1

39 4 1
                                    

ليلة أخرى دون أن يغمض لي جفن واحد. تراودني تلك الكوابيس مجددا، مليئة بالدماء والصرخات المتتالية التي لم أستطع معرفة سببها أو مصدرها.

دائما ما أحلم بشيء سيء، ويحصل من الغد.

كأنها تتنبأ بحدوث شيء ما، ففي أواخر شهر سبتمبر الماضي حلمت بسيارة تتوجه مسرعة نحو أحدهم وتصطدم به بقوة لتجعل من جسده غارقا في بركة الدماء من حوله، لكن الغريب في الموضوع أن عينيه قد اصبحت سوداء لتحدق بي كأنها تحدق بروحي لأستيقظ
بعدها مباشرة أتنفس بصعوبة.

وفي صباح اليوم التالي وأنا متوجهة إلى العمل يحدث نفس المشهد أمامي لكن الشخص مختلف تماما عن من رأيته في حلمي.

منذ البداية ظننت أنني جننت، أو أنني اختلق مواضيع داخل رأسي تجعلني أشك بأن احلامي، أو بالأحرى كوابيسي، حقيقية.

إلى أن أصبح الأمر يتكرر مرارا وتكرارا، حول نفس المواضيع، موت، دماء، بكاء أطفال، صراخ وأصوات غريبة أخرى.

والأغرب، ظهور نفس الشخص في كل حلم، إما أن يموت أو أن يقف مكانه دون حراك ينظر إلي بفراغ بكلتا عيناه السوداوين، لم تكن ملامحه واضحة يوما.

لربما هو شخص من صنع مخيلتي، أم غريب قد صادف وأن رأيته صدفة بين حشد من الناس في الطريق.

نظرت نحو الساعة بجانبي لأجد أنها الثالثة بعد منتص الليل. لم أستطع النوم لذلك توجهت نحو بيت الاستحمام لأغسل وجهي.

إنعكاس وجهي بالمرآة جعلني أتنهد بتعب لحالتي التي اصبحت عليها الأن فمنذ ظهور تلك الكوابيس لم أستطع النوم اكثر من ثلاث ساعات باليوم غير الأرق الذي يراودني.

رأسي يؤلم بشدة، وارجلي ترتعش دون توقف.

كم تمنيت أن أنام ساعة أخرى.

لكن هذا لن يحدث حتما.

ربما بعض الهواء الطلق قد يساعدني على التخلص من ألم رأسي.

أخذت مفاتيحي واغلقت الباب خلفي بإحكام ومن ثم اتخذت طريقي إلى لا مكان.
_______

القمر مكتمل هذه الليلة جاعلا من السماء تظهر بحلة جميلة. وهدوء الليل جعل مني أغمض عيناي واستمع لما حولي من اصوات كصوت النسيم واوراق الشجر المتطايرة في فصل الخريف.

لكن ما جلب اهتمامي هو صوت عزف غيتار خفيف. جعلت اعيني تنظر حولها لتقع على فتا جالس على أرجوحة في أحد الملاهي الصغيرة، يعزف ويطبطب برجله على الارضية الرملية بلطف، ويهمهم مع اللحن، ثم يمسك دفترا صغيرا وقلم ويقوم بكتابة شيء ما ليعود للعزف مجددا، وكأنه الوحيد في هذا العالم.

ضللت أتأمل القابع أمامي بإبتسامة طويلا غير عالمة بأنه توقف عن العزف ورفع رأسه لينظر إلي مبتسما أيضا.

لم استطع الحراك أو حتى إزاحة رأسي إلى مكان آخر، فعيناه تجذبانني نحوه بطريقة ما، كأنني صادف وأن رأيتهما من قبل، ملامحه ليست غريبة. هل يعقل أنني أعرفه؟.

بتردد قمت بحك مأخرة رأسي لأزيح نظري نحو مكان أخر. سمعت ضحكة جعلت من قلبي ينبض بقوة لأول مرة.

رفعت رأسي ببطء لأجد الآخر يقف أمامي يفوتني ببعض الإنشات الابتسامة تعلو وجهه "مرحبا"

A Beautiful Nightmare| HJSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن