أما بالاتجاه المعاكس و نحو نجمة الجنوب طار بساط قرمزي مطرز بالازرق و الذهبي حاملا الغريب و صديقه الغامض.
بوجه عابس و بصوت غاضب قال الغريب:" فلتعلم أنني لن أتغاضى عن طريقة اخراجك لي من غرفة الكنز يا زارا ، و المخطوووطة!!! آآآآه بحق الرمال البيضاء لما سرقت المخطوطة، كانت الخطة الإطلاع عليها و فك سرها داخل الدار دون إخراجها لكي لا نثير بالشبهات و نسبب مشاكل سياسية . صرخ و هو يحك رأسه بعنف بكلتا يديه و يركل الهواء بقدمه ثم مال بظهره لتنتهي نوبة غضبه بتمدده على السجاد باسطا كلتا يديه على الجانبين محدقا بلآلئ السماء بعدها تنهد تنهيدة طويلة يائسه ليكمل كلامه بصوت هادئ خائف:" لا بد أن هيكات تمقتني الآن سوف تعتقد اني خنت ثقتها "
لم يحرك انفعال الغريب شيئا برفيقه الهادئ بالوجه المقنع و الرأس المغطى بعمامة إلى أن أتى على ذكر هيكات، فتح عينيه و نظر إلى صديقه بحدة و قال:" هنا يكمن مربط الفرس اذا "
- "ماذا تقصد؟" سأل الغريب.
-" اقصد انك استطعت دوما استمالة النساء على اختلاف أعمارهم ليفعلن ما تطلب، لم تستصعب الكذب يوما اذا كان يخدم هدفا نبيلا و لطالما بكلماتك و حلاوه لسانك حصلت من الناس على ما تريد، ما الذي اختلف بك اليوم اذا ؟! كيف أخبرت غريبة بأفكار لم تشارك حتى والدك و عائلتك بها ؟! لماذا سمحت لنفسك بكسر قاعدتك المطلقة * لا تثق بأحد خاصة النساء الجميلات*؟! هل كنت فعلا ستشاركها نتيجة بحثك الذي سعيت خلفه لسنوات لم أصدق ما رأته عيناي و سمعته اذناي لذلك اضطررت إلى تنفيذ اتفاقنا "
-" اتفاقنا؟ "
-" أجل منذ 6 سنوات في جزيرة افروديتيا عندما سحرتك حورية النعمان و اوقعتك في هيامها و اغرمت بها رغم أنها كانت تتغذى على روحك كل ليلة لأيام إلا انك كنت تنظر إليها كالعاشق الولهان و عندما اشربتك مياه جدول افروديتيا المحرم و كسرت التعويذة التي ألقت بها عليك عقدنا اتفاقا بعد ما قضيت عليها و اخذت حجر القلوب منها هل تذكر ما قلته انذاك؟ قلت لي عدني يا زارا انك اذا رأيتني أنظر الى فتاة بنفس الطريقة يوما سوف تنقذني على الفور "
أجاب الغريب بانفعال" أيها الأحمق لم أكن أنظر إليها بتلك الطريقه الأمر مختلف"
-"حقا ألم تكن تفعل ؟" سأل زارا بتكذيب
-" كل ما في الأمر انها شخص ذكي للغاية و استمراري في المماطلة لم يكن ليجدي نفعا كما انها ...." سكت قليلا ثم أكمل : "كما انها تملك شيئا خاصا لا أعلم ما هو لكنه خاص لدرجة انه لم يسمح لي بالكذب عليها أحسست أن روحي عارية تماما أمامها شيئ اخترق وجداني و فك طلاسم مخفاة حتى انا لم اقدر عليها ، هل هو وجهها البريء ام نفسها التي اقسم بطهارتها رغم عدم معرفتها ، ربما طريقة كلامها فضولها نباهتها..... لا أعلم، حقا لا أعلم........"
