جالساً في غرفه ما في الجامعه، أشاهد برنامجي المفضل في هاتفي، اعتدت على ان اقضي وقت استراحتي بين المحاضرات بهذه الطريقه ،خصوصاً عندما لا يكون سونو برفقتي في هذه الأوقات
لقد نسيت سماعاتي في المنزل اليوم، لذلك كان الصوت من هاتفي يعم المكان مُفسدًا هدوءه
بعد دقائق كنت اسمع صوتٍ خافت دخيل، اوقفت الفيديو اتأكد ان كان مصدره هاتفي
هدوء.. ربما اتوهم
دقائق اخرى ليتكرر الصوت بنبره أعلى يمكنني سماعها لكن ما زال بحدود الهمس، كان شخص ينادي بإسمي من خلفي! انا متأكدا ان جميع اصدقائي منشغلون الآن ومليار بالمئه انني لا أتوهم
تجمدت لثوانٍ احاول التفكير فيما افعله ثانياً، فقد تمكّن الخوف مني بالفعل
نهضت من مكاني بحركه سريعه رافعاً قبضتاي لمستوى صدري كحركه دفاعيه كنت على وشك ان التفت لكن الشخص كان اسرع مني ليحاوطني من الخلف ويمسك بقبضتاي.. يمكنني الشعور بصدره على ظهري
كنت هادئًا رغم تمكني من الشعور بضربات قلبي، القيت نظره على اليد التي تحاوط يداي لم تكن مخيفه كما توقعت، أكمام بيضاء مع عروق بارزه وخاتم في اصبع الخنصر مع ذلك تبدو غير مألوفه
سمعت قهقه منه خلفي ليبتعد من كان يُشّل حركتي ليتجه أمامي
-هيسونق بربك....
-لم أعتقد انك تخاف بسرعه ذلك كان مضحكًا، اتسائل من كنت تظنه يفعل ذلك بك
-اصمت، هذا ليس مضحكًا
اتخذت مكاني مجدداً احاول تهدئتي، ساقاي بالكاد تحملني، ليتسلل سؤال هيسونق إلى اذناي
-لمَ لست في المحاضره؟
-انه وقت استراحتي الآن... اردت توجيه نفس السؤال لك لكن هل تحضر محاضراتك أصلا هو سؤال انسب لك
-لما الجميع يتداول هذه الفكره عني؟ انني طالب منضبط ياسونقهون
هو قال لأشخر بسخريه بعدها...هيسونق والانضباط؟ ليس مفهومًا مستحيلا لكنه ليس مألوفاً، لا اعلم ماذا يدرس وفي أي سنه هو لكني أرى هيسونق في الانحاء دوماً، في الممرات، بين الساحات، وبالطبع.... ملعب كره السله الذي يبعد مسافه دقيقتين بسيارتي
-أ دخلت من الباب الخلفي؟ كيف علمت اني هنا
وجهت سؤالي ل هيسونق الذي يسمعني بينما يرفع نفسه بقَصد الجلوس فوق الطاوله التي أمامي، كرسيّهُا وطاولتي كانت تحجب بيننا
-نعم، سبق ان رأيت جونقوون يناديني إلى هنا بينما يجلس مع سونو، اعتقد بأنه سيكون هنا هذه المره أيضا، لكنه ذهب للمحاضره بالفعل... هل تقضي أوقات استراحتك هكذا عادتًا؟
سكتت قليلاً اقلّب في ملف الذكريات عما افعله في هذه الأوقات، لا شيء يُذكر
-احيانا اذهب للمكتبه، امتلك استراحه طويله في هذا اليوم لذا استغلها لمشاهده شيء ما على هاتفي
هيسونق همهم بينما يُثبت التواصل البصري بيننا لثوانٍ قبل أن يقترح
-ما رأيك باللعب قليلاً في ملعب كره السله القريب من هنا؟
فكرت قليلاً قبل ان اتخذ القرار، مازلت امتلك وقتاً طويلاً على بدء المحاضره وبجانب ذلك... لم يسبق لي اللعب معه سمعت الكثير عن طريقه لعبه لذلك... لمَ لا؟
____________
-لنأخذ استراحه قبل بدء المباراه الثانيه
أخبرني سونقهون وهو بالكاد يلتقط أنفاسه، ضحكت بسبب تعبه المبكر، مازلنا نمتلك مبارتين أخرى نلعبها
لم يكُن سوانا في الملعب، واحد ضد واحد، منذ
ان اغلب الطلبه ما زالوا في الجامعه، لا أتي هنا
صباحاً عادتًا انما بعد وقت الدوام
اتجهت ل جانب سونقهون على المدرج يرتاح كلانا
بصمت، قبل ان يقطعه صوته بنبره هادئه
-لم أكن أعلم أنك بارع
-شكرا لك، لم اتوقع أنك لاعب جيد أيضاً
اتكئت بكوعي على الدرجه التي فوقي بينما ارجع
رأسي للخلف مغمضًا عيني، أستعيد طاقتي..
استطيع الشعور بالرياح تداعب خصل شعري، فتحت عيني لأنظر ناحيه سونقهون، هو كان يفعل
مثلي مكتفا يداه
تأملته لثوان قبل ان تخطر فكره في بالي، فكره هو عالأغلب لا يحبذها
ابتسمت ب لؤم لأمسك بقاروره الماء التي بجانبي،
افتحها واصب القليل من الماء على يدي حريصًا
على ان لا اصدر حرکه تلفت انتباهه
بعدما عانق كفي كميه المياه التي جعلتني ابتسم
ب رضا، أوصلتها تُحلق على وجه وشعر سونقهون
لأضحك بصوت عالي فوراً
-یا!!!
هو قال بنبره عاليه جعلتني أضحك اكثر، ليقترب
مني ويجفف وجهه في معطفي كإنتقام خفيف
-ما بالك سونقهون؟ انني اساعدك على تجديد
طاقتك
-شكرا لك ،أستطيع تجديدها بضربك
كنا نتحدث محادثات بسيطه يستقر ما بينها الصمت، الدقائق كانت تمر ببطئ
-هل قُمت بالتسجيل في نادي كره السله؟
ما ان انهى سونقهون سؤاله حتى ظهرت صوره الاعلان المعلقه على جدار الأمس، الصوره لم تحتاج إلى ثوانٍ حتى تظهر في عقلي لأنها هناك بالفعل، تنجرف بشكل اقوى واسرع من باقي الصور في عقلي
-لا، انني لا أشارك بإلتزامات الجامعه
-همم، كنت اتسائل لما لا أراك في نشاطات طلبه السنه الثانيه
هو طرح جملته بكل براءه ولم استطع كبح ضحكتي
-هناك سبب آخر لعدم رؤيتك لي، انني أكبرك بعامٍ بالفعل سونقهون
هو حدق للفراغ بثوانٍ يحاول استيعاب ما قلته قبل ان يُطلق "اوه" بصوتٍ خافت
-لنلعب مباراه أخرى، لم يبقى الكثير على انتهاء فتره استراحتي
أنت تقرأ
FREEDOM || heehoon
Mystery / Thrillerكانت أحداث حياتي هذه الايام بارعه بتقليب نفسيتي بين اصابعها كما أفعل بقلمي عندما اشعر بالملل في المحاضره، لكنها أبرع مني في ذلك، عالأقل اطرح القلم أرضًا اعطيه ثوانٍ لإلتقاط أنفاسه!
