الفصل السابع

77 17 0
                                    

                                   -كيفن-

"مالذي يحدث هنا" اردفت بعدم تصديق للذي اراه الآن..كل مافي الامر ان إندرو استدعاني لأمر مهم وانه يجدر بي التواجد في الحديقة الخلفية للمشفى..لآتي وأُصدم برؤية والدي يقف على رجليه لأول مرة منذ 12 سنة..

بقيت متصنما في مكاني لأرى ابي يتقدم نحوي بخطوات بطيئة وكأنه طفل يخطو اول خطواته..

وقف امامي ليعانقني عناقا قويا بذراعيه النحيلين..عناق احتجته منذ زمن..ذلك العناق الذي انتظرته منذ سنوات في أشد أيامي تعاسة.

لم تتحرك اطرافي وكأنها شلت عن الحركة..الى ان سمعت صوته..صوته الذي كان يشعرني بالامان في طفولتي وبالخوف عند مشاكستي وبالحنان في تعاستي.

صوت قال"أ لن تعانق والدك ايها العاق؟".

بعد سماعي لكلماته التي اثارت مشاعري انقضضت عليه وانا اشدد عليه خائفا عليه من الهرب بينما التي هربت هي عبراتي التي لم تجد طريقها نحو وجنتاي منذ زمن بل منذ دهر طويل.

ابتعد والدي عني وهو يسعل لأسرع بإجلاسه على كرسيه المتحرك السابق..الكرسي الذي لو لم يكن جمادا لعبّر بألم عن معاناتنا نحن الاثنين عن عجزنا وألمنا طوال السنوات الماضية.

ابتسم أبي لي ابتسامة حملت كل تعابيرها مشكلة تجاعيد في نهاية عيناه التي امتدت لتغلق بعفوية من ابتسامته التي شقت نحوهما.

"كيف..كيف حدث هذا أبي؟" قلت وانا غير مصدق او خائف من ان استيقظ لأجده حلما عابرا كغيره من ماسبق.

"ليس الآن كيفن..ليس الآن احتاج الى الراحة"نطق بنبرة مهتزة إثر سعاله...لانظر حولي وأجد اندرو و آيدن يضعان ملامح مصدومة..

هل الصدمة هذه لرؤية والدي يسير خطواته هذه بعد شلل دام 12 سنة...ام رؤية دموعي لاول مرة منذ طفولتنا..ام كلاهما.

أعدت ملامحي السابقة لآمر آيدن بأخذ أبي الى القصر ويستدعي طبيبه الخاص.

استجاب آيدن لطلبي ليذهب آخذا أبي معه وهو يجر كرسيه المنحوس الذي سرق مني طفولتي وسعادتي..

ذهبت للكرسي الخشبي المزدوج الموضوع في حديقة المشفى هذه..لأجلس عليه واضعا رأسي بين يداي المرتكزتان على ركبتي اكاد استوعب الذي حدث لاشعر بانخفاض طفيف بالكرسي بجانبي الايسر..وقد كان إندرو..

جلس بجانبي ووضع احدى ذراعيه عل ظهري ليقول"انها معجزة كيفن".

"أتظن ذلك حقا؟" قلت بنفس ضيق وانا على نفس وضعيتي السابقة.

"اعلم ان الامر صعب التصديق..لكن لو نظرنا من الجانب الإيجابي فهي معجزة بحق..او سحر طيب أصابه".اجابني اندرو لينهي كلامه بتوتر واضح بنبرته .

"لايوجد سحر طيب اندرو..عجز السحرة عن علاجه"اجبته بنبرة حادة..

رفعت رأسي من مكانه ليقع نظري على اشعة الشمس تضرب في قطعة معدنية في الارض لتشكل انعكاسا بارزا كانعكاس الشمس في المرآة..

حقيقتي ||||  My truth حيث تعيش القصص. اكتشف الآن