♢الأمـنية الأولـى.

412 41 8
                                    


بارت جديد أخيرًا~ 

استمتعو ولا تنسو تزورو صفحتي على الانستغرام أيضًا! تفوتكم الكثير من الريلز والستوريات~✨

قراءة ممتعة!

.

.

┏✰━━━━ƸӜƷ ━━━━✰┓

ارتفعَ صوتُ ارتطامِ على الأرضيةِ الكونكريتية لصندوقِ الأدوات الحديدي على غفلة، وتصادمت العُدّة مع بعضهما لمّا قفزت خارج الصندوق الصغير ليتناثرن على الأرضية. تصادمت الأغراض بصوتٍ حادٍ مُرتفع وعمّت الفوضى على الرفِّ الخشبي، وتسارعت أنفاسٌ ثقيلة وحارة تنفثُ الهواء من رئتين مُرتجفتين، وهناك يدين مُضطربتين تبحثان بارتجافٍ وعجل خلف كُلِّ ما يقبع على الرف. 

لم يكُن عليه الاستماع إلى والدته! كان عليه أن يُبقيه في غرفته وألا يسمح لشخصٍ عشوائي بإيجاده، كان عليه هو أن يختار مالكه! ماذا لو وجده شخصٌ سيء؟! ماذا لو لم يعرف ذلك الشخص؟ ماذا لو.. حصل شيء لم يكُن بالحسبان؟ ماذا لو..!

همهماتٌ منخفضة باغتت أُذنيه فجأة، وطنينٌ مُزعج هاجمهما لدرجةِ أنه انتفض وأغمضَ عينيه بشدةٍ على الفور، تاركًا كُل شيءٍ أمامه ليرفع بيديه المُتعجلتين نحو رأسه. أراد أن يتوقف هذا.. فقد بدا وكأنّ هنالك أشخاصًا يهمسون داخل رأسه، يُثقلون عقله بالضغط حتى بعدما وضع كفّيه فوق أُذنيه ليُغطيهما. أصواتٌ متداخلة حادة أجبرته على أن يكوّر نصفه العلوي الذي تشنّج، فتمسّك بشدة برأسه علّ كُل هذا يذهب بعيدًا، يغرس أصابعه في فروة رأسه ويصكَّ على أسنانه يتذمّر من الألم المُفاجئ الذي كاد يأكل رأسه، كصداعٍ عنيد بات ينخُر جمجمته.

شعر لوهلةٍ وكأنّ شيئًا جثم على صدرهِ حتى أصبحت أنفاسه ثقيلةً على رئتيه، وهناك ظِلٌ عظيم يُجبره على شدِّ عُقدة حاجبيه وجُفنيه المُغلقين بقوة ليُفرّق شفتيه ويُطلق شهقة منخفضة لا يُصدق فيها مدى الضغطِ الذي داسَ على أنفاسه فجأة، إنه لا يستطيع التنفس! مجرى الهواء حارٌ له ورئتيه لا تتسعان مهما حاول أخذ نفسٍ عميق وطويل، لمَ.. لمَ هذا يحدُث؟!

توقف.. فقط.. توقف!

انفرجَ جُفنيه بقوةٍ ليكشفا عن عدستين من البُن الّتين بانَت حدودُ قرصيهما حتى النهاية، وانطلقت شهقة مرتفعة كغريقٍ ذاقَ الهواء بعد وصوله السطح. ارتجفت بعض الأنفاس في صدره لمّا رفّ جُفنيه للحظةٍ لا يستوعب ما يرى أمامه سوى سقفٍ جامد يُحدق فيه بالمقابل، فراح يزفر بصوتٍ مسموع كمن يلهث لدقيقةٍ يحاول فيها أن يستعيد رشده.

كان يشعر بملاءةٍ دافئة ووسادةٍ طرية خلفه، ولكن جسده يشتعل من الحرارة كما لو أنه نام في فرن حديدي، حتى أنه يشعر بالرطوبة في ظهره وشعره الّذين ينفثان حرارةً غريبة كأنه واجهَ شمس الصيف وجهًا لوجه. تطلّب الأمر منه ثوانٍ حتى يُدرك أنه لا يزال في فراشه، وأن كُلّ ما رآه مُجرد كابوسٍ يحاول العبث برأسه، فهو الآن يستلقي  في غرفته الصغيرة التي تتوهج بلونٍ ازرق خافت نتيجةً للستارةِ الساكنة قرب سريره، والهدوء يعمُّ المكان حوله.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 18 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مينويت! || Minuet!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن