الفَصْلُ الأَوَل(أَنا! ...وَأَنا؟ )

382 54 414
                                    

              بِسم اللهِ الرحمٰنِ الرحيمِ.

                         ...∆∆∆...

                       

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


                        ...∆∆∆...

كسى الظلامُ جدرانَ الحياةِ,وعمَّ سوادُ الليلِ القريةَ بأسرِها،وبات القمر بائسًا بضوئِه، عن دثرِ المَآسي.
لا تكادُ ترى قَدَمَيْكَ وأَنت تَسير،وفَقد الزهرُ والشَّجرُ رَوْنَقه،وُمحاولاتُ الإِصلاحِ قَدُمت بمصائبَ أَكبر.

وكَأنَّ مصطلحَ النورِ باتَ خرافةً، نوقِلَت على ألسنةِ دَجالين،لا يُضيءُ المكانَ، إلَّا خيوطُ اللَّهبِ المشتعلةِ بأيدي الثائرينَ.

تتردد كلماتُ التحريض، والكراهية عبر شفاههم،وتندفق من أفواههم الشتائم، لتزيد غيظهم وقهرهم،يطالبون بروحٍ قد نبشتها الأيام: حُرِيَةٌ! حُرِية!

وما كانَ تَحَرُرُهمُ إِلَّا بقتلها!

ليت أحدهمُ، يومها أدرك، أنَّ حريتهمُ المنشودة، لها ضريبةٌ، تسمى الخضوع!.

***
وسط سماءٍ صافيةٍ، مزركشةٍ بالسحابِ الأبيض الأخاذ، تجلتِ الشَّمسُ في الأفق كأنما جَوهرةُ ضياءٍ دافئٍ.
تَتَراقص أَشعتها في الأرضِ الواسعةِ ، تربط الأشجار معًا، و تُسابق النسيمَ العَليل، تُغرد رفقةَ العصافيرِ بصَوتِها الشَّجِيِّ ، وَتَحتَضِنُ الحَيواناتِ بِحنانها ودِفئِها.

كانت آيريس، فتاةٌبلغت ربيعها التاسعَ عشرةَ مؤخرًا، جالسةً في المقعدِ الخلفيِ لسيارةِ والِدها ، تُركي جِذعها بضجرٍ عَلى الباب، ويكادُ وجهها يلتصق في زجاجِ النافذةِ، قدرما ضغطته عليها.

ظلت تطالع الطيور المحلقة من بعيد ،تتمنى لو كانت إحداها،تطير بحرية ، بعيدًا عن هذا المكان ، تفرد أجنحتها في السماء الواسعة، متخلصة من الأوامر والمسؤوليات.

ولكنها وكلما سخت في خيالها ، أعادها الواقع بصفعةٍ مُرَة لمقعدها الخلفي في السيارة، متوجهةً للريفِ، حيثُ تَقطن جدتها.

هناك ، كانت آيريس، بعينيها البندقيتينِ شاردةً، تراقب تلك العصافير.

طالعت السماء على حين غرةٍ، وإذ بأشعة قويةٍ من الشمس تُرحب فيها ، تُصيب عينيها وكَأنما سهمٌ، لا يُخطِئُ وِجْهَتَه.

بحيرة يوستيتسياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن