كاو وخاتم اطلانتس

241 48 86
                                    

"كيف نسيتها في غزة؟"سألت ماتيد ملاك بصوت هادئ، ولكنه يحمل بين خفاياه غضبًا مكتومًا تحاول التحكم به، ومن ثم أكملت

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

"كيف نسيتها في غزة؟"
سألت ماتيد ملاك بصوت هادئ، ولكنه يحمل بين خفاياه غضبًا مكتومًا تحاول التحكم به، ومن ثم أكملت.

"هل فككت سحره قبل أي شيء؟ ، أرجوكِ قولي لا"

"لا"
ردت عليها ملاك وأصدرت ماتيد نفخة ارتياح أطلقتها هي وهوسوك لاستماعهم إلى هذه الكلمة.

لو كان تم فك سحره سيكون كل ما تم التخطيط من أجله ضاع هباء.

"ما ماهية بردية الدخول؟!"
سألت زينة بتوتر أثر القلق الذي بعثوه لها بسبب رهبتهم التي ظهرت فور معرفتهم بعدم تواجد هذه البردية وحيرتهم حولها.

كلما تقول إنها اقتربت على إنهاء ذلك الكابوس تشعر وكأنها تنسحب أكثر إليه ولا مخرج منه، أصبحت سجينة هذا الكابوس، وكأنه مؤبد.

"البردية التي ستنقلك لزمنك من جديد"
نزلت عليها كالصاعقة وكأن روحها قد سُحبت للتو، بينها وبين رجوعها مجرد ورقة وغيابها سيتسبب في ضياعها، ضياعها هي ومن حولها.

لاحظ جين نظرتها الفارغة وشعر فجأة بانقباض قلبه، عاجلًا أم أجلًا سيأتي له يوم بدونها، يوم دون مشاجراتهم وضحكاتهم، ستتوالى الأيام المملة ثانيةً، اعتاد عليها في أكثر من شهر، فكيف سيستمر ويعتاد على غيابها؟

لم تكن فقط جدته، بل أصبحت خير الجليس والصديقة والأم، والأخت الكبيرة التي تحمل جميع صفات العائلة التي تمناها منذ صغره، ظهرت فجأة وستغيب فجأة بلا رجعة، ستغيب إلى الأبد وهو يتوه مجددًا في تلك الحياة.

'لِمَ كل هذه الأنانية يا صاح، ألم تكن قبل مجيئها فرِحًا لتفردك بنفسك، ما بالك الآن وأنت في أية لحظة ستبكي لمجرد سماعك لرحيلها، وكأنك كنت متعطشًا لحنان العائلة وأنت تنكر، الألفة التي جذبتك إليها ستكون غربة بعد فراقها، هل تفكر بما تفكر به، أم كل تفكيرها حول الرحيل وأنت لا تشغل عقلها بواحد من المئة، هل أنت في مخيلتها من الأساس، أم مجرد أحد أنقذها من وحشة هذا الزمن؟
لا يهم كل هذا الآن، يكفي طاقتها الإيجابية التي أظهرتها إليك وأعطت لحياتك معنى، يكفي أنها جعلت منك شخصًا آخر غير فاقد للأمل وتراجع عن آخر فرصة له لدخول عالم الاكتئاب، يكفي أنها عائلتك، لا أحد سيدوم في هذا الكون، فهل هي ستدوم لك؟'

زمن غير الزمان | K.SJ ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن