نحو المجهول

57 8 3
                                    

بعد الكشف عن شكوك إندو وتحليله المعمق للأدلة والمؤشرات، بدأ المحقق في مسعى جديد للكشف عن الحقيقة وتبرئة ريسل.
بدأ إندو بتجميع المزيد من الأدلة  عن الجاني الحقيقيو توجه لمسرح الجريمة مجددًا، حيث بدأ في إعادة بناء سياق الجريمة كان هناك  تشابه بين طريقة جريمة القتل هذه وبين جرائم سابقة قام بها الرجل الدب بدأ إندو بإعادة التحقيق مع الشهود وتفحص الشهادات  والأدلة الأخرى بعناية.
كان يعتقد أن هناك تفسيرًا مختلفًا وراء الأحداث، وأن هناك شخصًا آخر متورط بالجريمة في نفس الوقت كان إندو يحاول استخراج المزيد من المعلومات من ريسل و رغم أن ذلك كان شبه مستحيل بسبب عدم التوازن النفسي في عقل ريسل و الاضطرابات التي يعانيها إلا أن المحقق الشاب تمكن من فهم أن ريسل تعرض لنوع من تعذيب النفسي و من خلال الاستجواب المتكرر عرف أن هناك شخص يرعب ريسل قام إندو  بمشاركة ما يعرفه مع زملائه بهدف جمع المعلومات و تسريع التحقيق.

