الفصل الخامس

73 17 0
                                    

-الينور-

فتحت عيناي بثقل لأجد نفسي في غرفة واسعة باللون الازرق والابيض و تحمل في جدارها الرئيسي تلفازا هائل الحجم اسود اللون معلقا بلا فائدة في منتصفه، وانا مستلقية على سرير ابيض توسط الغرفة بالخلف وبه لحاف ابيض استشعرت منه بعض البرودة ...حسنا اظن انني بالمستشفى.

اكره هذه الاماكن بشده ولا احتمل البقاء بها.

وانا شاردة بالغرفة تذكرت ماذا حدث:

حسنا كنت مع لوكاس تناقشنا وقد فر هاربا كالفأر ثم أتت سيارة مسرعة نحوه ..ثم...حسنا لهذا انا هنا، استخدمت قوتي فوق المعتاد لكن اين لوكاس؟ .

نهضت من على السرير لألاحظ اللطخات الحمراء على فستاني الابيض.

رائع افسدت فستاني المفضل! يال حظي العثر.

اتاني صوت انثوي من الخلف يقول "اذا استيقظت الاميرة النائمة"
التففت من ورائي لأرى المتحدثة وقد كانت فتاة طويلة ورشيقة، ترتدي مئزرا ابيض فوق ملابسها ويحيط عنقها السماعات المختصة بسماع دقات القلب وشعرها الاشقر الطويل مسدول بحرية.

حسنا لقد كانت طبيبة،واظن انني ايضا لااحب التواجد بنفس المكان مع الاطباء..وخاصة النوع الوقح.

"هل اعرفك ؟" نطقت ببرود مناظرة إياها من الاعلى الى الاسفل واعدت النظر الى عينيها بنظرة باردة.

ابتسمت تلك الشقراء لتظهر من خلال تلك الابتسامة اسنانها البيضاء وتقول وهي تتقدم بخطوات بطيئة نحوي "اتساءل حقا كيف للآلفا ان يحضرك بنفسه للمستشفى.."توقفت لبرهة تشم بانفها وكأنها تستكشف نوع عطري الذي اضعه"حتى انه لاتصدر منك رائحة غير ...رائحته".

مالذي تتفوه به هذه المجنونة؟..من آلفا هذا ورائحة ماذا؟ هل تسخر من عطري بكل وقاحة امامي؟

"لااعلم الهراء الذي تتفوهين به حقا لذلك لم افرح لمقابلة طبيبة مثلك وداعا.."قلت وانا اسير نحو الباب متجاهلة اياها بالكامل.

وياللغرابة سمحت لي بالذهاب ،توقعت ان تحبسني بالغرفة وتقول الهراء الذي يقول معظم الاطباء وقد ساعدني هذا حقا.

كان الممر الذي اسير فيه فارغا يخلو من المارة تماما...وكأنه مسكون،سرت قشعريرة بجسمي لمجرد التفكير بذلك،انا حقا اتوعد لذلك اللوكاس الجحيم لاستهتاره وتركي بمفردي هنا.

وانا اسير وصلت لجدار يدل على نهاية الرواق يتوسطه باب شبه شفاف وكأنه مضبب ،كان كبير الحجم يتسع لخروج ثلاثة اشخاص منه،قد يكون المخرج.

تقدمت نحو الباب لامسك مقبض الباب وياللعجب كان بابا ثقيل الحجم يصعب دفعه.

يال خيبة الامل لم يكن المخرج،اخترق اذني صوت انغلاق الباب بقوة...نظرت حولي بهدوء لقد كانت غرفة واسعة وصبغت جدرانها باللون الابيض ايضا وكانت تملؤ جدرانها بخزانات كبيرة وكثيرة بحيث كل ماتراه هو الخزانات في الجدران،وفي الوسط سريرين وبهما لحاف ابيض وعلى مايبدو انه يخفي شيئا تحت اللحاف،ولسبب ما اجهله كانت حرارة الغرفة منخفضة،البرودة تسري بالمكان وكأنك بأعلى الجبال التي تغزوها الثلوج.

