تتقلب في سريرها تحاول ايجاد لمحة صغيرة لبعض النوم. لكن دون جدوى.
أحد الكوابيس قد طاردتها مجددا خلال نومها الهادىء.
والاهم من ذلك، انه هو من يطاردها فيها.
كابوس مليء بالشياطين أو ما يسمون بالعفاريت السوداء.
في غرفة يعمها الظلام، واصوات صرخات غريبة.
دماء بكل مكان و لحن غريب، أشبه بلحن الموت. هل الموت حليفها؟.
يقف هناك وسط حشد من العفاريت، بأعينٍ فارغةٍ سوداء، يشع ببريق ملاكٍ لتوّهِ قد نزل من السماء.
تنظر نحوه وهي ترتعش، لا تعلم ما يجب عليها فعله في هذه اللحظة.
ينظر إليها ويميل برأسه على جنب، وكأنها فريسته التي سينقض عليها.
بكلمات غير مفهومة منه يتقدم نحوها.
لا تستطيع الحراك، كأنها مقيدة بسلاسل مخفية. أو ربما لشدة خوفها، ضنت أن قيودها بفعل فاعل، غير دارية بأنها قيود نفسها.
لم ترد النظر اليه كثيرا، فقط اكتفت بإخفاض راسها تنظر حولها.
يداها ملطختان بسائل اسود مائل إلى الاحمر القاتم، كذلك ملابسها.
تحيطها حلقاتٌ بيضاء.
رفعت راسها مرة اخرى لتجد انه لايبعد عنها سوى انشين أو ثلاثة.
حذائه الذي قد رأت لمعانه في المستشفى ذلك اليوم اصبح ملطخا بنفس السائل الغريب.
صعودا من رجليه و باقي جسمه نحو ملامحه.
سترى ملامح ملائكية مخبئة تحت الظلال المظلمة التي تغطي وجهه.
ما الذي يحدث؟ ولما يعود دائما إلى احلامي؟
هل يوجد قصة وراء ظهوره مجددا؟
هل اعرفه؟.
يتكرر هذا السؤال كل ثانية، كل دقيقة، كل ساعة وكل يوم.
لما تعيد هذا السؤال مرارا وتكرارا؟.
وكأنه مكتوب على جبهتها، ربما موشوم.
لأول مرة تشعر بالخوف تجاهه. انه مجرد بشر عادي مثلها اليس كذلك؟.
مجرد كائن ضعيف لا يقوى على فعل شيء، مجرد نكرة مثلها.
لا تقصد الإهانة لمكانته طبعا. فهو ليس إلها في اخر المطاف، لا ملاكا ولا حتى... شيطانا؟ عفريت؟.
هل هو أحدهم؟.
هذا مخالف للطبيعة.
هل... هل هي مريضة نفسيّة؟ هل يحب عليها الذهاب إلى طبيب نفسي لعلاج نفسها؟.
لكنها طبيبة ايضا... مالذي سيقوله عنها زملائها إن سمعوا بأن طبيبةً نفسها، قد ذهبت لطبيب آخر.
هل سيظنون انها خطر على مرضاهم؟ هل ستفقد عملها إن سمعوا بالامر؟.
لكنها بخير تماما؟.
حسنا، ليس تماما؟. لكن من منا لا يعاني بعض الامراض النفسية؟.
انخفض إلى مستواها يرمقها بعينيه الفارغتين "سأسترجع ما سلبته مني، سأحرص على أن تعيشي العذاب الذي عشته بسببك".
بعد ذلك، أصبح كل شيء اسود مجددا، لتفيق الأخرى تتنفس بصعوبة تعيد الحلم امامها.
تتخيله أمامها.
ما قصة هذا الفتى، في يوم تشعر فيه معه بالامان وفي يوم آخر تشعر بأنه يريد أن يقوم بلف اصابعه حول عنقها إلى أن تنفث انفاسها الأخيرة.
جسمها متعب بسبب يوم شاق.
غير آلام رأسها التي ازدادت شيئا فشيئا بسبب تفكيرها المفرط فيه.
حتى الحبات التي إعتادت اخذها لم تفي بالغرض. خلايا عقلها عالقة حول موضوع واحد.
هان جيسونغ.
ما قصته، هل قامت بشيء فضيع له من قبل وعاد لينتقم؟.
عاد تفكيرهم إلى أول ليلة قد لاقته فيها.
"من أنت؟" كان هذا السؤال الوحيد الذي استطاعت نطقه بين العديد من الأسئلة التي تراودها.
جعل هذا السؤال من الآخر يفتح عيناه على وسعهما "ا.. أنا؟.. ما الذي تقصدينه بسؤالك؟"
"هل تعرفني؟"
"ألا تذكرينني؟" قال وملامح العبوس تعلوا محياه.
حملقت به تحاول إسترجاع ذكريات ما لكن دون جدوى "لا..".
حاولت أن تتذكره، حاولت استرجاع بعض ذكرياتها منذ أن استيقظت من غيبوبتها.
فمنذ ذلك الحادث، لم تستطع تذكر أي شيء أو أي أحد.
عندما استيقظت من الغيبوبة، شعرت بالخوف، تسأل من حولها بما أتى بها إلى هنا، ما حدث، ما جعلها تغرق في عالم مظلم طيلة أشهر معدودة.
خلال اشهر قليلة استطاعت استرجاع بعض من الذكريات.
هل يعقل أنه أحد اصدقائها؟.
لكنها تذكرت الجميع، إلا هو.
تساءلت عن ما جرى، البعض قال انه حادث سيارة أدى بها لفقدان ذاكرتها، والبعض الآخر جهل الموضوع تماما.
وهذا ما جعلها تغرق في حيرتها.
لقد سئمت من هذه الكوابيس والافكار السلبية التي إعتلت باطن عقلها. سئمت المجهول، سئمت من التفكير فيه.
هي تريد اجابات، لما، كيف، أين، متى ولماذا.
العديد والعديد من الاسئلة تدور في راسها كالاعصار.
لا أحد يجيبها.
هان جيسونغ...
كررت اسمه على لسانها تستطعم حلاوته.
هان جيسونغ، سأجدك، وسأكشف كل ما يخفيه القدر عني.
أنت تقرأ
A Beautiful Nightmare| HJS
Fanfictionإنه أشبه بكابوس جميل.. تحتوي على محتوى قد لا يناسب البعض. +18
