Part 2

10 2 0
                                    

- حَسنٌ، كَيفَ سَأخْتَبِرُ قُدُراتِي! . 
----

رَاودَتْ تِلك‌ الطَبيبةُ مَشاعرٌ  وكَأنها قَد حَصلت على بِطاقةٍ رابِحةٍ ؛ بِالطَبعِ هَل مِنْ آسٍ لَن يسْعَد إذْ وَجَد حالةً نادِرةِ كَهذِه؟ إِرتفَع سَقفُ توقُعاتها أكْثرَ و أكْثَر فِي آسْتيُوزِيا عِندمَا طَلبَها سَائِلًا عَن كَيفِيةِ إخْتِبَارِ قُدراته، بَاتتْ عَاجِزةً عَن كبحِِ الحَماسِ الذِي يِغلي فِي أعماقِ روحِها فإِذَ بِهِ يَندفِعُ فِي نَبرةِ صوتِها حيثُ أجابتهُ قَائِلةٌ :

    - مُؤكدْ! سَأُعَلِّمُكَ عَن هَذِه المُتلَازِمة بِالتَفصِيلْ!

- مُتلازِمة " THE SAVANT SYNDROME "
التِي تُعرف بِمتَلازِمة العبقَري أو مُتلاَزمةٍ المَوهُوب كَما يدعُوها البَعضُ بِمُتلازِمة نَطاسِي، و هِي حَالةٌ نادرةٌ تُصِيب الأشْخاصَ ذُوي الإصَاباتِ العقليةّ أو مَن لَديهِم مَشاكُل نَفسيةٌ، مِثل إضٰطِرابَاتِ طَيفِ التَوحد ، عِلميًا هذهِ المُتلازمة تُصيب أطْفالَ التَوحُد حَديثِي الوِلادة لَكِنها مِن النَادِر جِدًا أنْ تتَولد بِسببِ إرتطامٍ ؛ حَتّى أنَّ الإحْصَائياتْ أكدَت أنَّ الناسَ المُصابين بِها عَبر الإرتطامِ يُشَكِلون 5% فَقط مِن اصحَابِ هذهِ المُتلازمة!
و تَكون غَالبًا أعَمارُ المُصابِين مَا بينَ الثلاثِ سنواتٍ إلى الثلاثِين سنة، و رُغمَ أنّه لَم يُؤكد سَبب نُتوجِ هَذه المُتلازِمة إلاّ أنّ بَعْض العُلماء إتَفقُوا أنّها تَحْدُث نَتيجَةً لِما تسبَب لهُ الدِماغُ مِن تغيُرات جَذريةٍ فِي تَكويناتهِ بِسبب الإِرتطامِ ، فَإن صَدف وحدثَ الإِرتِطَامُ بطريقةٍ معينةٍ سيزدادُ تَدفقُ الدَمِ فِي الجِسْم و زيادةِ الأكْسُجِين فتحْدُث تَغيراتٌ فِيزيائيةٌ و زيادةٌ هائلةٌ فِي القُدراتِ العَصبيةِ كَما يَحدُث تَغيرٌ شديدٌ فِي الحركةِ الكهربائيةِ مِما يَجعلُ الدِماغَ أسْرعَ و أفْضَل و هَذا ما يَكوِّنُ "العَبقَري" أُوضِح‌‌َ لَك هُنا أنَّ هذهِ المُتلازِمة نَادرةٌ لكنَ إضَافة إلى ذَلِك هِي لا تَزالُ حديثةً ، فأولُ إِصَابة بِها كانَ فِي 2012 أي قَبل إحْدى عَشرَ سنةٍ تَحديدًا لِرجُلٍ يُدعى "جايسون بادجيت" البالِغ مِن العُمر ثلَاثِين سَنة و الذي لَم يُكمِل دراستهُ الجَامعِية فَلَمْ تَكُن لهُ أيُّ خَلفيةٍ عَن الرياضياتِ و بِفضْلِ هذهِ المُتلازِمة أصْبَح‌ نَابِغةً فِي الرياضياتِ بينَ عشيةٍ و ضُحَاها و قَد سُجل مِن بَعدهِ 42 فَقطْ مِن المُصابين بِمُتلازمة العَبْقرِي "

حَبِرَ آستيوزيا بكلامِ الآسِية فَتأججَ الإِندفاعُ بخَفِيّه وشقَت الأبتِسامةُ مِنوالهُ، فَأمدَّ الشُكر لهاَ مَمنونٌ و إرتحّل المَشفى آخذًا الطريقَ يُفكِر عَن نوعيةِ الإسْتِفادةِ التي سَيقدِمُها لِذاتهِ فَلطالما تَتيم بالإنماءِ و التَجليةِ، لذلِك لمْ يَرغَب بِإن تضيعَ هذهِ الفُرصة و تُهدر بِدون أي فائِدة، تَرادوتٰ افكَارٍ جَلة إلَى ذِهنهِ عَن عدمِ تضييعِ هَذه القُدرة ، لَم يطْرأ شَيءٌ إلى بَالهِ ح‌تى وصَل إلَى بيتهِ او بالأصح شِقتهُ المُعتمة التِي سبقَ وخَلت مِن كُل حنوّ منذُ قطيعةِ والدِيه للحياةِ بَعد ما إتَقدت النَار فِي كافة البِناية بسببهِ، لهَذا إجْتاحُه الندمُ دائِمًا فَقد إرتَحل عَن الحياةِ عدد هائل من الناس، إستلقى على سريرهِ مقتنيه ذلِك الحسُّ الذِي يُثقِل عاتِقهُ الحِسُّ الذِي قامَ بحرمانِه مِن كُلّ ما هُو طيِّب، احْساسٌ صدّهُ عَن لَهوِ الشبابِ وبهَجتهم وحَولَه إلَى أشيبٍ سابَ شَغف حياتهُ يتتَّبع الغائبِين فَقّر مُنتحبًا فِي فراشِه نظِيرَ كُل يومٍ حَتى كفّت دُموعهُ عَلى خديّهِ حيثُ أدْرك إنّه اذْ أرَاد الإسْتِفادة مِن هَذه المَوهِبة حقًا فعَليهِ تَحسينْ حاضِرهُ بإصلاحِ اخطَاءِ مَاضيهِ ، و مِن هُنا طَرأت لهُ فكرةٌ تَستطِيع قَلب حياتهِ حرفيًا آلةٌ زَمنية ترجِعُه لِكُل غفلةٍ و شائبةٍ كانَت كبيرةً او صَغِيرة لتَمحُو كُل ندمٍ يُعانِي مِنهُ في الوقتِ الراهِن، فَلم يتَرددْ فِي أخذِ هَاتِفه ليتَصِل عَلى من كَانَ بِجانبهِ دَاعمًا لهُ فِي كُل لحظةٍ مِن عُمره، الشخْصِ الذِي حَفظه وجعلهُ حيًا مِن بينُ كُل الأمواتِ الذِين عَرفهم مُنجده فِي حينٍ عَانى فِيه مِن الكَئابة و الفقْرِ و الوحْدة و اليُتم، ليخبِره بإهم خُطوةٍ سَيخْطُوها عَلى الإطْلاقْ.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 26, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مُتلازمة سَافانِتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن