الفصل الثالث

101 17 0
                                    

-إيلينور-

في ظلمة حالكة كضوء الليل،السواد يحيط بي من كل مكان، لاارى شيئا حقا،مهلا هناك شعلة بعيدة تضيء كنجمة في السماء داكنة اللون،وتحيط بها اشعة تلمع وكأنها بريق مستخلص من الالماس، نهضت محاولة الذهاب الى تلك الشعلة لعلها تدلني او تعلمني اين انا، بحق السماء اين انا؟.

وانا اسير لاحظت ملابسي،ماهذا؟فستان بسيط يصل الى ركبتي باللون الابيض وكأنه صنع من الثلج بينما شعري الاسود الداكن الذي تتخلله خصلات باللون الابيض اصبح بلون موحد وهو الابيض ولكن بدرجة افتح من سابقه وكنت حافية القدمين ،شعرت بانني مصباح بهذا الشكل..

عند اقترابي من الشعلة المضيئة رأيت امراة تجلس على العشب بجانب النهر،ماهذا المنظر الجميل وكأنني خرجت من جحيم مظلم الى جنة خضراء..

تسمع بجانبها خرير النهر العذب الذي تبدو مياهُه صافية بشدة نظرا لانعكاس زرقة السماء في طبقاته، وعشب اخضر فاتح اللون شعرت بنعومته بين قدميها الحافيتين..

توسط ذلك المشهد الخلاب المرأة الجالسة بهدوء تنظر الى النهر وتتأمله،لااستطيع رؤية ملامحها الا انني رأيت شكلها، بحيث كانت تبدو امرأة مألوفة،رشيقة تحمل نفس الفستان الذي ارتديه،وشعرها ابيض كخاصتي وكأنها نسخة مكبرة مني، وانا اتاملها رأيت من بعيد احدا يقترب، انه رجل، رجل طويل القامة بشعر شديد السواد،وبنية عضلية وکأنه رياضي، ووسيم ايضا وقد كان يبدو بعمر زوج خالتي تارا او اكبر منه.

اقترب منها بهدوء وجلس بجانبها وعانقها عناقا طويلا وكأنه لم يرها منذ الازل..

بعد العناق الذي دام طويلا واخيرا رأيت وجه السيدة،ومهلا من كانت؟، انها امي،انها امي نعم.
احتلت معالمي الصدمة وعدم التصديق، مر وقت طويل منذ ان حلمت بها،اذن هل يعقل ان الذي امامها الان هو والدي ، هربت شهقة من فمي وعلى إثرها نظر ذلك الرجل نحوي،ظننت أنه يحدق بي انا إلا انه كان يحدق بفتاة صغيرة واقفة بجانبي،شعرها ابيض كوالدتي وعيناها الواسعتان عسليتان كخاصتي،تبدو في الخامسة من عمرها...

مهلا،إنها انا لكن ماخطب شعري لقد كان بكامله اسود وبل داكن وشديد السواد وكأنه استخلص من الظلام ويشبه خاصة الرجل الواقف امامي.

ركضت تلك الفتاة نحو الرجل لتعانقه بكل سعادة،حملها ذلك الرجل وهو يعانقها ويدور بها بابتسامة اجزم انها اوسع ابتسامة رأيتها في حياتي،مانت ابتسامة جذابة وواسعة تحمل كل انواع السعادة..

كان يدور الرجل بابنته في المكان الاخضر الذي تملؤه الزهور وبجانبه نهر صاف تنعكس عليه زرقة السماء،وصدح في الجو صوت ضحكاتهم السعيدة التي اشعرتني بشعور شاذ في لحظتي هذه..

شعور كأنك منهم،وكأنك قطعة مفقودة من هذه اللوحة الفنية العذبة، وكأنه...شعور بالانتماء.

حقيقتي ||||  My truth حيث تعيش القصص. اكتشف الآن