الفصل الخامس

21 15 5
                                    

الفصل الخامس

"الموجهة"

وصلت إلي منزل أخي والذي ليس ببعيد عن منزلي ،تقريباً المسافة تستغرق أقل من عشرون دقيقة بالعربة ..وصلت وطرقت الباب وكانت الساعة تقريباً الثامنة إلا ربع وفتحت زوجته الباب لي وكانت تسمى ياسمين وهي فتاة حرباء عرفتها من لحظة رؤيتي لها لأول مرة ،يوم التقدم لها عندما ذهبت برفقته.. ،كانت ياسمين أمراء طويلة ونحيفة الجسد بدرجة أن عظمها يبرز عليها ..لم أكن أسترح لها أبداً ولا أنا ولا زوجتي وحتى سهر كانت تخاف منها ،كلنا إلا توفيق الأحمق الذي وقع في غرامها ،وبالطبع ليس لي كلمه عليه فهو عنيد.

فتحت والباب وألقت التحية عليها وسألتها إذا كان توفيق عاد من العمل ومن حسن الحظ أنه كان في داخل وعندما فتحت زوجته الباب سأل بصوته الثقيل والخشن :

-من علي الباب ،ياسمين ..؟!

فأجابته أنا مازحاً وأنا أمر للداخل بعدما مالت ياسمين لأدخل :

-ما بال صوتك أيها الشرطي ..

ودهش من زياراتي وعلي الفور حضنا بعضنا بقوة ،فأنا من النادر أن أراه بسبب ظروف عملي وحتى عمله أيضاً ..وجلسنا ثلاثتنا للحظات نسأل علي أحوال بعضنا فكانت ياسمين قد سألت علي ورود وسهر وأنا قد سألت علي ياسين وهو طفلهم الرضيع الذي لم يكمل الست أشهر وكان نائماً وقتها وبعد هذا وجدت توفيق يضع يده علي كتف زوجته ويأخذها في حضنه قائلاً :

-بارك لي يا أخي ..

وابتسمت وهو يضع يده علي بطنها قائلاً بفرح بعدما علمت أنه يشير أنها حامل :

-مبارك لك يا توفيق ومبارك لكِ يا ياسمين ..

وفرحوا جميعاً بمباركتي وبعد دقائق من الحديث والضحك قليلاً قامت ياسمين لتحضير بعض الطعام والشاي ..ولأقوم علي الفور وأنا أصطحب أخي للوقوف عند الشرفة وهو بالكاد قد أشعل سيجارته .

وقفنا أمام بعضنا وهو في حالة من القلق علي بعدما رآني قد سحبته دون أي مقدمات وقال :

-ما الأمر يا كبير ..؟!

فنظرت لهُ وأنا دون حول ولا قوة وعليّ علامات الضيق وليتابع هو بعدما دس السيجارة أسفل قدمه وعلم أن هنالك خطباً :

-ماذا حدث ..؟هل الفتيات عندك بخير ؟! هل حدث مكروهاً ؟! أخبرني أنا أخاك سوف أساعدك ؟!

ونظرت له مبتسماً متذكراً إياه وهو صغير وأنا أقول داخل نفسي :

-لقد كبر هذا الصعلوك حقاً ..

وقلتُ لهُ وأنا أضع يدي علي كتفه :

-أعرف أنك سوف تساعدني ولهذا قد أتيت إليك يا شرطي ..

وأخرجت علي الفور الورقة المكتوب عليها الرقم وأخرجت كيس الذي أخذت منها قبل قليل من المادة التي وجدتها وقلتُ لأخي الصغير :

بكاء من الدم (نسخه جديدة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن