«تــربـصـتْ بِــي أعـيُـن قــا'تـلـة»
-الحــلــقــة الحـاديـة عـشـر-'11'تيبست بأرضها وقد تملكها دوار فتاك..
في ظلّ تيهاتها وتربُص محروس، سارع تميم نحوها ثم جذبها بشدة نحو أحد الأنفاق المظللة بالأشجار..
- يلا يا غفران مش هسيبك أبدًا..وركض تحت صرا'خ محروس الذي بدأ في الركض خلفهم في تلك المتاهة..
- غـــــــــفــــــــران اقفي يا غفران، مش هسيبك مسيرك ترجعيلي يا غفران علشان أنا إللي مسيطر عليكِ
أنا عندي لكِ مفاجأة من العيار التقيل..
روحي روحي معاه بس هو مش هيستحمل جنانك..فقد أثرهما وسط الضباب وكثافة الأشجار ليعود للفندق وهو يتوعد لعفيفة بالو'يلات..
بينما تميم لم يكفّ عن الركض بعزيمة وإصرار حتى ابتعد مسافة جيدة ممسكًا بكفّ غفران بشدة..
توقف لاهثًا عكس غفران التي لم تكن مثله وذلك لإعتيادها الركض بمشاركة ملار..
استندت على أحد الأشجار واضعة كفها فوق قلبها، تنهدت والكلمات التي نثرها والدها العزيز تطوف حولها..
تربدت ملامحها بالحزن وغامت عينيها الجميلتان بدموع صافية شفافة زادتها جمالًا وفتنة..
أصبحت بلا أحد .. وهل كانت من قبل تنتمي لأحد..!
بلا أب ولا أم .. لا كُنية ولا هوية..
مجرد قا'تلة مجر'مة .. مجنونة كما ينعتها والدها..كان تميم منشغل بفحص الموقع بهاتفه ويحسب المسافة التي تفصلهم عن الطريق العام..
رفع رأسه يُحدثها ليجدها بتلك الحالة، تألم قلبه لأجلها، يعلم أن القادم ليس بجيد لكن ما يهمه حاليًا سلامتها.
اقترب منها مبتسمًا بينما رفع كفه بحنان يزيل دموعها طابعًا قبلة حانية فوق أعينها الدامعة..
همس لها بحب ممزوج بالغزل كانت الطريقة المثالية ليخرجها من كهف أفكارها السلبية:-
- عيونك يا غفران..رفعت عينيها نحوه متسائلة برقة فطرية:-
- مالهم.!- فيهم فتنة غير طبيعية، بحبهم أووي وواقع في غرامهم، على فكرا بيكونوا حلوين أووي وإنتِ بتبكي..
آآه بجد .. بيكونوا صافين وبيكونوا زي الزجاج ولونهم بيبقى بلون السما..
حقيقي عيونك غريبة أووي..
وقعت في حيرة عينيكِ وأضحيتُ أتسائل..
هل هم بلون الموج الثائر..؟
أم بلون السماء الصافية؟
أم بلون حجر فيروزي عتيق.؟
لكن في النهاية لا جدوى!
فقد وقعت في أسرهم وانتهى الأمر..
لقد تربصتْ بي تلك الأعين حتى لقيتُ مصرعي وأصبحت شهيد الحب..ضاعت وضاع حزنها من تلك الكلمات التي تسمعها لأول مرة وكان لها سلطان على قلب حيا داخل أنفاق القسوة حتى بات يعلم أن الحب وجه من وجوه القسوة لا أكثر.
آنست منه الحنان والدفء فراحت تتسائل ببراءة ممزوجة بالألم:-
- بجد يا تميم .. يعني أنا مش وَحش زيّ ما بابا بيقول..
وإن إنت مش هتستحملني وهبقى تقيلة عليك..
يعني أنا مش قا'تلة يا تميم ولا مجنونة ولا شريرة..
يعني ممكن ربنا يغفرلي..
أنا أتحب صح .. مش إنت بتحب غفران .. يعني أنا حلوة كدا..
أنت تقرأ
تربصت بي أعين قاتلة
Romanceرفعت أعينها تنظر بداخل عينيه تريد نجدته، همست بنبرة مرتعشة خائفة:- - تميم.. تمزق قلبه من نبرتها المرتعشة .. يشعر أنها أصبحت مسؤولة منه .. إنها بريئة جدًا .. زهرة مزروعة في كومة من الشوك.. إنها مثل الغارقة.. - نعم يا غفران .. في أيه.. همست برجاء وهي...