Part 1

21 5 3
                                    


اسْتَيقَظتُ جاهِلاً أينَ أنَا، ليسَ لدَيّ أدْنَى فِكْرةٍ عَنٰ كَيفِيةِ قُدُومِي إلَىَ هَذا المكَانْ ..
أجِدُ صُعوبةً فِي الرُؤيةِ يَصحبُها ألمٌ شدِيدٌ فِي الرأسْ، ألمٌ لَمْ أشْعُر بهِ مُنذُ وقتٍ طَويلٍ
لكِن.. أهذا مَشْفَى!؟

"  حمدًا للهِ لَقد اسْتيقظتْ !! "

صَحيحْ~ أصَبتُ إذًا هَذهِ طبيبةْ،كَلا اظنُ إنْها مُمَرِضة

" تَعرضْتُ لِضَربة فِي المِنْطَقةِ اليُسْرى أَسْفَل رَأسِك، كُنت فِي غَيبوبةٍ لأربعةِ أيامْ "
" عذرًا أيا سَيدي هَل تَسمعُني ؟ "

تَذكَرتُ، قَد تَم الإِعْتِدَاء عليّ فِي ذ‌َاكَ الزُقاقِ، سُحقًا كَيفَ لأحدٍ أَن يَتَجرَأ عَلى فِعل هَذا بِي، ألَمْ يَضَعُوا ذَلِك في الحُسْبان؟ إِضَافةً إلى ذَلِك أَتذكَرُ أشْكَالُهم و أصْواتِهم بِوُضُوحْ سَيكُونُ مِن السَهلِ إيجَادُهُم.»

- أيتُها المُمَرِضة، أفَقَدتُ وعِيي لأرْبعةِ أيامٍ حَقًا؟
----

- اااا أجْل، لَكِن خِلَالَ ذَلِك قَد تَحَدثْتَ عَلَى العُلُومِ و أشياءِ مِن هَذا القَبِيلْ، كُنتَ تبْدُو كَالعَالِمِ المَهووس بالفِعْل.
----

- أَنَا؟ عَالِم؟ هَل تُمَازِحِيننِي؟

بِجِديْة مَا الذِي يَحْدثُ مَعي؟ كَيفَ لِي أَنٰ أتَكَلمَ عَنْ علُومٍ فِي أثناءِ فُقْدَانِي للوعي،لاَ أعْرِف شَيئًا عَنْ العُلومِ حَتى لُو كُنتِ فِي أحسنِ حَالاَتي!.

- لاَ أقصِد الأِهانةَ يا هَذِه، لَكِن لاَ بُد أنكِ قَد جُننتِ.
-----
- ممَ،مَاذَا.. لَكِن حَتى الطَبِيبةَ جِي..
-----
- رائِع !! إنَّ هَذا رائِعٌ بحقْ !!

ظَهَرتٰ الطَبيبةٌ التِي تَحَدثَتْ تِلكَ المُمَرِضةُ عَنْها وَ قَاطَعتٰ كَلامَها مُسرعةٌ مُندَهِشَة و نَظرَاتُ الحَماسِ تَعلُوا عَينِيها لَم أعْلم ماَ الرائعُ فِي الأمْرِ  لَكِن اللَهفةَ بَدتٰ مُسَطَيرةً عَلِيهَا.

- عَفوًا؟ عَماذ‌ا تَتَحدَثِينَ؟
-----
- بِجدِيةٍ ألَيسَتْ لَديكَ أيُ فِكرةٍ عَنْ مَا يجٰرِي؟ أَنٰتَ قِطٰعة مِن أهمِ و أندَرِ الظَواهِر العِلميةِ الغَريبَة،
عِندَما يتَعَرضُ المَرءُ لِصَدمَةٍ مَا ، سَواءَ كَانتْ مَعْنويةً أو جَسَديةٍ فِي رَأسهِ تَحْدِيدًا، سَيفْقِد ذَاكِرَتُه أوْ يُصَابُ بِالجُنُونِ كَمَا أنٰهُ مِن المُمْكِن أَن تَتمَلكُه الإضْطِرابَاتِ النَفٰسِية ، سَيتَخيلْ أشْياءً لَمْ تَحْدُثْ أو قَد يَمُوت حَتَى أثَر هَكذا صَدْمة و هَذا مَا يَحدُثُ عادةً، لكِن الآنَ الوَضْعُ مُخْتَلِفْ، عَددٌ ضَئِيلٍ جِدًا مِن الأشْخَاصِ قَد كَسَرُوا هَذِه القَاعِدةِ وَ تُوضِح لِي أنَك واحِدٌ مِنْهُم .
----
- عَلَى رِسلِك أَنَا لَا أَفْهَ..
----
- الأمْرُ ليسَ أَنك لَا تفُهَم العُلوم بَل الأمرُ ومَا فِيهِ أَنك لَم تكُن تَفهَم، هَذا كَان فِي المَاضِي، ألَيسَ كَذلِك أيهَا العَبْقَرِي "آ‌سْتِيُوزِيا سٰمِيثٰ" ؟؟

لَمْ يَكُن آسْتيُوزِيا قَادِرًا عَلىَ إِِسْتِعَاب شَيٍء كهَذا، بَدا الأمْرُ لهُ مُعارِضًا لِلمَنطِق، تَسللَت الأفْكار إلَى ذِهْنِه بعددٍ لا يُحْصَى و بِمفَاهِيمٍ مُخْتلِفة
"أَيَصُب الأَمْرُ فِي صَالِحَهِ؟ "
"هَل سيُصَابُ بِالضَرِر بَعْد شيءٍ كهَذَا‌؟ "
"كَيفَ لهُ أنْ يتَحوَّل بإِعتداءٍ إلَى أَلْمَعِيّ فِي شيءٍ لاَ يَعرِفُه إطلاقًا! "
رغْم أنّ هَذا قَد يَكُونُ غَريبًا، فَفِي النِهايةِ نَحنُ بَشَرٰ و بـِطَبيِعَتِنا نَحنُ نَخْشىَ مَا نَجْهلُه.. لَكِن تَفكِير آسْتيوِزيا كَان مُبهرًا فَبجانبِ التَوتِر الذِي يُراوِدَهُ إلّا أَنهُ قَرر أنْ يَستَغلَّ هَذا التَغيُّر الجَذرِي لِتَحْسِين حَياتِه بِمَا فِيها المَاضِي فَلطَالمَا كَان مُميزًا و مُتقدِمًا عَلَى سِنٰهِ ،فَمن صِغره كانَ مُلفِتًا لأَنظَارِ مَن يَراهُ، فكَيف لِطفْلٍ أَن يَكُونَ تَفكيرُه اشدُ نضجًا من البالغين!!، علاوةً على ذَلك فهو يتَمتَعُ ايضًا بُحُسْنِ المَظهر، و سَوادِ الشَعر الكَاحِلِ، طُولِ القَامةِ، والبُنيةِ الجَسديةِ، والثِقةُ الدَائِمة بِالنَفْسِ وحُبِ و تَعظِيمْ الذاتْ، كَان دائِمًا جَاعلًا مِن نَفسِه كُل أولويَاتِهِ فَلِهاذا كَانَ مَهوُوسًا بِالعَصْمَةِ عَنْ الخَطَأ و نَدمِه علَى أبسَطِ علِة، وبِالنَظَرِ لشَغَفهِ فِي تَطويِر ذاتِه لمْ يتَرددْ فِي طَرحِ كُل اسْئِلتِه عَلى الطَبيبةِ جِينَا التِي أولِعَتْ بتَغيُرِ آسْتِيوزِيا أكثَر مِنه!

- حَسنٌ، كَيفَ سَأخْتَبِرُ قُدُراتِي! . 
----

رَاودَتْ تِلك‌ الطَبيبةُ مَشاعرٌ  وكَأنها قَد حَصلت على بِطاقةٍ رابِحةٍ ؛ بِالطَبعِ هَل مِنْ آسٍ لَن يسْعَد إذْ وَجَد حالةً نادِرةِ كَهذِه؟ إِرتفَع سَقفُ توقُعاتها أكْثرَ و أكْثَر فِي آسْتيُوزِيا عِندمَا طَلبَها سَائِلًا عَن كَيفِيةِ إخْتِبَارِ قُدراته، بَاتتْ عَاجِزةً عَن كبحِِ الحَماسِ الذِي يِغلي فِي أعماقِ روحِها فإِذَ بِهِ يَندفِعُ فِي نَبرةِ صوتِها حيثُ أجابتهُ قَائِلةٌ :

- مُؤكدْ! سَأُعَلِّمُكَ عَن هَذِه المُتلَازِمة بِالتَفصِيلْ!

" تصويت "

مُتلازمة سَافانِتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن