2

18 1 0
                                    

الفصل الثاني


هُناك دوماً مايعجز المرء امام استيعابه والوصول الىٰ نُقطة التخطي حياله، وسند لديه هزيمةٌ عُظمىٰ وجُرح اثبت الزمان بانه عقيمٌ عن شفائه، ينظُر ملياً لسِعة السماء من النافذه بينما مسمعه وتركيزه في الخلف حيث يجلس شقيقة الأصغر ليث يُحدّثه عن امرٍ افجعهُ واشقاه، فقاطع ليث عند نُقطه مُعينه من الحديث قائلاً :وش اللي تبي توصله ياليث، هالخُرافه صِدق؟
فصمت ليث لثوانٍ حينما كان ذلك المحور ذاته ماجعل الامر عصيباً علىٰ الاستيعاب، فأجاب بعد بُرهة صمت :مدري، اللي اعرفه وواثق منه اني شفتها وميزتها دون شك
التفت نحوه سند اخيراً ونبّس مُعلقاً ومُستنكراً :اللي شفتها جنيه ياليث، سالفة ان جنه للحين ساكنه شركة ابوها ذي ماتدخل عقل
بدا سند مُنفعلاً حيال الامر بينما ليث لازال مُحافظاً علىٰ هدوئه او رُبما مدىٰ حقيقة تِلك "الخُرافه" لاتعنيه حرفياً فهتف مُجيباً :مو من مصلحتك تطلع جنه حيه ياسند؟
لثوانٍ صمت سند يُمعن النظر في وجه شقيقه ليث، قبل ان تهرب قهقهه من بين شفتيه وعلق عُقبها مُتهكماً :طبعاً من مصلحتي اني آخذ هالجنيه لعند ناصر واجبرها تعترف اني ماهوب انا اللي احرقت ابوها وخطفتها، ذا اللي تبيه؟
تأفف ليث ونهض يستقيم في مُقابلة سند الذي مازال لم يبرح مكانه بجوار النافذه، وبنبرة جاده في المخرج والمضمون هتف :هالليله بثبتلك ياسند منو اللي بشركة سقراط، جنيه ولا جنه
رفع سند يُمناه يربت بها كتف شقيقه ناصحاً ببادله تِلك النبره والملامح الجاده قائلاً :كان براسك عقل اركد وعين من الله خير، هالمخلوقات ماينمزح معهم ياليث وانت رجّال وراك حُرمه وبزر ماتعدىٰ الشهر من عُمره شتبي من السوالف هذي؟
وحينها اجاب ليث من عُمق شعورٍ استقر في نفسه ونفس كُل عائلته :انا رجال واقف حال اخوي بحلقي مثل الغصه، حالف ما اهتني العيش الا اذا اثبتت لناصر انك بريء من قضية ابوه واخته
ابتعد عُقبها ليث ببضع خطوات اوقفها سند بإستفهامٍ بعدما حل الجمود علىٰ ملامحه :لاجل هذا رحت تشتغل في شركة سقراط وهالشغل بالذات؟
اومئ ليث فاقترب منه سند حتى اصبح في مُقابلته واضاف قائلاً :ماتعنيني قناعة ناصر، ولا يهمني منو صدق فيني او كيف انتهت هالقضيه، وذي اللي شفتها بالشِركه البارحه مابيها، انا ابي جنه اللي قبل ١٨ سنه تقدر تجيبها؟

وتِلك الهزه التي استحلت مُقلتي سند اصمتت ليث بالفعل، رُبما ماكُسر في نفس سند لن يُجبر يوماً ومعشوقتهُ تِلك التي ابتلعتها امواج الايام لن تعود، لكنه يعلم يقيناً بان هُناك شيئاً ما صغيراً بداخله يرجو عُوده حلو الرِفقه مع ناصر او رُبما نظرة وِدٍ صُغرىٰ منه

قبل ان ينبُس ببنت شِفه او يُعلق عقد حاجبيه من قوةٍ فُتح بها باب غُرفة سند فالتفت كلاهما يرقبان سبب اندافع شقيقتهما طيف بتِلك الطريقه، ذاتها التي نبّست سريعاً :ناصر بن عمي سقراط رجع بيته


.
.
.
.
.


:مالقيت غير هالبيت ياناصر؟
نبست بذلك آيانا حالما جلست علىٰ احدىٰ ارائك صالة الإستقبال الضخمه مُستاءه ومُمتعضه من قراره المُفاجئ وماتبعه من عجله واختيار سيء في نظرها، بينما ناصر توجه للاريكه المجاوره وجلس هُناك يرتجي شيئاً من الراحه بعد عناء السفر :هالبيت بيتي، مابسكن بإيجار وانا املك قصر!

انهم يحبونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن