ،
وأنتَ كشِّافُ الله أيها الموت ،
عَجُوْلاً تُشرفُ على المُنتهَبِ ، وتشاكسُ المَقْدُوْر. |

- سليم بركات

𓏸𓏸𓏸

لَيلٌ وعُتمةً حلّت في الأرَجاء ، الطُّرق مُظلِمة لا أحد على قوارِع الطّريق سِوى أعمدةَ الإنارة ، هُبوب رِياحًا تَحمِل كُتلًا بارِدة تَضربُ الشّوارِع ، فَراغٌ ، صوتَ تحرّك أغصانِ الأشجارِ المُحاطَة بالجَوانِب هوّ السائِد.

عِند سيَر إتجاهِ الرّياح ، تحديدًا مِنطقةٌ خاصّة ، ذاتَ منازِلٌ لأثرياءِ البَلدة ، والمشهورينَ مِنهم ، رِجالُ ونِساءَ الأعمال ، مَنطقةٌ في كُلٍّ مِن ركِن بِها يتواجِدُ حارِس لَم توقِفه بُرودَة الجّو.

كانَت مُضاءة بِشكلٍ آسر ، الأناراتُ الصّغيرة والكبيرةُ مِنها موزّعة بالتِساوَيّ ، كلابُ الحِراسةِ المُستلقيةُ بِتربّص ، الطّريقُ الحَجريّ المَمدود يعزِل منازِل الجهةِ اليُمنى عَن الجهةِ اليُسرى.

بينَ جميعِ ما كانَت تحويّهِ هذهِ الرّقعة ، كانَ بينهُم منزِل بأرتفاعٍ شاهِق ، كبيرٌ وذو مَساحةٍ واسِعة ، يُحيطُ بِه سورًا مِن القُضبانِ الحَديديّة ، على جوانِبه الإثنين حدائِق مُزهِرة ، ومقاعِد بِطاوِلاتٍ دائريّة زُجاجيّة.

الخَضار السّائِد ، والنافورَاتِ المُترَاشّة على هيئةِ تماثيلٍ للِملائِكة ، دربٌ ضيّق طويلٌ مُمتد مِن البوابَة الخارِجية الأولى الكبيرَة ، إلى بابيّ الخشَب للمنزِل مِن الداخِل.

-« يتَفوّهُ بالأكاذيبِ كَالعادَة ، لا أعلمُ كيفَ تقَع في فخّه مرارًا إيُّها الأَب.»
عِند دخوِلنا نحوَ الصّالةِ الأولى الكَبيَرة  ، ثُمّ نحوَ غُرفةِ الطّعام على الأيسَر ، على طاوِلة واسِعة تضُم أفرادِ آل ستالون على المائدَة ، هُناك صدَح صوتُ آوريوس بَعدَ صُمتٍ دامَ لِثوانٍ طويلَة.

يترَأس المائِدة الجّد كريستوفر ستالون ، بِهيئتهِ المُهيبةِ الأرستقراطيّة ، ملامحهُ الّتي أبانَ عليها تقدّمُ السّن ، شعرٌ كثيفٌ رماديّ خالطَهُ البَياض ، عيّنانِ مرفوعَتانِ بِحدّة دائِمًا ، على فكّه المُشذّب لحيةٌ خفيفةٍ ، هندَامٌ أسودٌ فَخِم يدِل على شخصيّةٍ قويّة ومعروفَة مِثله.

-« هدّأي مِن روعِكِ عزَيزتيّ ،
لَستُ أنا مِن دوّن تِلك الرّسائِل ، ثُم أبانا أكثَرُ حِكمةً لَيُخمِّن أيُّنا ينطِقُ الحَقيقَة.»
على الجانِبِ الأيمَن مِن المائِدة نطَق شون مُستَفزَّا الأخرَى الّتي دسّت الشّوكَة داخِل الصّحن بِقّوَة وأعصابٍ مَشدودَة بِسببِ تلاعُبِه بالكَلِمات.

القطعة الذهبية || Aureus حيث تعيش القصص. اكتشف الآن