"وتقول انك لم تنظر إليها بتلك الطريقه هاه" تمتم زارا بوجه تعلوه إبتسامة تأكد وراحة
وصل الاثنان إلى مملكة الرمال البيضاء مطلع الصباح وما أن تجاوزا الكثبان الناصعة التي تبدو كقمم جبال مكسوة بالثلج حتى لاحت لهما العاصمة بمبانبها الحجرية الهندسية المتراصة وشوارعها النظيفة ونخليها مختلف الأنواع المغروس على طول الطرقات وسكانها الذين تظهر عليهم الحيوية والنشاط كل يسعى نحو شغله الشاغل، فهاهو الخباز يخرج صانية المعجنات من الفرن يقابله بائع الثمور الذي لم يستطع مقاومة الرائحة الزكية واشترى من جاره اول كعكة، وذلك الفتى يدعى نورس كل يوم يختار نافورة من نافورات المدينة الكثيرة ليجلس قربها ويعزف على نايه موسيقاه السحرية التي تجلب السكون والهدوء لمن يسمعها، يبدو أنه اختار نافورة الاسود السبعة اليوم ليجلس قربها ، أما تلك... تلك الفتاة تدعى ارابيا انها معجبة بنورس منذ الصبى لكن الأحمق لم يدرك ذلك بعد انغمست بفتون فاق الجميع في موسيقى الناي وهي تعانق مجموعة من الألبسة المغلفة إلى أن أعادتها ربة عملها إلى الواقع بصرخاتها وهي تطل من شرفة محل الخياطة وتطلب منها الإسراع في توصيل الفساتين للزبونة...
نظر زارا إلى الجميع بابتسامة من فوق ثم قال: "مرحبا بعودتك إلى ديارك يا سمو الأمير......"
دخل الأمير القصر بعد أن إختفى رفيقه وسط تعجب الحراس والوزير الاول الذي كان يتوقع عودته مع والده الملك واخواه من بعثتهم السياسية، لكن لطالما كانت تصرفات الأمير الصغير متمردة وغير متوقعه فلم يكثر الأتساءل ورحب به رغم كل شيء قائلا: "مرحبا بعودتكم يا مولاي، يبدوا انكم انفصلتم عن قافلة الملك مجددا وفضلتم السفر وحدكم كالعادة ، لكن ذلك جيد فهناك العديد من الأمور العالقة تحتاج مباشرة خاصه من قبلكم وهناك أيضا......." ، قاطعه الأمير مبتسما وقال:"أرجوا أن تعذرني أيها الوزير فجسدي الضعيف منهك للغاية وحالتي الصحية لا تسمح اح اح اح اح" سعل سعلة كاذبة ثم اردف أرجوا أن لا يزعجني احد وانا ارتاح في غرفتي، واثق انك ستحل كل الأمور كالعادة فالملك يثق بك"
ابتسم الوزير بثقه وفخر بعد جرعه تملق مزور من الأمير نفخت غروره ثم قال:"حسنا يا مولاي لن يزعجكم احد سأهتم بكل شيء أرجوا لفخامتكم الصحه والعافية"
دخل الأمير إيفان إلى غرقة نومه من بابها وظله زارا من نافذتها قائلا: "لا أعلم كيف تستطيع الابتسامة في وجه ذلك الثعبان الذي يلف جسده حول عنق والدك واخيك، لو عاد الأمر لي لقطعت رأسه وتخلصت من سمه .
أجاب الأمير وهو يفتح اللفافه: "الصبر يا زارا... الصبر، هذا ليس الوقت المناسب فجعبتنا مليئة بأشياء اهم من العرش و خونته لن يختلف اثنان على أن مصير العالم اهم من مصير مملكة واحدة فقط ، حين يأتي الأوان ويحاسب الجميع على أفعالهم سيكون رأس الوزير الاول من نصيبك انت اعدك بذلك."
"لكني اخاف ان ينفث سمه عليك قبل ذلك ويعرقل خططك الأصلية"
"لاتقلق بهذا الشأن إطلاقا إنه لايراني تهديد اطلاقا فأمير عليل مستهتر زير نساء لايتحمل المسؤولية مصيره الموت القريب لايستحق جهده وعناءه لذلك يفضل ادخار سمه لفريسة اقوى واكبر في نظره"
أنت تقرأ
أرواح هيكات
Fantasyعندما تتغير الأرض لتصبح عالما من الاساطير و الخيال و يتحول حاضرنا إلى قصص يرويها الأجداد لأحفادهم قبل النوم..... مخلوقات خرافية، مغامرات سحرية و أحداث مثيرة يعيشها أبطالنا خلال رحلتهم لإنقاد عالمهم....