تقدمت نحو السريرين بهدوء والفضول يتآكل بداخلي حقا...وصلت لوجهتي لتمتد يدي نحو اللحاف ،شعرت بالخوف والغموض بداخلي وكأن هناك شيء مريب بالأمر.

سحبت الغطاء بسرعة...ابتعدت واضعة يدي على فمي وعيناي اتسعا لشدة الصدمة التي تلقيتها.

احتوى السرير على جثة هامدة،كان جسد مزرق اللون لرجل وقد كان عاري الصدر ماسمح لي برؤية الكدمات الزرقاء التي تزين صدره وجلده مجعد بشدة ووجهه مهما وصفته لن استطيع ايصال الصورة المرعبة التي اراها الآن...

تراجعت للخلف بخوف واضح على وجهي لاصطدم بشيء خلفي...ويال الرعب لقد كان السرير الثاني.

بقيت متصنمة ارمق الجثة التي رأيتها قبل قليل و السرير الثاني المغطى بلحافه الابيض واضعة يدي على فمي وقد شعرت بعبرات دافئة على وجنتي..تلتها شهقة عالية مني..شعرت بالعجز الشديد والخوف وكأنه أعاد لي احساس سابق شعرت به من قبل لكن لااذكر اين..

أحسست بيد تسحبني من ذراعي لاصطدم بصدر صلب وتحضنني بعدها وبيدٍ تمسح على شعري بلطف،لقد كان حضنا دافئا جدا..او ان برودة هذا المكان توهمني بذلك.

"لابأس لابأس سيمضي،انه لاشيء انا معكِ الآن".

اردف الجسد الذي غطاني ومنعني من الرؤية بنبرة هامسة ورجولية اخترقت اذني كسمفونية عذبة اثارت داخلي لاستسلم بخروج شهقاتي التي اصدرت صدى بالغرفة الباردة تلك.

بعد مدة من الزمن الذي لم القي له اي لعنة قاطع ذلك الحضن الجسد امامي لتظهر ملامحه المرسومة بدقة.

كان رجلا شابا بعينين بلون زرقة السماء وانف صُنع بدقة وحِدة بارزة وجميلة..شفتين صغيرتين ولطيفتين وفك حاد ابرز ملامحه بشدة،وشعر اسود بلون الفحم تمردت بعض من خصلاته نحو جبينه..

كان شديد الوسامة بحق، سحبني من يدي نحو الباب لنخرج من غرفة الرعب التي كنا بها الآن وسرنا بذلك الممر ليتفرع لممرات اخرى تشبهه لكن الاختلاف الوحيد هو انه كان يعم بالناس والممرضات من اشكال تلك الشقراء التي صادفتها سابقا...جالبة الحظ السيء.

كانت للنظرات تخترقنا وتتبعنا من خطوة لاخرى،هل لان شكلي مبعثر ومثير للاشمئزاز ام..ان يده تمسك بيدي بهذا الشكل.

سحبني لغرفة فارغة وقد كانت غرفتي قبل قليل على مااظن، لاسحب يدي عن يده ويناظرني بنظرة باردة وكأنه لم يكن هو من حضنني بتلك الطريقة الدافئة واردف تلك الكلمات المواسية من ثغره..بدا شخصا اخر تماما.

بادلته النظرات وانا امسح عيناي الدامعة ليقول بنبرة باردة "هل تدركين عواقب الدخول لتلك الغرفة ؟".

------------------------------------------------------------------

اتمنى ان يعجبكم الفصل رغم انه قصير وتسعدني تعليقاتكم وتحفيزاتكم شكرا جزيلا ياافضل المتابعين.

حقيقتي ||||  My truth حيث تعيش القصص. اكتشف الآن