إندو:" تأكدت من خلال الاستجواب المتكرر أن هناك  نظريتين حول هذه الجريمة الأول هي أن الرجل الدب قام بقتل أيلي و ليلى أمام ريسل و بعدها استمر في تعذيبه عقلية حتى وصل لمرحلة الجنون لكن هذه النظرية ناقص بسبب أن ريسل اعترف باغتصاب ابنته و لكنه لا يذكر أي شيئ  عن ليلى. وهذا يأخذنا للنظرية الثاني و هي التي تملك نسبة أكبر للحدوث و تتمثل في أن الرجل الدب كان يستهدف ريسل و أبنته أيلي منذ البداية و لتفسير سبب اغتصاب ريسل لأيلي  يجب علينا العود لجريمة سابق منذ عام 1959 حيث قام الرجل الدب بأجبار أم على قتل أبنتها الرضيعة ثم قام الرجل الدب بقتل الأم أيضا و قد تمكنت الشرطة من حل هذه القضية فقط بعد سنة و نصف من حدوثها و بقية المحكمة طوال هذا الوقت تعتبر أن الأم انتحرت بعد قتل ابنتها.
إذا ريسل اغتصب ابنته حقا لكن ليس بإرادته  بالقام الرجل الدب بإجباره على فعل هذا  فهمة من كلمات ريسل أن هناك ندم كبيرا يعتريه و أن هناك شيء ما يجعله ينهك نفسه  بالتفكير و قد لحظة  أنه فقد للثقة تماما لا يثق بأحد كما كان يردد دوما أحاديث عن إتفاق ما و  أن هذا الاتفاق تم إلغائه.
من دون أدنى شك أيها السادة الكرام إن الأمر واضح اتفق الرجل الدب مع ريسل أنه لن يقتله هو و ابنته إلا اذا قام ريسل باغتصابها و هذا هو الاتفاق الذي نكثه الدب.
من خلال عقله الإجرامي نستطيع أن نعرف أن الرجل الدب كان سيقتل ريسل وايلي على أي حال لكن ما لم يكن في توقعات الرجل الدب هو أن هناك فتاة اسمها ليلى ستأتي للنوم عند أيلي و هذا الدخول المفاجئ أجبر الرجل الدب على ارتكاب جريمة ثانية لم تكن في الحسبان إن أمثال الرجل الدب قد يبدون عشوائيين في جرائمه لكن هذا خطأ فهم أكثر من يراجعون ماذا سيفعلون و لو كان الرجل الدب عشوائيا في جرائمه لم تمكن من اللعب بمجرية التحقيق و عرقلة الشرطة بوضع ريسل في طريقهم و هو آيضا كان متوقعا لغضب العامة في أرفيند و والمطالبة بإعدام ريسل بالتمكن أيضا من أبعاد الشبه عن نفسه بكل سهولة لكن كل هذه الأشياء كانت وليدة تلك الليلة حيث أنه لم يفكر بها مسبق و الدليل الذي تركه الرجل الدب واضح جدا لكن من صعب التفكير فيه.
و هو ليلى التي لم يكن يعرف بقدومها إطلاقا تمكنت ليلى من رؤية الرجل الدب و شاهدة مجريات الجريمة و كيف كانت صديقته تغتصب أمامه ولجعلها تصمت للأبد كان يجب أن تقتل.
قام الرجل الدب بتعذيب ليلى جنسيا و جسديا و استمتع بجريمته التي لم يكن ينوي القيام بها لكن كان من الواضح وقتها انه سيتم كشف أنه المسؤول هنا عن كل هذا لذلك قام بقتل أيلي أيضا و تلاعب بعقل ريسل الذي و دون أدنى شك فقد عقله مسبق من جراء اغتصابه لابنته فليس من السهل القيام بهذا لم تكن أيلي تعرف ان أباه يفعل عذا لحمايتها و الأسوء من هذا عند ريسل أن ابنته ماتت و هي تعتقد أن أباه مجرم انهار ريسل في نهاية و قام الدب باستعماله كمعرقل للشرطة هذه أقرب محاكة للجريمة".
لم يكن يعرف الرجل الدب  أن هناك شخصا  قام بمحاكات كل ما فكر به و فعله طوال تلك الليلة منذ تلك السنين من جرائم لم يتمكن محقق واحد من الوصول لهذا الحد من تعمق داخل الرجل الدب من هنا تحديدا سيبدأ الطريق نحو الوصول إلى الرجل الدب و معرفة من يكون هذا شخص و ما هي دوافعه من كل هذا. بعد مرور أسبوعان على الجريمة نحن الأن في أخر أسبوع من فبراير ما يزال الجو بارد بدأ الشك في تسلل إلى الرجل الدب و بدأ يستغرب من تأخر حكم الإعدام رغم أن الشرطة لم تكبح بعد غضب سكان ارفيند. من الناحية الاخرى سمحت المحكمة من استمرار التحقيق و اليوم الثاني و العشرين من فبراير اعلن المحقق الجديد إندو للجميع في كل اسبانيا أنه قد تمكن من الوصول إلى دليل جديد يؤكد أن رجل الدب متورط في هذه الجريم و أن ريسل ضحية له تم نشر كل ما توصل له رجال الشرطة عبر التلفاز و الجرائد ليصل لكل العامة كانت هذه ضربة قوية للدب القاتل عرف الرجل الدب أنه في ورطة حقيقية هذه المرة و أن هذا المحقق لن يتركه بسهول .
بعد الاضطرابات في أرفيند و تصاعد التوترات أصبح الرجل الدب يدرك أن المحقق إندو يسعى للقبض عليه و الأسوء من هذا أن المحقق مايزال عازما على استجواب ريسل حتى يستعيد كامل وعيه رغم أن المحقق يدرك أن ريسل لن يعرف مكان  الرجل الدب إلا أنه سيتمكن من تقديم وصف دقيق لم تتمكن الشرطة من قبل من الحصول عليه و هذه ستكون خطوة تاريخية  للقبض على الرجل الدب.
بين طيات التصاعد والمواجهة، تنبثق حقيقة مؤلمة أن السعي خلف  المجهول يكشف عن تعقيد الذات وأنه يمثل محاولة لفهم الظلال الداخلية التي قد تكون مدفونة في كل إنسان و خاصة السعي خلف الرجل الدب.
في نفس الوقت لم يكون الرجل الدب بتلك السهول رغم كبح الغضب في أرفيند و الإقناع الجزئي للعامة بأن ريسل بريئه إلا أن الأوضاع لم تهدأ بعد و هناك من يطالبون بالإعدام.
كان الجو بارد و ضباب في كل مكان من أرفيند كان مساعد المحقق المدعو مايكل ذاهب للعمل إنها الرابع إلا أن الشرطة ماتزال تعمل بكل جد.
مايكل:" أن الجميع متشجع و هذا الأمر يزيد من طاقة للسير في هذه القضية و حلها لم نصل لهذه النقطة من قبل."
كان الرجل سعيدا بهذه الإنجازات لكن و هو سائر يفاجئ بسكين في حنجرته تنهي حياته مباشرة كان هذا رد الدب الذي يوجهه للمحقق إندو.
إسمع إن إستمرارك سيؤدي بموت من حولك
وصلت هذه الرسالة للمحقق و كل الشرطة لكن صدم الجميع بعدم مبالات المحقق حتى أنه شهد يبتسم في جنازة مايكل رغم كونها طريقة سيء إلا أن إندو يتبع هذا الطريق في حياته.
يعجب الكثير  من الضباط بالمحقق إندو و يشعرون بالفخر إلا لديهم محقق مثله و مرة أخرى يفشل الدب يعرف الرجل الدب الآن أن المحقق إندو ليس عاديا و هو رجل ليختلف عن القتل لم يكن إندو يعرف هذا الجزء من شخصيته لكن لم يكن هذا صعب بالنسبة للرجل الدب  لأنه في نهاية قاتل مختل يعرف قلوب الناس و أفكارهم هو رجل ليس في هذه اللعب بالهو بعيد جدا ليس في نفس المكان الذي يحاول إندو وضعه فيه إذ لم يدرك إندو هذا بسرعة دون شك سوف ينتهي أمره.

The Ambassadors in the Hell of Minds/سفراء في جحيم العقول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن