البوابة المغلقة

118 54 121
                                    


كانت السماء ملبدة بالغيوم،تتراقص فيها رياح خفيفة،كما لو كانت تهيئ الأرض لمواجهة عواصف قادمة.

وقفت لورين أمام باب مصحة "هوب"

قلبها ينبض بشدة، وكأن كل نبضة تحمل معها مزيجًا من الخوف والترقب،كانت قد سمعت الكثير عن هذا المكان،لم يكن أي من ذلك جيدًا!

كان الدخول إلى هذا العالم خيارًا، بل كان ضرورة بعد ما مرت به من تجربة أليمة تركت جراحًا عميقة في روحها.

تجاوزت عتبة الباب،ودخلت إلى صالة الاستقبال،كانت الأضواء خافتة، والجدران مطلية بلون رمادي شاحب، وكأن المصحة قد عاشت زمنًا طويلًا من النسيان.

هناك عدد قليل من المرضى يتجولون في أروقة المصح،كل منهم يحمل في عينيه حكاية مختلفة.

شعرت لورين بشيء من الغربة، وكأنها دخلت عالمًا مختلفًا بعيدًا عن الحياة الطبيعية التي كانت تعرفها!

توجهت نحو مكتب الاستقبال، حيث جلست مربية مسنّة، نظرت إليها بنظرة غير مبالية،سألت بصوت متجهم:
"ما اسمك؟"

أجابتها:
"لورين"

مدت يدها نحو ورقة بيضاء،قالت:
"وقعي هنا"

وقعت لورين وبدأت تشعر بالقلق يتسرب إلى أعماقها.

تساءلت عما إذا كانت قد اتخذت القرار الصحيح!،لكن لم يكن لديها خيار آخر،كان عليها مواجهة ماضيها،والتحرر من قيود الألم الذي كان يطاردها.

قالت المربية بنبرة خالية من المشاعر،مما جعل لورين تشعر بأنها قد تكون محاطة بأشخاص غير مهتمين:
"أهلاً بكِ في مصحة هوب"

توجهت نحو غرفتها التي كانت تحمل رقم 203.

كانت الغرفة صغيرة، تتكون من سرير وحيد، وطاولة صغيرة، ونافذة تطل على حديقة مهملة.

وضعت حقائبها على السرير، وأخذت لحظة لتستجمع أفكارها،لم تكن مصحة نفسية كما كانت تأمل، بل كانت أقرب إلى سجن!

مع مرور الوقت،جلست لورين على السرير،محاطة بالصمت،أحست بأنها محاصرة بين جدران لا تتيح لها الهروب من أفكارها المظلمة.

في تلك اللحظة، سمعت صوتًا يطرق باب غرفتها،سأل بصوت عميق:
"هل يمكنني الدخول؟"

ترددت قليلاً،لكن صوتاً داخلياً شجعها على فتح الباب.

كان هناك شاب، يبدو في أوائل العشرينات، عيناه تحملان نظرة غامضة،اردف:
"أنا كريستيان"

همسات في الظلام||Whispers in the Darkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن