النَهاية وليسَت النهايَة

225 10 11
                                    

🌊.

بعد مدة وجيزة، كانت علاقتهما تنمو أكثر، تحلق بك للسماء حتى الغيوم السابعة لسماعها فقط

أحبت كلتاهما الأُخرى وضحت بالكثير لمن تسكن روحها

ولكن لطالما كان هنالك أمر خشته أحدهم وكان يقترب

أرادت دائمًا صنع أفضل اللحضات وتوثيق الذكريات التي لا تنسى لكلتيهما حين يحين وقت الرحيل

لكنهُ ليس بدائم.

-

-

-

-

-

-

التقت تشايونغ بمينا في مطعم صغير وبسيط لكنه مريح ودافئ وكان بالقرب من محطه القطار

ركضت مينا لتشايونغ واحتضنتها بقوة وطبعت قبلة خفيفة على شفاهه الاصغر بغير العادة

تفاجئت تشايونغ لتقول
"مينا هذا ليس من طبعكِ؟, وأخبرتيني بالهاتف أنك تريدين قول شيئ ما وأحضرتيني لمطعم بعيد عن القرية هل هناك مكروهه؟"

"سأخبرك الآن عزيزتي"
قالت مينا شادتًا على يد تشايونغ ناظرة لها بأشتياق

جرتها لمنضدة في أخر المطعم قرب النافذة وقالت
"وسبق وطلبت الأكل والتحلية"

ضحكت تشايونغ بأرتباك من تصرفات مينا ولم تستطع فهم ما يحصل

"تشايونغ، أخبرتك بأنني سأسافر عودتًا لليابان أنا وجدتي لأكمل دراستي ولان جدتي ايضًا كبيرة بالعمر وتريد ان تدفن هناك"
قالت مينا ممسكة بيد تشايونغ وناظرة إلى عيناها ودموع متجمعة في عينيها

بدأت تشايونغ بأستيعاب الأمر لتبتسم محاولة الفهم وبشعور سيئ قائلة
"لن تتركيني مينا صحيح؟، ستبقين معي حتى ولو كان بالهاتف او اي شيئ"

تساقطت دموع مينا وأنزلت رأسها وقالت
"لا تشايونغ، لا أستطيع"

حينها ضحكت تشايونغ وعيناها تمطر حزنًا
"مينا ! أرجوك مينا، وماذا عني! مينا لا تتخلي عني أبقي بجانبي أرجوك"

لم تستطع كبح حزنها وبكائها
شدت على يد مينا اكثر ورفعت رأسها لتقول
"لا أستطيع الفهم بشكل جيد ولا أزال مصدومة، لكن عند وصول الطعام سأجعل هذا اليوم لن ينسى ميناري، توقفي عن البكاء فأمطارك تجعلني ضعيفة ولا أقوى على التحمل"
مسحت تشاي عينان مينا وأبتسمت لها و نهضت من مقعدها وجلست بجانبها

شبكت يدها بيد مينا وأحتضنتها بينما كانت مينا لا تستطيع التوقف عن البكاء

كانت تشايونغ تردد في مسامع مسنا بصوت مرتجف وضعيف
"لا تبكي، لا تبكي يا معسولتي"

بينما كانت هيَ تبكي بلا صوت محاولة بتهدأتها

-

-

-

-

أنهت كل منهم طعامها وتوجها لمتجر تصوير

أخذت كل منهما تذكارًا للأخرى وأشترت تشايونغ هدية لمينا وكتبت لها رسالة صغيرة مخبأة بالداخل

عند المطار عانقت كل منهما الأخرى فكادت أجسادهم تتلاحم

وضعت تشايونغ رأسها على كتف مينا وغصات بأحضانها ولم تستطع البكاء صامتة ففكرة ان معشوقتها تبتعد وتتركها في ذكرياتهم كانت تضعفها

تساقطت دموع تشايونغ واحده تليها الأخرى تهمس لأذن مينا:
"أحبك مينا، أحب كل ما بكِ ولم أرد هذا أبدا، أحببتك بصدق، كنتي عناوين لوحاتي، إلهامي وكتاباتي، حديثي وأول كلمة أتحدث بها ، حتى أن أسمك وشم  على لساني فأصبح الجميع أنتِ، مينا لا تفقديني من ذاكرتك كما سأفعل، سأشتاق لكِ، صِلي بأمان لأجلي، كوني بخير لأجلي، طيفك يسكن مكاني، أفكارك وبصماتك موشومةً علي جسدي، لطالما سكنت الغيوم السابعة بوجودكِ"

فصلت تشايونغ عناقهما و على وجهها طغت ملامح الحزن

" خذي هذا الدفتر ، عودي لي مينا بسلام"

أدارت تشايونغ محبوبتها لتواجه ظهرها، دفعتها بخفة وقالت "لا تنظري خلفك، أركضي لقطاركِ فقط"

ركضت مينا لتركب القطار، ما أن تحرك أنفرجت عيناها وهي ترى محبوبتها تجثو على الأرض باكية.

النهاية.

___________________

تم نشر الجزء الثاني من الرواية


زهُورْ بَيّضاءْ-مِــ.تشْــحيث تعيش القصص. اكتشف الآن