الفصل الاول

378 22 8
                                    


في تلك الحديقة الخضراء ذات العشب الناعم الذي غطته بعض الثلوج بلونها ناصع البياض..تجلس فتاة في تلك البقعة الهادئة تحيط بيديها الناعميتين رأس الزهرة التي فاتها وقت شبابها وريعانها ،تغمضت عينيها بهدوء لينتج شعاع خفيف حولها،تفتح عيناها لتبتسم باشراق...

تفتحت تلك الزهرة وكأنها دست الحياة فيها،زهرة بلون قلب إيلينور،ييضاء اللون بداخلها بقعة دائرية من حبوب الطلع الصفراء...

ابتسمت إيلينور وهي تتأمل زهرتها المتفتحة،بيضاء كبياض الثلج... ولكن ثوان ليتحول ذلك البياض لألياف من الخيوط الحمراء...

_لوكاس_

"لوكاس فلتنادي إيلينور من فضلك قد حان وقت الغداء" اردفت تلك المرأة الاربعينية بنبرة منادية.

"حسنا أمي"قلت بهدوء.

توجهت نحو الباب الخلفي للحديقة فهو مكانها عندما تختفي.."الشقية انها هناك" قلت بهمس بعد لمحها لي وهي في تلك الوضعية المعتادة،جلسة القرفصاء على العشب الذي تتخلله بعض الثلوج كون الربيع قد حان ،وشعرها الاسود الطويل مع خصلاته البيضاء ينسدل نحو الاسفل وقد كاد يلامس الارض لطوله،بقيت اتأملها للحظات حتى رأيت شعلة صغيرة تكاد تُرى،شعلة يمكن وصفها بشعور الامل عند انطلاقها...

بقيت اتأملها للحظات قليلة لتبدأ إيلينور بزكامها الحاد تلته خروج بعض قطرات الدماء الحمراء من فمها لتسقط على اوراق زهرتها البيضاء وتلطخها لتسلب منها جمالها ورونقها...

ركضت بخفة نحو إيلينور وجلست امامها بوضعية القرفصاء كانت منزلة لرأسها بكل هدوء بينما يلفح الهواء البارد بشرتها البيضاء ووجنتاها المحمرتان،وبعض العبرات العالقة في حدقتيها العسلية...

اخرجت من جيبي منديل صغير ازرق اللون لتباشر يدي بمهمتها المعتادة منذ الصغر،مسحت ثغرها من بقايا الدماء المتناثرة عليه بهدوء وهي تحدق فيٓ بنظرة دافئة كما اعتادت ان تفعل ككل مرة،وكأنها تنظر لٱخر مرة...

"الم يخبركِ والدي ان لاتستعملي قواكي"قلت وانا لازلت امسح ثغرها الدامي.

"لاعيب في إحياة زهرة لم تلقى حظها في هذه الحياة،أليس كذلك؟" اردفت وهي تبتسم بملامح خالية.

وضعت المنديل ارضا وقرصتها من وجتنها"بل الأسوء عندما تضحي بصحتك لاجل زهرة وأية زهرة،زهرة عباد الشمس!"

"انها زهرتي المفضلة كانت أمي تحبها" قالتها وهي تبعد يدي عن وجنتها.

"أمي تنتظرنا على مائدة الغداء لاتتأخري"قلتها وانا اتجه للداخل.

حقيقتي ||||  My truth حيث تعيش القصص. اكتشف الآن