14- في رقعة الشطرنج

1.5K 213 146
                                        

الفصل الرابع عشر:
"المطلوبة."

 في الصباح، حضر ماثيو إلى المنزل حيث تتواجد بيانكا ولينغ من أجل إستلام العلبة، وقد أعرب عن عميق سعادته بإتمام المهمة بلا مشاكل..

  وهم بالرحيل لكنه تذكر أمرا في غاية الأهمية عليه التصريح به.. كانت لينغ متكئة على الأريكة بإرتياح تام وبيانكا تقف كخادمة مستعدة لسماع الأوامر؛ عندما إستدار ماثيو إليهما وعلامات الحزن تغشى محياه، نظراته إلى الأسفل ونبرته منخفضة:
"هناك ما عليكما أن تعرفا بشأنه. تشارلي، تم إغتيالها مساء البارحة"

بَدَا الأمر كالخيال بالنسبة لبيانكا. أُعيدَت العبارة في رأسها عدة مرات كالصدى. شيء في داخلها يأبى أن يصدق. إذ أن ما سمعته للتو ما كانت لتفكر فيه أصلا !

تشارلي ماتت ؟! أو الأجدر القول.. تم إغتيالها ؟! لم تستطع طرح الأسئلة التي أثقلت لسانها، خصوصا وأن المعنية بالأمر ارادت أن تغدر بها وتسلمها للسلطات ! فكيف ستشعر تجاه ما حدث لها ؟

لكن، بالتفكير في الأمر.. تعرفت بيانكا على تشارلي ولويجي عبر المنظمة. لويجي قُتل والآن هي.. ماذا يعنيه هذا ؟! هل من الطبيعي أن يموت هذان الإثنان وهما يعرفانها ؟ هل للأمر علاقة بها ؟! إبتلعت ريقها وفوراً طرحت تلك النظرية جانباً. هل.. هل ينتقم منها أحدهم لأنها قتلت موسوليني ؟

زمت الإثنتان شفتيهما وقد صارت ملامحهما بلا تعبير. نظرت لينغ إلى بيانكا ثم وقفت لتتوجه بحديثها إلى ماثيو:"هذا شيء مؤسف حقا. من المسؤول؟ هل تعرفونه؟"

كانت تستغرب من برودة رد فعل لينغ، هل هي معتادة على إغتيالات المُقرّبين؟ لكن سؤالها أخرجها من فقاعة أفكارها بالفعل. نظرت إلى السيد ماثيو بعينين متوجّستين ولم تلاحظ أن ملامحه لا تتناسب مع الموقف. ملامح غريبة يصعب تفسيرها.

تنهد ماثيو مُجيباً:"هذا ليس السؤال المناسب لطرحه يا بيلوتشي. بل "ما السبب؟". قالت الدونا أن تشارلي خائنة وقد لاقت ما تستحق."

 "تشارلي خائنة؟" تساءلت بيانكا بعفوية. لم ترغب في أن تنطق بحرف، فجعلها ذلك تشعر بالخجل.

رد الآخر تلقائيا:"مجددا، هذا ما تقوله الدُّونا. علينا طيُّ الصفحة."

طيّ الصفحة؟ هل مصير من يخون الدُّونا هو أن يختفي من الوجود؟ إبتلعت ريقها، وراحت تفكر في مصيرها؛ تشارلي التي أرادت تسليمها إلى السلطات، قُتِلت لأنها خائنة.. وحقيقة أن ماثيو قال بالحرف:'نالت ما تستحق' تجعلها مشتتة ! هل تلك أقوال الدُّونا أم أقواله ؟!

أيضا، لم تركز كثيرا في أن ماثيو قد نادى لينغ 'بيلوتشي' للتو..

"على أي، يجب أن أذهب. بيانكا، تعالي معي.." نطق ماثيو مُنهِياً اللقاء.

الشياطين البريئة: الجنة السوداء -  𝐁.𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن