في عصر من الزمن البعيد ... حكم العالم ملك عادل .. انتشر الخير في زمانه و ازدهر العالم في حكمه ..
تزوج الملك و شاء القدر أن يكون له نسل من البنين ، رزق الملك من زوجته ب 5 أبناء كلهم ذكور ..
كبر الأبناء و تعَلمُوا من والدِهم الخبرة و الإدارة و القتال و تدربوا على يديه فكان لهم نصيب من علمه في الحياة
مر الزمان و كبر الملك و ادرك انه قد بلغ آخر أيامِه من الحياة فجمَع أبنَاءه و ترَك لهم آخر وصايَاه .. أوصاهم بممْلكته من بعده .. أن يحْكموها على نفس منْهجه .. أن لا يظلمُوا المساكين ، أن يساعدو الفقراء و المحتاجين و أن يعينو المظلومين على الظالمين ...
مرت الأيام و توفي الملك العادل و حزنت عليه الأرض و البلاد و العباد و حتى الدواب و الجماد ...
دفن الملك في ضريحه و ودع مملكته و أهله
لم يتفق الابناء على ابن يجلس مجلس والدهم و يكون له السمع و الطاعة فكان لكل ابن منهم أعوان و جماعة .. كان كل منهم يرى أنه هو الأحق بالحكم .. و بهذا مات الاب و افترق الأبناء من نفس الأم ... و ضاعت المملكة الخضراء بين حكم الأبناء ...
.
.
الإبن الأكبر "براند" : أخذ من المملكة عددا من الأراضي في الغرب .... و سانده في حكمه جماعة من القادة و النواب ...
الإبن الثاني "غياتشو" : بدوره أخدا جزءا آخر فاستقر في الشمال .. القطاع الذي لو حكمه غيره لعانى من الإهمال .
الإبن الثالث "غريت" : و الذي حكم أرضا في أقصى الجنوب ... حكمها رفقة من يدعمه من الأهالي و الشعوب
الإبن الرابع : "أنتارنر" حاول قدر المستطاع أن يحافظ على وصية والده ... و لكن شاءت الاقدار أن تفرق إخوته .. لهذا ماكان منه إلا أن حكم الجزء المتبقي في شرق المملكة ... كان يحكم تحت دعم شخصي من الملكة
أما الابن الخامس "تريفن" فبعد أن رأى الاخوة افترقوا و تشتتوا و تناسوا وصية والدهم ... قرر أن لا يأخد أي جزء من المملكة و اختفى و لم يسمع أحد عنه شيءا منذ يوم افتراقهم .....
جيل يأتي و جيل يروح .. لكل جيل حكامه من الأسياد و جماعة تليهم يسكنون في الشعاب ...
و بعد مرور عقود و قرون من الأزمنة ... تغيرت التضاريس و الأمكنة ..
فبعد أن تفاقمت العلاقات بين الممالك .. نشبت بينهم حروب و مناوشات ...
تلك الإختلافات أدت إلى أن تغيرت طبيعة الممالك من مملكة مليئة بالغابات .. إلى عدة ممالك مختلفة الصفات .. و لهذا تم تسمية كل مملكة منهم باسم يصفها ... اسم يتوافق مع طبيعتها ...
و صار العالم يعرف الآن على أنه مكون من أربعة ممالك :
1- مملكة الحمم غربا
2- مملكة الغابات شرقا
3- مملكة الرمال جنوبا
3- مملكة الجليد شمالا
... تبدا قصة الرجل الذي سيحكم العالم الكبير ... رجل يوحد المملكة بعد ما شهدته من تغيير ..
تبدأ قصة الرجل الذي سيبني وحدة العالم ... يحضر السلام للمظلوم و يقضي على الظالم .....
.
.
.
بعد عقود من الزمان ...في مملكة الحمم التي تقع غربا ...داخل تلك الأسرة الصغيرة المكونة من زوجين و 5 من الأبناء ...
يفترق الأب "ساورون" عن الأم "نجمة" و قرر كل منهما أنه سيسلك طريقه و يعيش بعيدا عن الآخر
.. قد تعتقدون أن سبب افتراقهما كان مشاكل عائلية عادية لكن الأمر كان اكثر من ذلك ...
تعمل الأم كطبيبة .. "نجمة" التي لديها طريقتها الخاصة في العلاج .. كانت تعد من أمهر الأطباء في المملكة و سمعتها معروفة لدا الجميع ...
.بينما على الطرف الآخر كان الأب "ساورون" رجلا يعمل في المناجم .. اشتُهر بكونه خبيرا بالأحجار و المعادن .. و لهذا كان الملك يستعين لفترة طويلة بخبرة "ساورون" في صناعة الاسلحة و العتاد .. و زاد الملك مع الوقت عليه الاعتماد ...
بعد أن أثبت "ساورون" أن لديه خبرة في التخطيط و القتال ، و أدهش الملك في كثير من المعارك بما لديه من الحيل ...
ترقى "ساورون" مع الوقت ليصير شخصا مهما في جيش ملك الحمم "كلاتيوس" و وصل به الأمر لأن صار يطلعه على أسرار مهمة .. أسرار لا يعرفها من المقربين إلا قلة
كانت هذه الفترة مليءة بالحروب و بدورها مملكة الحمم كانت في حرب طاحنة ضد اثنين من الممالك
مملكة الجليد و الغابات في نفس الآن ... شكلت المملكتان تحالفا ضد المملكة .. م و رغم ذلك فقد أثبتت ما لديها من قوة جبارة ...
تكافأت الكفة بين الخصوم و كثر الضحايا عند كل طرف من الأطراف .. ما جعل الممالك تعرض اتفاقا للسلام ... الاتفاق الذي تسبب في تخريب العلاقات ... فقد راح ضحيته العديد من التضحيات
لم تمضي فترة على الاتفاق حتى تم نفي قائد الجيش السابق لمملكة الحمم القائد الأعلى "كلكامش" .. القائد الذي خاض حروبا جرارة لأجل مملكته و ضحى بالكثير .. إنتهى به المطاف منفيا كتضحية للسلام ...
لم يكن "كلكامش" الوحيد فمن جهة أخرى وقعت مشاكل بين الملك "كلاتيوس" و عدد من المقربين إليه .. كان من بينهم "ساورون" ..
احتدمت المشاكل بينهما و اعلن الملك تمرد "ساورون" و الذي بدوره أراد قتل الملك على هذه الخيانة ...
"نجمة " زوجة ساورون و التي لم ترد الدخول في نار الفتنة و فضلت إطفاءها قررت أن ترحل بعيدا و تأخد أبناءها ...
رفض زوجها الفكرة البتة .. و رأى أن أولاده من دمه سيشاركونه في ثأره ...سيحملون نفس رغبته في قتل الملك "كلاتيوس "
ما كان من "نجمة" إلا أن أخدت إبنتها الوحيدة "إزمرالدا" تاركة الأولاد الأربعة رفقة والدهم .. ثم توارت الأم و ابنتها عن الأنظار و اختفتا بدون رجعة ..
.
.
.
بعد فترة من الزمن ... بيت صغير يسكنه ما بقي من الأسرة .. في جنوب حدود مملكة الحمم ...
الأب "ساورون" السن : مجهول
الإبن الأكبر "مارتن" السن : 21
الإبن الثاني "جيرو" السن : 19
الإبن الثالث "سندباد" السن : 16
الإبن الرابع "نيرو" السن : 15
"ساورون" المتواري عن أنظار الملك و حاشيته .. اختار العيش في الجنوب خصيصا حتى لا يلفت الانتباه إليه .. لديه منجمه الخاص في المنزل .. يقضي يومه كاملا في الحفر ليلا و نهارا و كأنه يبحث عن شيء ما داخل المنجم .. شيء يتلهف إليه بشدة ...
أما أبناءه الآن فقد صاروا شبانا يُعتمد عليهم في العمل و في كسب الرزق و لقمة العيش ..
في يوم من الأيام ، يجمع "ساورون" أبناءه الأربعة و يقرر أن يطلعهم بطريقه الذي اختاره .. طريق الانتقام من الملك "كلاتيوس" ..
أنت تقرأ
بِحار الموت و الممالك الأربع
Fantasyرواية من نوع المغامرات و الفانتازيا الممزوجة بالرعب و الدراما و الفكاهة .. تحكي قصة الرجل الذي سيحكم الأرض في زمن انقسم فيه العالم إلى عدة ممالك متشتتة تحارب بعضها بعضا